الباحة – تقرير وتصوير – إبراهيم الزهراني نظرًا لما يتميز به جبل شدا الأعلى بمنطقة الباحة من تضاريس عجيبة وآثار للاستيطان القديم لما تحتويه كهوفه من رسوم تعود لإنسان ماقبل التاريخ، وكذلك التنوع الفريد في نباتاته وأشجاره وأزهاره النادرة التي أهلته؛ لأن يكون من أهم المحميات في المملكة، فإنه كذلك يكتنف العديد من مزارع البن الشدوي الشهير الذي ينتج عشرات الأطنان لو وجد الدعم، مثل توفير المياه وإنشاء منصات إليكترونية لإرشاد مزارعي البن وكذلك منصات للبيع والتسويق، خلافًا لزيارات المتخصصين إلى المزارع، ودراسة احتياجهم. تجدر الإشارة إلى أن البن الشدوي من أهم قوى الجذب السياحي خلافًا للطبيعة الساحرة والتنوع الكبير في غطائه النباتي. وفي هذه الأيام يقترب جني ثمار البن الشدوي، وفي الوقت نفسه يترقب مزارعو شدا الأعلى بمنطقة الباحة هطول الأمطار بشغف كبير حيث إن الحاجة إلى زراعة أجود أنواع البن في الجزيرة العربية هي مصدر كبير للرزق، والطلب على البن الشدوي يتصاعد، ومع ذلك فهي مهددة بالجفاف لعدم توفر المياه الجوفية. ويقول المزارع عبدالله الغامدي من قرية الكبسة بشدا الأعلى الذي يملك مزرعةً تنتج قرابة خمسة أطنان من البن الشدوي عالي الجودة، خلافًا للقشر: أن سد وادي شدا ووادي نيرا هما الأقرب إلينا للاستفادة منهما لأعمال الري، ولكن إمكانيات الأهالي لا تسمح بجلبه عبر مضخات وخزانات؛ ليصل إلينا، في هذه القمم بارتفاع ألفي متر قياسًا بسطح البحر الأحمر ..  ويضيف الغامدي متسائلًا عن دور وزارة الزراعة وماذا قدمت لنا في هذه المزارع ؟ وأين مبادرة التنمية الريفية المستدامة؟ موضحًا أن المزارعين يناشدون  سمو أمير منطقة الباحة الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبد العزيز ومعالي وزير البيئة والمياه والزراعة، ومدير فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة الباحة بمساعدة المزارعين، والنظر فيما يخص هذا المحصول النادر للحفاظ على استمرار زراعته والمحافظة عليه؛ وذلك بإيصال الماء للمزارع ودعم هؤلاء المزارعين. أما معرف قريتي الجوة والفرشة بشدا الأعلى محمد بن أحمد الزهراني فيقول: كان البن الشدوي قديمًا هو القهوة المفضلة لدى مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه؛ حيث كنا نستقبل الخراصة، ونجمع البن الشدوي، وهو عالي الجودة وشهرته تغني عن التعريف، ونقوم بإرساله إلى الملك عبدالعزيز، وكان رحمه الله يدعم الأهالي ماديًا ومعنويًا، ويشجعهم على بذل المزيد من الجهود، وكان يعرف معاناتهم مع شح المياه، رغم توفر المناخ المثالي لزراعة البن، وناشد الزهراني بإيصال المياه إلى جميع مزارع شدا الأعلى بشكل عام، ليتشجع المزارعون، ويزيد الإنتاج لذلك البن الشهي المعروف.