أكد باحث أمني أن السعودية قطعت شوطاً كبيراً في محاربة الإرهاب داخلها، مؤكداً أن القوات الأمنية السعودية لا تزال توجه ضربات متتالية للمتعاطفين مع الجماعات الإرهابية، وقال الباحث في الشؤون الإستراتيجية والأمنية العقيد مطير الرويحلي لـ«الحياة» إن المملكة: «عانت واكتوت بنار الإرهاب منذ ثلاثينات القرن الميلادي الماضي، على يد جماعة (إخوان من طاع الله) بصفته تياراً متشدداً ومعارضاً للأخذ بوسائل الحضارة الحديثة. أما المرحلة الثانية فكانت عام 1400هـ، عند قيام حركة جهيمان باقتحام الحرم المكي وقتل المصلين والمعتمرين، وادعائهم أن من بينهم المهدي المنتظر». وأشار إلى أن المرحلة الثالثة كانت من عام 1410هـ إلى 1419هـ، «وتميزت هذه المرحلة بمواكبة التطورات السياسية والعسكرية كاحتلال الكويت وما صاحب هذه المرحلة من تجاذب للآراء والأفكار بين مؤيد ومعارض، وتزامن ذلك انسحاب الاتحاد السوفيتي من أفغانستان، وعودة الشباب «الجهاديين» من هناك إلى المملكة، بعد أن تأثروا بالخلافات التي كانت قائمة بين الفصائل الأفغانية والتي يكفر بعضها البعض، وهم شباب مدربون على القتال واستعمال الأسلحة والمعدات العسكرية الخفيفة والثقيلة، والمتفجرات وصناعتها والتكيف مع ظروف القتال القاسية في تلك المناطق الجبلية، مروراً بحروب البوسنة والهرسك والشيشان». وأضاف الرويحلي: «إن هذا الامتداد التاريخي الطويل لبعض صور الإرهاب، وما رافقه من تحزبات سياسية وفرق عدة متنافسة ومتناحرة إلى درجة الصراع المسلح والاتهام للمخالفين بالكفر وفساد المعتقد، تطور هذا التوجه مدفوعاً، ربما تأثراً بحال اليأس والإحباط لدى بعض الشباب من حال الوهن والضعف في الأمة الإسلامية، وعدم الاكتراث بما تعانيه الأمة من القتل والتشريد وتداعي الأعداء، وتربصهم، وانتهاكاتهم لحقوق الشعوب لإسلامية، ابتداء من فلسطين مروراً بالعراق وسورية، وأخيراً اليمن، جعل هذه الجماعات الإرهابية تستهدف المجتمعات المسلمة، وتسعى في الأرض فساداً بدعوى الإصلاح والتغيير، فكفروا المجتمعات وقتلوا الأبرياء، ومن خالفهم الرأي أو لم ينضوِ تحت توجهاتهم المنحرفة».
مشاركة :