نهاية سنة 2007 م أقَـرّت الأمم المتحدة (الثاني من شهر أبريل) من كل عام يوماً عالمياً لـ (التّــوَحّـد) يهدف إلى التوعية بذلك المرض - الذي يؤدي إلى اضطراب في الجهاز العصبي - ودعوة الدول الأعضاء، والمنظمات الدولية الأخرى، ومؤسسات المجتمع المدني إلى المساهمة في تقديم الخدمات الإنسانية التي تكفل الحياة الكريمة لـ (الـتّـوَحْـديـيـن)! في (السّـعـودية) التي عَـدّى عليها ذلك اليوم العالمي عابراً دون اهتمام اجتماعي أو إعلامي تؤكد بعض الإحصاءات بأن عدد مَــن يعانون فيها من (الـتّـوَحد) أكثر من (360 ألفاً)، مُـهَـمّـشِـيْـن إلا من بعض الاجتهادات؛ ومن أبرز صور معاناتهم: * قِـلة المراكز المتخصصة التي تهتم برعايتهم وتدريبهم؛ فأُسَـرُهم تضطر للسفر بهم بين المناطق بحثاً عن الرعاية، بل منهم مَـن سافر خارج الوطن. * ضعف أو انعدام الدعم المادي الذي يساعد الأسر المحتاجة على رعاية أبنائها (الـتّـوحديين) في ظل غلاء مراكز الرعاية الخاصة على قلّتها؛ فبعضها يطالب بأكثر مِـن (6000 ريال شهرياً) بينما معونات الشؤون الاجتماعية لاتزيد في الغالب عن (1500 شهرياً). والغريب هنا أن بعض الدول المجاورة لنا التي تتلقى مساعدات منا تمتلك مراكز كبرى متخصصة ومتميزة لرعاية أطفال التّـوَحّــد وبأسعار رخيصة لاتقارن بما عندنا ،ولست أدري لِـمَ الجشع وامتصاص دماء الغلابى صفة ملازمة لطائفة من تجارنا؟! * الكِـبَـار ممن يعانون من هذا المرض حاجتهم كبيرة لبرامج تعزز من إمكاناتهم ومواهبهم وتعمل على دمجهم في المجتمع، وتُــوفر وظائف مناسبة لهم؛ وهذه أيضاً قليلة أو غير فاعلة. أخيراً دعوة لوزارة الشؤون الاجتماعية كي تمارس واجبها تجاه تلك الفئة المنسية، وللعلماء والدعاة ورجال الفكر والإعلام لكي يكون لهم دور في حث القطاع الخاص على تحمل مسئوليته الاجتماعية في إنشاء مراكز لرعاية أولئك الطيبين؛ فكم هو مؤلِـمٌ جداً تأكيد أحد آبائهم الذي بعَـثَ لِـي بصرخته بأن (الثاني من إبريل) يَـومٌ سنوي لتجديد الأوجاع!! aaljamili@yahoo.com
مشاركة :