شركة المياه المحمومة.. هل هي ظالمة أم مظلومة ؟!

  • 9/6/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بَين العُملَاء وشَركة الميَاه، اتّخذتُ الحَلّ الوَسَط، وعَملتُ كسَاعي البَريد، وأَنَا أَنْقل شَكَاوَى العُملَاء إلَى الشَّرِكَة، ثُمَّ أَحمل ردُود الشَّركَة إلَى العُملَاء، وهَكَذا بَين الأَخذ والرَّد، نُحَاول إصلَاح الأمُور، وإرضَاء العُملَاء، وتَحسين الشَّرِكَة، وإيصَال رِسَالتهَا إلَى النَّاس..! قَبل أَيَّام، وَصلَتني هَذه الرِّسَالَة، التي كَتبهَا أَحَد المُتعَامِلين مَع الشَّرِكَة، ويَبدو أَنَّه عَميل قَديم رَاسِخ فِي العِلم، وخَبير بدَهَاليز الفَوَاتير..! تَقول الرِّسَالَة: (مَع شَرِكَة الميَاه الوَطنيَّة: هَل نَحنُ ظَالِمُون أَم مَظلُومون وفق هَذا التَّصنِيف..؟! هَل ظَلمونَا، كَمَا قَال الفَنَّان الصَّاعِد «فخراني»: (ظَلمونَا ظَلمونَا، كَسرُوا بخَاطِرنَا.. ومَا كَانش دَا أَبداً يِجي فِي خَاطرنا.. ولَا حَاجة عَملوهَا عَلشَان خَاطرنَا)، هَل رَفعوا الفَاتورة ظُلماً وعُدوَاناً؟.. أَم نَحنُ أَعدَى أَعدَاء الشَّرِكَة، وظَلمنَاهَا بتَجَاهُل إصلَاح تَسرُّبَات مَنَازلنَا، والتي تُمثِّل 20% مِن قِيمة الفَاتُورَة، مَثلاً لَو قُلنَا فَاتورتي بـ100 رِيَال، إذاً هي فِي الحَقيقَة بـ80 رِيالاً؛ لَو أنِّي أَصلَحتُ التَّسريبَات التي تَزَحْلَقتُ فِيهَا يَوم أَمس، لَولا أَنْ لَحقَني صَديقي «أبوالسلاطين»؛ قَبل أَنْ يُكسَر سَاقي، وأُحرَم مِن هَرولة الصَّبَاح..! عَلَى كُلِّ حَال.. ظَننتُ أَنِّي يَتيم، ومَظلوم مِن ارتفَاع فَاتورة الميَاه.. لَكن حِين استَدعيتُ شَركة للكَشف عَن التَّسريبَات، كَشفُوا لِي أَنَّها طَالَت المَطبَخ والحَمَّام.. وكُلّ شِبر بمَنزلي فِي يَنبُع البَحر، ولَيست يَنبُع الصّنَاعيَّة، إضَافةً إلَى أَنَّها تَسبَّبت فِي تَصدُّع الجُدرَان أَيضاً، يَعني مَوت وخَرَاب ديَار كَمَا يُقَال.. وأَنَا أتفرَّج ومُستَمر فِي لَومِ الميَاه الوَطنيَّة..! مَاذَا بَقي؟، بَقي القَول: إنَّنا أَحيَاناً نُحب أَن نَكون فِي مَوضع المَظلُوم، ونَضع اللَّوم عَلَى غَيرنَا، لنَخرج نَحنُ ببَرَاءةٍ أَمَام أَنفسنَا.. يَا صَديقي أَصلِح تَسريبَات مَنزلك، ولَا تُراكِم فَاتورتك.. وأَخبرنَا كَم صَارت الفَاتُورة).. (انتَهت الرِّسَالَة)! حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟! بَقي القَول: أُشهدكم بالله؛ أَنَّ هَذه الرِّسَالَة تُخبرنَا؛ عَن كَاتِبٍ عَرفجي جَديد، ويَبدو أَنْ أَثَر «الزَّحلَقَة» وَاضِحَة عَليه، لأنَّه خَتم المَقَال بلَزمةٍ عَرفجيَّة نَاقِصَة، لِذَلك جَرَى التَّنويه، فهو يَهتَم بالميَاه، وأَنَا أَهتَمّ بشَكلِ كِتَابته، وطَريقة تَلوينهَا بالحَركَات، ولَيس بفَيضِ التَّسريبَات..!!

مشاركة :