شبكات «التواصل».. سوق افتراضي مفتوح يحتاج إلى الضبط

  • 9/8/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق:محمد ياسين تعد مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكية على الهواتف سوقاً مفتوحاً لبيع وشراء جميع المنتجات والأغراض، فتجد عبر بحث بسيط، بأي لغة، كل ما تريد بأسعار تنافس محال تجارية تبيع المنتجات المعروضة على «الإنترنت» نفسها، فبين المحال التجارية وشبكات التواصل، يتنقل الراغب في الشراء أو البيع، فيجد أنه قادر على الاضطلاع بدور المسوق من دون عناء البيع لمحال تقلل من ثمنها.من الواضح أن تلك الشبكات والتطبيقات فتحت آفاقاً جديدة للبائع والمشتري لحمايتهما من الاستغلال، لكنها لا تخلو من بعض السلبيات والمشكلات التي قد يتعرضان لها، من خداع أو شراء منتجات لا تعاين أو تعرض وتفحص جيداً قبل شرائها. فبين الإيجابيات والسلبيات في طريق الشراء تلك، طالب كثر بوضع أسس أو قوانين تلزم البائع ببعض الضمانات، من بينها سهولة إرجاع المنتج والتعويض المادي، إذا تبين عدم صلاحيته، وتنظم العملية عبر مؤسسة تعنى بذلك. وفي التحقيق الآتي نضيء على هذه الظاهرة، عبر عدد من الخبراء ورواد التواصل، فضلاً عن أشخاص جربوها. مفيدة للمستهلك أكد الدكتور السيد بخيت أستاذ الإعلام بجامعة زايد أن هناك إيجابيات كثيرة لاستخدام وسائل التواصل في بيع السلع والأغراض المستعملة، حيث تختصر الكثير من المسافات والأوقات وكلفة الحاجة إلى تخصيص مكان لبيعها، مع ما يستتبعه من احتياجات ومتطلبات أخرى، متعلقة بالعمالة والكهرباء والتراخيص وغيرها، ومن ثم فهي مفيدة للراغبين في بيع حاجاتهم، ومن ناحية أخرى مفيدة للمستهلك أو الشخص الراغب في الشراء، حيث لا يحتاج إلى الانتقال من مكانه للحصول عليها، وتعرض عليه بأشكال وأساليب متنوعة، وبأسعار تقل عما هو موجود في السوق، كما تتقدم تكنولوجيا عرض مثل هذه الأغراض، بما يمكن الشخص الراغب في الشراء من التعرف إلى تفاصيل المنتج. ضوابط تنظيمية وأوضح من ناحية أخرى أنه يحتاج مثل هذا السوق الإلكتروني الجديد إلى رقابة شديدة وضوابط تنظيمية من المجتمع والجهات المعنية، حتى لا يساء توظيفه، وكذلك لتجنب استغلال الراغبين في الشراء والإيقاع بهم وابتزازهم، على أن تغلظ العقوبات لمن يسيئون استخدام هذه الخدمة، ويعلن عن مثل هذه العقوبات علناً، بما يمثل رادعاً لمن تخول له نفسه إساءة استخدامها، مثلما هي الحال مع الضوابط الخاصة بطرق التعامل مع وسائل التواصل، وتجريم اختراق الخصوصية، وممارسة السب والقذف وبث الكراهية وغيرها.وأضاف الدكتور بخيت: أرى أن على وسائل الإعلام دوراً كبيراً في زيادة وعي مستخدمي وسائل التواصل، بطرق التحقق من صدقية التعامل مع المعلنين، ونشر أي حالات تتعلق بإساءة استخدامها، وبيان أفضل الطرق للحصول على خدمة تسويقية آمنة، والتعريف بالحالات المميزة والناجحة التي تيسر أمر الراغبين في الاستفادة منها. نافذة مفتوحة فيما قال الدكتور سيف درويش، مدير الإعلام في مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، وأحد رواد التواصل: إن شبكات التواصل نافذة مفتوحة للبيع والشراء، ولكن يقع بعضهم ضحية استغلال بائعين محتالين، وهو ما ينذر بضياع حق أحد الطرفين في الشراء أو البيع، وهناك سلع يجب عدم التعامل بها، ونجدها في هذا السوق مثل الأدوية أو المعدات الطبية أو الأغراض الشخصية التي يمثل استخدامها مستعملة أو مخزنة بطريقة غير صحيحة خطراً على الصحة، مشيراً إلى تداول مواد تشكل خطراً كبيراً، وهي تعرض في هذا السوق الافتراضي، ومن بينها مواد تجميل وأعشاب طبية وأدوية إنقاص وزن.وناشد الجهات المختصة بوضع معايير لضبط السوق الافتراضي الذي يتجول فيه الجميع عبر تطبيقات أو شبكات التواصل، مؤكداً أنه على الرغم من بعض السلبيات التي يصادفها، فإن تلك الأسواق أصبحت نافذة أخرى تنافس بعض المحال التي قد تستغل حاجة الشخص إلى بيع أغراض معينة، فتعرض عليه مبالغ زهيدة. خدمة مجانية وتواصلت «الخليج» مع أحمد سمير مدير مبيعات ومؤسس مجموعة افتراضية على مواقع التواصل الذي تحدث عن إيجابية فكرة عرض المنتجات على صفحته التي خصصها لخدمة أصدقائه الافتراضيين، في مشاركة الوظائف والعروض التسويقية، ولكنه وجد بعد وقت، طلبات كثيرة لعرض سلع وأغراض منزلية؛ فلقيت الفكرة استحسان الجميع ووافقوا على عرض تلك الخدمة بالمجان لأعضاء المجموعة.وتابع: لقد كتبنا تحذيراً في بداية إطلاق الخدمة أن المجموعة غير مسؤولة عن تلك السلع أو عارضيها، وعلى من يرغب في البيع أو الشراء التأكد منها. تجول مستمر وقالت أمينة بن عيسى، (موظفة)، إنها تواصلت مع أحد محال شراء الأغراض المستعملة، لبيع مجلس منزلها، رغبة في استبدال آخر به، وهو بحالة جيدة جداً، ولم يمر على استعماله سوى بضعة أشهر، لكنها فوجئت بأن مندوب محل يعرض عليها أقل من 10 في المئة من ثمنه.وتابعت: انضممت إلى مجموعات عدة، ومن ثم عرضت ما لدي، وبعته بنحو 60 في المئة من الثمن الأصلي، ومنذ ذلك الحين أصبحت أتجول بشكل مستمر في السوق الافتراضي، وأتابع ما يعرض فيه. مميزات وعيوب وأعرب سلام أبو نعمة عن استيائه من تلك المعاملات، حيث تعرض لبضع مشكلات نتجت من شرائه أغراضاً من إحدى المجموعات الخاصة بالبيع والشراء، والنتيجة الإجمالية برأيه تجربة غير مرضية، وأنه وجد فيها عيوباً كبيرة، ولم يستطع الشكوى أو تقديم بلاغ بعد مماطلة البائع في إرجاع المنتج.وخالف زيد عواد، أبو نعمة، حيث أشاد ببعض المجموعات على صفحات «فيسبوك»، مؤكداً أن بعض الأشخاص يعرضون منتجاتهم بمهنية، ويضيفون الكثير من الصور والمعلومات عنها، يشمل ذلك مميزاتها وعيوبها، بينما يخفي الآخرون تلك العيوب لبيعها بأعلى سعر ممكن.

مشاركة :