في مقال بسيط وبكلمات معبرة لامس الدكتور جاسر الحربش واقع وحقيقة ما يتمتع به من ينتمي للسلك العسكري من عمق ثقافي حيال الكثير من الأمور. وما في جعبة قواتنا العسكرية من إمكانيات متطورة جعلت من ينتمي لهذا القطاع ملما ليس فقط بمعرفة في مجال العلوم العسكرية، بل ثقافة واسعة وخبرة في إدارة الكثير من الأمور ليس فقط الإدارية ولكن كل ما له علاقة بمتطلبات العصر. ولعلم القارئ فالولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر القوة الأولى من الناحية الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية تعتمد اعتمادا كبيرا على مخرجات قواتها المسلحة رغم وجود آلاف الجامعات التي يتخرج منها مئات الآلاف سنويا في جميع التخصصات. فالمجتمع الأمريكي لديه دراية وثقة بمؤهلات منسوبي القطاع العسكري. ولهذا تجد أن معظم طياري خطوط الطيران والشرطة وكبار الإداريين الاقتصاديين والسياسيين هم من الأساس ضباط خدموا سنوات في القوات المسلحة بجميع فروعها. وأصبح الكثير منهم يدير مراكز التحليل الإستراتيجي (ثينك تانك) أو أصبحوا كبار إداريي كبرى الشركات التي تتحكم في الاقتصاد العالمي مثل ضابط البحرية السابق (جيمس مولفا) والذي يرأس شركة كونوكو فيليبس للبترول. وفيما يخص قواتنا العسكرية فمنسوبوها يعتبرون من الأفضل على مستوى العالم من حيث المواهب وسعة المعرفة وهذا ما نراه من خلال احتلالهم مراكز متقدمة في دورات خارجية بها الكثير من الجنسيات المختلفة. فمنسوب السلك العسكري لدينا استغل وجود أحدث الأجهزة وأعقد المعدات العسكرية التي قد لا تتوافر للكثير من الدول الأخرى وقام بالتعمق في معرفة هذه الآليات وطرق استخدامها وصيانتها. وكذلك كان الكثير منهم يقوم بإدارة معاهد ومدارس وكليات عسكرية وكليات قيادة وأركان هي في الحقيقة أشبه بالجامعات. وهذا ما جعل العسكري لدينا ملما بإدارة الكثير من منابر العلم والمعرفة والتي تتطلب وجود عمق ثقافي لدى من يديرها. وكمثال فقد رأينا ذلك في أسلوب حديث اللواء شامي الظاهري قائد كلية القيادة والأركان سابقا لبعض المحطات المحلية والعالمية. وفيما يخص تكنولوجيا العصر فلدى قواتنا المسلحة أعقد أجهزة التكنولوجيا التي تحتاجها أنظمة الأسلحة من طائرات أو صواريخ ما جعل منسوبي قواتنا العسكرية على معرفة بأدق ما قدمته التكنولوجيا الحديثة. ومن منسوبي قواتنا المسلحة من لديهم القدرة على إدارة مشاريع هندسية ومشاريع بنية تحتية تكلفتها تصل إلى بلايين الريالات. ومن يعرف منسوبي قواتنا العسكرية سيعرف تمام المعرفة أنهم خريجو كليات عسكرية متطورة، إضافة لكون الكثير منهم خريجي أرقى الجامعات في المملكة أو في العالم الخارجي وملمين بلغات أجنبية كثيرة. ولكن قد يكون تحفظهم وامتناعهم عن الحديث عن ما يعرفون ترك نمطا وانطباعا محدودا لدى الآخرين. ورغم ذلك لاحظ الجميع أنه عندما يتحدث من ينتمي للعسكرية تجد أسلوبه واضحا ولديه ثقة أثناء الحديث. وبيت القصيد هو أنه يوجد لدينا مواهب كثيرة من جميع القطاعات العسكرية من الضروري الاستفادة من خبراتهم في شتى المجالات فور تقاعدهم. فالكثير منهم حاصل على شهادات الماجستير والدكتوراة.. هذا جزء يسير والحديث يطول.. ولكن في الأسبوع القادم دعونا نتحدث عن طياري القوات البحرية وطائرة الرئاسة الأمريكية أثناء فترة حكم الرئيس بيل كلنتون. كاتب ومحلل سياسي
مشاركة :