ربما كان من بين أكثر الأفلام انتظارا من الجمهور في السنوات الأخيرة هو once upon a time in hollywood وكانوا يبحثون عن أخباره أثناء التصوير، الفيلم حالة ووجهة نظر خاصة للمخرج والكاتب كوينتن تارنتينو عن "هوليوود" في نهاية السيتينيات، متذكرا حوادث "فاصلة" حدثت ذات مرة في مجتمع هوليوود المليء بالمفاجأت والروايات المثيرة.لم يكتفي "تارنتينو" بذكريات هوليوود وحكاياتها الفنية التي توقع الجمهور أن يشاهدها بل ذهب إلى الحديث في فيلمه عن واحدة من أشهر جرائم القتل ضد مشاهير هوليوود على رأسهم الممثلة "شارون تيت" زوجة المخرج رومان بولانسكي وارتكبها تشارلز مانسون وأتباعه الذين صورهم الفيلم انهم ينتمون لعالم "الهيبز" ولكن المفارقة أن مانسون كان فنان تعلم الموسيقى وأصدر البوما رغم تاريخه الإجرامي منذ الطفولة، الفيلم تطرق لهؤلاء الجماعة بتفاصيل كثيرة.بعيدا عن تلك الجريمة التي يقترب منها الفيلم في نهاية أحداثه في واحدة من أكثر النهايات دموية ولا يتوقعها أحد في هذا الفيلم.تبدأ الأحداث داخل بلاتوهات تصوير هوليوود مع أحد ممثلي أفلام الكاوبوي يبحث عن أدوار بعدما تلاشت نجوميته ويلازمه مساعده وأحيانا البديل له، ثنائي ساخر جدا تجد مثله في أي مكان في العالم، يقترب تارنتينو من كواليس صناعة الافلام في هوليوود وصعود وهبوط "الممثلين" حيث يضطر بطل أفلام الكاوبوي للسفر إلى إيطاليا ليعود نجما من جديد بعد تراجع أسهمه في هوليوود، هكذا هي حياة النجوم يوم حلو ويوم مر ، وبالفعل يعود من جديد بطلا مع الكاوبوي الإيطالي! وهو هنا يسخر من تلك الموجة السينمائية المستنسخة من أفلام الغرب الأمريكي أو كما يقولون "كاوبوي إسباجيتي"!ممكن اعتبار الفيلم "نوستالجيا" لهوليوود ورسالة حب للسينما من وجهة نظر العاشق "تارنتينو"حيث ذهب بنا إلى الاقتراب من كواليس وتقاليد هوليوود مستعينا بعدة مشاهد من أفلام تلك الفترة ليعيدها إلينا مع أبطال اليوم وهو ما منح ليوناردو دي كابريو فرصة ذهبية للتألق كممثل في شخصية البطل "ريك دالتون" الشخصية المتوتره والفنان الذي تخفت الأضواء من حوله ويبدأ يقلق عندما يفكر في المستقبل! جسد الشخصية باقتدار ولكن أعتبر أن "براد بيت" تفوق في الأداء بهذا الفيلم "كانت مشاهده أكثر جاذببة" ويحسب لصناعه جمع نجمين كبيرين معا.تقاليد تصوير الافلام في تلك الفترة حاضرة وهنا من المشاهد التي لا تنسى عندما يفقد "الدوبلير او السنيد" كليف بوث فرصة عمل بعدما تجرأ وضرب خارج التصوير بطل الفيلم "بروس لي" في واحد من أكثر مشاهد الفيلم سخرية.الشخصية الحقيقية النسائية في الفيلم كانت للممثلة التي تم قتلها على يد عائلة مانسون في الحقيقة شارون تيت وجسدتها مارجوت روبي ولكن في مشاهد قليلة جدا لم يتيح لها تارنتينو فرصة كبيرة ولكن جاذبيتها الكبيرة كانت حاضرة بقوة.وحتى نهاية الفيلم التي أخذها المخرج من حادثة مقتل "شارون تيت" في الحقيقة حولها لنهاية أخرى مغايرة للحادث الشهير ليظهر فيها البطلين براد بيت وليوناردو دي كابريو في أقوى مشاهد الفيلم.اما الممثلة الشابة "مارجريت كوالي" فنجحت في تجسيد نموذج فتاة الهيبز بشكل رائع، وكانت مشاهدها مع براد بيت بها خفة ظل وروح مرحة، ومشاهد المزرعة التي يعيش فيها هؤلاء بشكل عام من أفضل مشاهد الفيلم إخراجا وتصويرا وأداء من براد بيت.لكن الفيلم في عمومه لم يرق لتوقعات الكثيرين من الجمهور بسبب سيناريو تارنتينو، الذي بدى في بدايته وكأنه مشاهد "تسجيلية" لهوليوود السيتينيات ! ولكن مشاهد بعضها كان رائعا في التصوير والأداء التمثيلي، الفيلم ربما افتقد حبكة درامية "ممتعة" ولذلك النهاية التي اعتمدت على الاكشن والإثارة أنقذت الفيلم من الملل في الثلث الأخير للفيلم فكان أفضل كثيرا وأكثر متعة، وهنا أسأل هل يستحق هذا الفيلم أن يقضي تارنتينو خمس سنوات في كتابة السيناريو الخاص به كما ذكر ؟
مشاركة :