أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية، النائب سامي الجميل، أهمية استمرار الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية للقوات المسلحة اللبنانية، مشددا على أن الجيش هو الجهة الوحيدة المسئولة عن الدفاع عن لبنان وحماية اللبنانيين.جاء ذلك خلال استقبال الجميل مساء اليوم، لمساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون الشرق الأوسط ديفيد شينكر، والوفد المرافق له والذي ضم نائبه جويل رايبورن، والسفيرة الأمريكية لدى بيروت إليزابيث ريتشارد.وشدد الجميل على ضرورة ضبط الحدود اللبنانية على نحو يحفظ سيادة لبنان من أي انتهاك، وأهمية احترام وتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بلبنان لا سيما قراري مجلس الأمن 1559 و 1701 .كما تطرق الحديث بين رئيس حزب الكتائب اللبنانية ومساعد وزير الخارجية الأمريكي إلى الوضع الاقتصادي اللبناني، حيث أكدا ضرورة المضي قدما نحو تنفيذ الإصلاحات اللازمة التي من شأنها النهوض بالاقتصاد.وكان شينكر، قد التقى في وقت سابق من مساء اليوم بالزعيم السياسي الدرزي وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، حيث جرى البحث في تطورات الوضع في لبنان والمنطقة، ومسار المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية لترسيم الحدود المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل.وكان مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون الشرق الأوسط ديفيد شينكر قد التقى مساء أمس برئيس الحكومة سعد الحريري، كما التقى صباح اليوم بالرئيس ميشال عون، وفي الظهيرة برئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث تطرقت المحادثات إلى العلاقات اللبنانية – الأمريكية، والوساطة التي كانت تقودها الولايات المتحدة حتى أسابيع قليلة في سبيل التوصل إلى حل للنزاع بين لبنان وإسرائيل على الحدود البرية والبحرية المشتركة.وأكد شينكر خلال اللقاءات التي أجراها مع المسئولين والزعماء السياسيين اللبنانيين، أهمية الحفاظ على أمن واستقرار وسيادة لبنان.وتعد هذه هي الزيارة الأولى لديفيد شينكر منذ توليه مهام منصبه قبل نحو شهرين، خلفا للسفير ديفيد ساترفيلد الذي أصبح سفيرا للولايات المتحدة الأمريكية لدى تركيا.وكان السفير ديفيد ساترفيلد يقود خلال الأشهر الماضية وساطة بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البرية والبحرية، وهي المهمة التي يتوقع أن يستكملها ديفيد شينكر، خصوصا وأن لبنان يريد التعجيل بإنهاء ملف ترسيم الحدود البحرية حتى يمكن له الاستفادة من المنطقة الاقتصادية التي تقع داخل نطاق المياه الإقليمية اللبنانية في البحر المتوسط والتي تحتوي على مخزون كبير من النفط والغاز.وكانت مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، التي كان يتم التمهيد لها بوساطة أمريكية، قد أصيبت بانتكاسة مطلع شهر يوليو الماضي، بعدما رفضت تل أبيب أن تترأس الأمم المتحدة المفاوضات بين الجانبين، فضلا عن الإصرار الإسرائيلي على فصل مفاوضات ترسيم الحدود البرية عن البحرية في العملية التفاوضية مع تحديد سقف زمني للتفاوض، وهو الأمر الذي يعترض عليه لبنان كونه يعني أن يدخل في مسار "تفاوض سياسي مباشر" مع إسرائيل في هذا الملف، في حين أن بيروت ترغب في "تفاوض تقني" برعاية أممية.وسبق ورفض لبنان في عام 2012 مقترح المبعوث والوسيط الأمريكي السابق فريدريك هوف لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وهو المقترح الذي عُرف بـ "خط هوف" والذي تضمن تقسيم الحدود البحرية المتنازع عليها، بحيث يحصل لبنان على 500 كم مربع، فيما تحصل إسرائيل على 360 كم مربع، حيث شدد لبنان على أن الحدود البحرية الشرعية من جهة الجنوب تبلغ 860 كم مربع وأنه لن يقبل بالتنازل عن جزء منها.وبدأت إسرائيل قبل عدة أشهر أعمال الحفر والتنقيب في حقل (كاريش) البحري الإسرائيلي والذي يبعد نحو 5 كيلومترات فقط عن الحدود البحرية اللبنانية، وكذلك أعمال استكشاف حدودية لحقول نفط وغاز في البحر المتوسط و"آبار إنتاجية" مشتركة بين البلدين، على نحو يخشى معه لبنان أن تسحب إسرائيل من حصته النفطية في تلك الحقول المشتركة.
مشاركة :