لايختلف أثنان في أن موضوع التعليم من الأمور التي تهمنا وتشغل بالنا جميعا كأباء وأمهات ومربين، وتشغل المجتمعات الأخرى غربيها وشرقيها لما للعلم والتعليم من أهمية قصوى في تنشئة الأجيال وتقويم سلوكهم لقد أثبتت الدراسات العلمية في العقدين الأخيرين أن هناك فروق بيولوجية بين الذكر والأنثى تنعكس بوضوح على طريقة التفكير، والسلوك والميول وهذا ماجعل الغالبية العظمى من علماء التربية ينتهجون سياسات تربوية تقوم على أساس الفروق بين الجنسين، وضرورة مراعاة هذه الفروق في العملية التربوية. وقبل هذا وذاك قد أنزل الله تعالى في القرأن العظيم آيات تتلى إلى قيام الساعة ذكر فيها أن هناك أختلاف قال تعالى ( وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى ) آل عمران 36. يقول الدكتور لينورد ساكس طبيب أمريكي ويشغل منصب المدير التنفيذي للجمعية الوطنية للتعليم المنفصل بأمريكا "إن الأبحاثَ التي تمت على الدماغِ أثبتت بشكلٍ واضحٍ بأن أدمغةَ الإناثِ والذكورِ تنمو وتتطورُ بشكلٍ مختلفٍ تمامًا عن بعضها البعضِ، والحقيقةُُ المذهلةُُ هي أن الصفوفَ المختلطةَ تلحق الضررِ بكل من الأولاد" ويضيف ساكس: إن أفضلَ طريقةٍ لتعليمِ الأولادِ ليست هي أفضلَ طريقةٍ لتعليمِ البناتِ، والعكس بالعكس فإنَّ أفضلَ طريقةٍ للبناتِ ليست هي أفضلَ طريقةٍ للأولادِ. وألّفَ الدكتورُ لينورد ساكس كتابًا يعبِّر فيه عن فكرتهِ تفصيلاً بعنوان: "لماذا يكونُ تحديدُ الجنسِ مهمًّا عندَما يتعلقُ بالتعليم" وعندما عارض ساكس متكلم قائلا ألا يكون فصل الأطفال حسب نوع جنسهم هو نوع من الفصل العنصري؟ رد عليه ساكس ردًا علميًا: لا يمكنكَ رؤيةَ أنسجةِ المخ من تحت الميكروسكوب لتخبرني هل جاءت من شخصٍ أبيضٍ أم من شخصٍ أسودٍ، في حين يمكنكَ رؤيةَ أنسجةِ المخِّ من تحت الميكروسكوب لتخبرني هل هي أنسجة مخِّ رجلٍ أم أنسجةِ مخِّ امرأةٍ" والحديث في هذا الموضوع قد يطول ويتشعب ولكن نحاول الأختصار فقد صدر كتاب بعنوان " الغرب يتراجع عن التعليم المختلط " للمؤلف بفرلي شو. وهو يتكلم عن الأثار السلبية المترتبة على الأختلاط في التعليم. هاهو الغرب بعد عقود من تجربة الدراسة المختلطة أدرك السلبيات التي ترتبت على هذا الأختلاط والخلط فأجمعت دراساتهم وأبحاثهم وإحصاءاتهم أن ضرره أعظم من نفعه. يقول البروفيسور أميلو فيانو وهو متخصص في القانون والتربية " أثبتَ بالدراساتِ العمليةِ المتعمقةِ ارتفاعَ مستوَى التحصيلِ الدراسيِّ لدى الذكورِ والإناثِ في حالة الفصلِ بينهم أثناء الدراسةِ. وأضاف إن بعضَ الفتياتِ قد يشعرنَ بميلٍ إلى الفتيان؛ الأمر الذي يحرمهُنَّ من تطويرِ حياتهن الاجتماعية، وكذلك الحال بالنسبة لكثير من التلاميذ الذين يفضلون الانفصالَ عن الفتياتِ حتى لا يتحتمَ عليهم الالتزامُ ببعضِ الهيئات التي يرونها ضروريةً في حضورِ الفتياتِ. انتهى كلامه وقد أجرى معهد أبحاث علم النفس الاجتماعي في مدينة بون بألمانيا، دراسة في الآونة الأخيرة على المدارس المختلطة وغير المختلطة، فتبين أن طلبة المدارس المختلطة لا يتمتعون بقدرات إبداعية، وهم محدودو المواهب، قليلو الهوايات، وأنه على العكس من ذلك، تبرز محاولات الإبداع واضحة بين طلبة مدارس الجنس الواحد غير المختلطة. عندما أدرك الغرب خطر التعليم المختلط بدء الفصل بين الجنسين في بعض المدارس وقام بتشجيعهم عبر منحهم وجبات غداء مجانية أو بسعر منخفض ، مما أدى إلى انتشار الصفوف غير المختلطة في مدارس حكومية بمناطق تعليمية أخرى من بينها شيكاغو ونيويورك وفيلادلفيا. وصرحت وزارة التعليم في الحكومة الفيدرالية بأن هناك صفا واحدا غير مختلط على الأقل في نحو 750 مدرسة حكومية في مختلف أنحاء البلاد، وهناك 850 مدرسة حكومية كل صفوفها غير مختلطة. وهناك كذلك «تشارلز درو» الابتدائية على أطراف فورت لودرديل، هناك فصل بين الجنسين في نحو ربع الصفوف الدراسية استنادا إلى نظرية تقول باحتمال تأثير الاختلافات بين الفتيان والفتيات على كيفية تعلمهم وتصرفهم وفِي الصين بدأت فكرة الفصل بين الجنسين ب 1000 طالبه حتى الأن كما يتوقع أن تسود تلك الظاهرة التعليم في الصين بأكمله في المنظور القريب التي ربما ينقلها العالم عنهم قريبا. و قد قرأت في احد المواقع للدكتور عاطف مفتاح، الأستاذ بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حُلوان يقول " من المؤسفِ أنَّنا في بلادنا لا نستمعُ إلى من ينصحُ بفصلِ الأولادِ عن البناتِ في العمليةِ التعليميةِ؛ لكنْ إذا جاءت الأبحاثُ المؤيدةُ لذلك من الغربِ قلنا سمعنا وأطعنا، ولعل الفترةَ المقبلةَ تشهدُ إقبالاً على هذا النوع من المدارسِ " خاتمة الدراسات والأبحاث وعلماء النفس والتربويون يَرَوْن أن الأثار السلبية في التعليم المختلط ضررها أكبر من نفعها. ودمتم بخير.
مشاركة :