في محاولة لتخفيف الضغوط المسلطة على إيران وبخطاب وصف بـ"الاستعراضي"، حذر الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله الثلاثاء من أن أي حرب على حليفته إيران ستؤدي إلى إشعال المنطقة بكاملها، كما أن من شأنها أن تسفر عن "نهاية إسرائيل". ويأتي ذلك في أوج الضغوط الأميركية المسلطة على الجمهورية الإسلامية الداعم الأبرز لحزب الله اللبناني، حيال الملف النووي المثير للجدل ولوضع حد لسياسات طهران التوسعية في المنطقة. وقال نصرالله في كلمة عبر شاشة عملاقة في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب، في ذكرى عاشوراء "نحن نرفض أي مشروع حرب على الجمهورية الإسلامية في إيران لأن هذه الحرب ستشعل المنطقة وتدمر دولاً وشعوباً ولأنها ستكون حرباً على كل محور المقاومة". وأضاف أمام عشرات الآلاف من مناصريه "نكرر موقفنا كجزء من محور المقاومة، لسنا على الحياد ولن نكون على الحياد"، وتابع "هذه الحرب المفترضة ستشكل نهاية إسرائيل وستشكل نهاية الهيمنة والوجود الأميركي في منطقتنا". وتعمل واشنطن حاليا على تشديد الضغوط على طهران من خلال تضييق الخناق على أذرعها المسلحة في المنطقة ومن أبرزها حزب الله في لبنان، حيث فرضت جملة من الإجراءات العقابية عليه كما تقود جهودا من أجل إقناع دول الاتحاد الأوروبي لوضع الحزب على القائمة السوداء. وتصاعد التوتر في الفترة الأخيرة بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، بعد رد الحزب اللبناني على هجمات إسرائيلية باستهدافه في الأول من سبتمبر آلية عسكرية إسرائيلية. وكان رد حزب الله مدروسا بحيث يجنبه سيناريو الدخول في حرب شاملة مع إسرائيل ويحفظ ماء الوجه أمام مناصريه في الداخل اللبناني. وجاء ذلك بعد أن اتهم حزب الله إسرائيل بشن هجوم بطائرتين مسيرتين ضد معقله في الضاحية الجنوبية في بيروت. وقال مراقبون إن تصريحات الأمين العام لحزب الله تعكس حجم تأثير الضغوط الأميركية عل ى النظام في إيران، حيث تعمل تصريحات نصرالله على تخفيف هذه الضغوط. وتجري إيران وثلاث دول أوروبية - بريطانيا وفرنسا وألمانيا - محادثات بهدف إنقاذ الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن، وينص على تخفيف العقوبات على طهران مقابل تقييد برنامجها النووي. إلا أن الرئيس الإيراني حسن روحاني أعلن الأسبوع الماضي تقليص التزامات بلاده النووية، بعد وقت قصير من فرض الولايات المتحدة عقوبات أحادية جديدة على طهران، هي الأخيرة في سلسلة من التدابير العقابية من ضمنها حظر على صادرات النفط الإيراني. ودعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو المجتمع الدولي للتخلي عن الاتفاق، الذي تم التوصل إليه في العام 2015، كما فعل الرئيس الأميركي دونالد رامب، وممارسة مزيد من الضغوط على إيران. واتّهم نتانياهو إيران أمس الاثنين بامتلاك وتدمير موقع لم يُكشَف عنه سابقًا لتطوير أسلحة نووية. وقال إن "إسرائيل مصممة على منع إيران من حيازة سلاح نووي". وانعكس التوتر الإسرائيلي الإيراني في سوريا ولبنان، إذ اتهم الجيش الإسرائيلي الإثنين "ميليشيا مرتبطة بفيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني بإطلاق صواريخ من سوريا تجاه إسرائيل من دون أن تبلغ هدفها.
مشاركة :