في إطار الحملة المكثفة التي تقوم بها وسائل إعلام عالمية لفضح دعم قطر وتركيا للإرهاب عبر استغلال المنظمات الخيرية، كشف موقع «إنفيستيجتيف بروجكت» الأمريكي المتخصص في إلقاء الضوء على القضايا الإرهابية، أن مسؤولاً بارزاً في مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) «الإخواني» الممول من قطر، أيّد مراراً وتكراراً جمعية خيرية تركية مرتبطة بدعم وتمويل الإرهاب. وأوضح الموقع وفقاً لما نقله عن موقع «عاجل» السعودي، أن مدير الأبحاث في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، عباس برزيجار، دعم هيئة الإغاثة الإنسانية التي تتخذ من تركيا مقراً لها لسنوات، على الرغم من أن الهيئة قدمت الدعم المالي واللوجستي والسياسي للمتطرفين والإرهابيين. وأفادت وسائل الإعلام الرئيسية، بما في ذلك قناة «الجزيرة» في يناير/كانون الثاني 2014، أن السلطات التركية اتهمت هيئة الإغاثة الإنسانية بإجلاء الإرهابيين الجرحى من ساحة المعركة. وأكدت الوثائق الحكومية التي حصل عليها الصحفيون الأتراك هذه التقارير. وبحسب ما ورد، نقلت الهيئة المجندين الجدد والأسلحة إلى ساحة المعركة تحت ستار تقديم المساعدات للإرهابيين المرتبطين بتنظيم القاعدة. وقُبض على 23 شخصاً على الأقل للاشتباه في أن لهم صلات بجبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة في ذلك الوقت. وكشفت الشهادة في وقت لاحق أن الهيئة عملت عن كثب مع وكالة الاستخبارات التركية لتنفيذ هذا المخطط. وقال الصحفي التركي عبدالله بوزكورت، الذي حصل على بعض وثائق الحكومة التركية الحساسة التي تربط هيئة الإغاثة التركية بعناصر القاعدة في سوريا: «أعتقد أن المسلمين أو غير المسلمين على حد سواء، يجب أن يكونوا قلقين للغاية بشأن مؤسسة الإغاثة الإنسانية ومؤيديها». وأضاف: «الهيئة بمثابة حزام ناقل لوجهات النظر المتطرفة التي تروج لها الجماعات الإرهابية المسلحة. أي شخص يحاول الترويج لمؤسسة الإغاثة الإنسانية كمنظمة إسلامية سائدة يكون جاهلاً في أحسن الأحوال، أو أنه شخص يقوم بالتضليل في أسوأ الأحوال». وترتبط الهيئة بعلاقات وثيقة مع حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان، وتلقت «كير» نحو 405 آلاف دولار من حكومة قطر، إلى جانب الدعم الآخر غير المعلن واستضافتها لمسؤولين قطريين. يذكر أن فهمي بولاند، رئيس هيئة الإغاثة التركية، حضر حفل افتتاح مكتب «قطر الخيرية» في أنقرة. وداهم المحققون الأتراك مكاتب الهيئة في ديسمبر/كانون الأول 1997، ووجدوا أن الهيئة قامت بشراء أسلحة أوتوماتيكية من الجماعات المتطرفة، وقرر المحققون أن أعضاء هيئة الإغاثة الإنسانية يخططون للقتال في البوسنة وأفغانستان والشيشان، وهي النقاط الساخنة في ذلك الوقت. وقال أحمد يايلا، المسؤول السابق في الشرطة الوطنية التركية لمكافحة الإرهاب، إن الهيئة وأردوغان يشتركان في نفس الأيديولوجية ويعملان معاً لتحقيق نفس الأهداف. وكشفت غارات الشرطة الوطنية التركية لمكافحة الإرهاب في أوائل عام 2014 عن قيام الهيئة بتزويد «داعش» وتنظيم القاعدة بالأسلحة. وأشار الموقع إلى العلاقات الوثيقة بين «كير» وهيئة الإغاثة الإنسانية في جماعة «الإخوان» الإرهابية.
مشاركة :