الإنسان عدو ما يجهل

  • 4/27/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مهما بلغت الشجاعة مبلغها في الإنسان أو علا شأنه إلا أن جهله بالشيء هو ألد أعدائه وهو يواجه في مسار حياته بأعداء كثيرين ويتعاملون معه بطرق متعددة -فإمّا أن يهزمهم أو يهزموه - وليس بالضرورة ان يُفني الأعداء ويظفر بحياة هادئة لأن الإنسان خُلق في كبد فهو يكابد في هذه الحياة كاسباً أو خاسراً وانتصاره على أعدائه قد يكون بالكلمة أو الموقف أو العمل المشرّف. إن سألت الشجعان والفرسان ممّ يخشون؟! سيأتيك الجواب واحدا: ألا وهو الخوف من المجهول أو ما نجهل، وهذا برأيي قمة الشجاعة أن تفهم أولاً ما تجهله وتُمحّص فيه لمعرفة ماهيته والتدقيق فيه لأنه غامض، متخف، غير منظور ما بداخله فقد يكفيك شرّه إن كان به شر!!. والجهل بما نراه أو نتعامل معه للوهلة الأولى قد لا يكون بصورة عدو أو منافس أو محارب بل يمكن أن يكون كتاباً جديداً نُشر حديثاً ونحاربه قبل أن نقرأه أو نفهمه ونبدأ بالتشكيك في محتواه قبل حتى قراءة حرف واحد منه أليس ذلك بمثابة عدو مجهول لنا؟! وعلى أبسط تقدير في مفهوم بعضنا، لماذا نستبق الأمور في الحكم على الشيء بالسلب أو الإيجاب قبل أن نجربه أو نتعامل معه أو نتصفحه إن كان كتاباً أو نفهمه إن كان موضوعاً فقد يكون خيرا؟!. لذلك فالإنسان وبهذه الطريقة لديه أعداء على مدار الساعة طالما هو يتواجه مع شيء جديد -مادياً كان أو معنوياً- فما هو الحل؟!. الجواب لذلك هو: في التشديد على عدم استباق الأمور وإصدار الأحكام المسبقة قبل العلم بالشيء ومعرفة المحتوى، لا يجب أن نعادي ما نجهل من مبدأ التقوقع أو اختصار الدائرة المحيطة بنا وإغلاقها حول ذاتنا وترك ما نجهل بحجة الخوف منه فقد يكون نافعاً، نسأل، نختبر، نحلل، نقترب منه بحذر وتوازن حتى نأمن جانبه، ومن ثم نستمر في التقدم للأمام خطوة واحدة أو نستعيد خطوات للخلف. وبموازاة ذلك هناك المتهورون والمندفعون الذين يعتقدون أنّ الإقدام على أمر دون معرفة تامة أو دراية فيه هو أمر هامشي وهنا حجر الزاوية -بين عاقل متزن ومتهور مجنون- وتستمر الحياة بين صديقٍ وعدو وبين خيرٍ وشر وعلمٍ وجهل. استشاري إدارة تشغيل المستشفيات وبرامج الرعاية الصحية

مشاركة :