في رثاء الحاج وحيد ابن الحاج حسن العالي

  • 9/6/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الآن كسر ظهري وقلت حيلتي وشمت في عدوي»، جمله نسمعها ونردّدها ونبكي عليها منذ خلقنا، واليوم عشتها.. بالأمس رحل أخي وصديقي وحبيبي وعضيدي وتاج راسي «أبوأحمد».من هو محمد وحيد العالي؟ هل يحتاج إلى تعريف؟ فهو ابن من؟ابن ذلك العملاق الشامخ، الجبل المعطاء، سبيل كل محتاج، صاحب الأيادي البيضاء والقلب الكبير، الحاج حسن العالي رحمه الله.وأخٌ لمن؟ أخٌ لرجال ونساء أبرار وأنوار لهم بصمة في المجتمع بأعمالهم وأخلاقهم وروحهم الطيّبة.لم أعرف أن الحزن مؤلم لهذه الدرجة قبل فراقك يا غالي. لقد فطرتَ قلبي وآلمْتَني كثيرًا برحيلك.. أنا على يقين بأنك الآن مع رب كريم رحيم بين الأطهار والصديقين، فهذا مكانك وشأنك باستحقاق، ولكن تركتني موجوعًا متألمًا مكسور الفؤاد.لاحظت إحدى بناتي مدى لوعتي وألمي على فراقك، فدار بيننا نقاش، وقلت لها «لماذا وحيد؟ لماذا الآن؟ لم نشبع منه بعد!».فردت عليّ: بابا، عندما تذهب الى حديقة وفيها ورود كثيرة، وأحببت أن تحتفظ بواحدة منها، ألن تختار أجملها وأزكاها لتحتفظ بها؟!قلت: نعم.قالت: «وهكذا ما حصل مع خالي وحيد، فقد اختار الله أحلى وأجمل وأزكى وردة في حياتي».كنت ألجأ اليك عند الزعل، عند الفرح، عند الحيرة وعند الغضب، كنت دائمًا أجد عندك الحل والسكينة والطمأنينة، لم تخيّبني أبدًا وكنت دائمًا الحكيم الحليم في جوابك، الرزين في أفعالك..لن أتحدث عن العطاء وأعمال الخير، فهذا ليس من حقي، فهو بينك وبين خالقك، وأعلم جيدًا أنك لم ترد محتاجًا قط.الكلام يطول في وصفك يا وحيد، والرثاء لن ينتهي فيك يا حبيب، أنت شمعة تضيء لنا الطريق، ولن تنطفئ برحيلك.. تظل مضيئة بكلامك وأفعالك وخلفك الطيب من بعدك.أبا أحمد، أنت في قلبي وقلب الكثيرين.. فجعتنا بفراقك المفاجئ والسريع، ولكن نحن مؤمنون بقضاء الله وقدره، ونعلم بأنك مع رب رحيم كريم.وداعًا يا حبيبي ويا قرّة عيني.. حشرك الله مع أحبابك من أهل بيت محمد الطيّبين الطاهرين، وأسكنك الفردوس الأعلى.] د. بشار السيد

مشاركة :