جدد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله اتهاماته للمملكة العربية السعودية أمس، لكن من دون أن يسميها مرة، وسماها مرة أخرى، وقال إنه «يبدو أن هناك في مكان ما من الإقليم... من يريد أخذ البلد الى التفجير... وليخرب لبنان». واعتبر أن هناك خطراً جديداً يتطلب الدقة في التعاطي معه»، في كلمة له في تأبين القيادي في «حزب الله» حسان اللقيس الذي اغتيل في الرابع من الجاري، كرر اتهام اسرائيل بعملية الاغتيال استناداً الى «قرائن ومعطيات»، معتبراً أن «كل ما قيل على تويتر لا قيمة له عندنا» (تبني منظمة وهمية العملية). ووضع نصرالله اغتيال اللقيس في اطار «حرب الأدمغة» مع إسرائيل، وتوعد بأن «لا يظن أحد أن اغتيال الشهيد اللقيس مر مرور الكرام وانتهى الأمر... إن هناك حساباً قديماً سيبقى مفتوحاً والقتلة سيعاقبون عاجلاً أم آجلاً ولن يأمنوا في أي مكان في العالم». وأضاف: «إذا اعتبر الإسرائيلي ان حزب الله منغمس ومنهمك وأن الإسرائيلي ليس من ضمن الحساب فهو مخطئ». وشن نصرالله هجوماً عنيفاً على قوى 14 آذار التي تحدثت، أثناء المؤتمر الوطني التضامني مع طرابلس قبل أسبوع، عن «تطرف غلاة الشيعة القادم من طهران عبر سياسة ولاية الفقيه التي أقصت وكفّرت وفجرت وقتلت»، كما جاء في كلمة رئيس كتلة «المستقبل» رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة). واعتبر نصرالله ان هذا الموقف «قد يكون اعلان حرب ضدنا... أما إذا كان موقفاً للتهويل فأنا أدعوهم الى احترام عقول جمهورهم ولنترك مكاناً للصلح»، محذراً من «ان يكون الهدف ألا يكون هناك خط للرجعة معنا»، واصفاً ما قيل في طرابلس بأنه «غير مسبوق وخطير»، وأضاف: «إذا كان هذا اعلان حرب قولوا لنا... نحن مش فاضيين لكم لكن لا تلعبوا معنا». ووصف مضمون هذا الخطاب بأنه «فارغ». واعتبر الاعتداءات التي حصلت على الجيش اللبناني في صيدا «خطيرة» جداً» ودعا الى حماية المؤسسة العسكرية «لأنها ما تبقى من الدولة فإذا انهارت سينهار لبنان كله وإذا فقدت المؤسسة صدقيتها على الدنيا السلام». واقترح إذا كانت هناك ملاحظات أن يتم ارسال وفد الى قيادة الجيش للحفاظ على صدقيته وكرامته لا في الإعلام، فكيف لنا ان ندمر هذا الإطفائي وسط هذه المنطقة الملتهبة؟». وعن الفراغ الحكومي كرر نصرالله الدعوة الى قيام حكومة سياسية جامعة، معتبراً حكومة الحياد حكومة خداع. وقال: «لا ننصح أحداً بتشكيل حكومة أمر واقع ونقطة على السطر والشجاع هو من يشكل حكومة جامعة ووحدة وطنية ويتحدى الدول الإقليمية ويضع السعودية عند حدها ولو أرادت ايران أو سورية تعطيل التشكيل يتم وقفهما عند حدهما. هذه هي المسؤولية الدستورية والمسؤولية الوطنية وهذه هي الجرأة والرجولة، وليس الهروب الى حكومة حيادية». وعن الاستحقاق الرئاسي شدد نصرالله على أنه بدل تبادل الاتهامات بمن يريد الفراغ الرئاسي «ولا أعتقد أن أحداً يريد الفراغ، حتى المتشددين في 14 آذار، واللبنانيون أمام فرصة تاريخية». ودعا الى التوافق على انتخاب رئيس من دون ان نتعرض لأي ضغط خارجي وهذا يكون تأسيساً لحياة سياسية جديدة. وأكد «اننا سنبذل جهدنا لانتخاب رئيس في الموعد وطبيعي أن يكون لفريقنا مرشح قوي ومناسب». وفيما هاجم نصرالله الذين يتحدثون عن أعداد قتلى «حزب الله» في سورية دعا خصومه الى النظر لما يجري اليوم فيها، معتبراً أن «الاتجاه التكفيري فيها ليس تهديداً للأقليات بل لكل من سواه»، قائلاً: «ألا ترون كيف يقتل بعضهم بعضاً ويسبي بعضهم نساء بعض؟»، وانتقد من ينسب كل شيء يحصل في لبنان الى وجود الحزب في سورية «فهل قبل أن يطلع الحرب الى سورية كانت لدينا حكومة وانتخابات وقانون انتخاب والحوار الحضاري قائم...؟»، واعتبر ان «الهدف من ذلك الضغط على حزب الله... ويا شباب أنتم تضيعون وقتكم على الفاضي من دون فائدة ومهما قلتم وعارضتم لن نغيّر موقفنا من سورية لأن المعركة فيها بنظرنا هي معركة وجود، ليس لحزب الله بل للبنان وسورية وفلسطين وقرارنا حاسم ونهائي وقاطع... والموضوع في سورية ليس موضوع سلطة، ضعوا هذه الشماعة جانباً». من جهة ثانية أعلنت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ان غرفة الدرجة الأولى فيها «قررت محاكمة حسن حبيب مرعي في غيابه»، مشيرة الى ان «القضاة استندوا في اصدار هذا القرار الى التقارير الصادرة عن السلطات اللبنانية، التي تعرض بالتفصيل الجهود التي بذلتها لاعتقال المتهم وابلاغه التهم الموجهة اليه. واستندوا ايضاً الى الجهود التي بذلتها المحكمة الخاصة بلبنان لإعلان قرار الاتهام الصادر بحق السيد مرعي، والى التغطية الواسعة لقرار الاتهام في وسائل الإعلام اللبنانية». وذكرت ان «قرار اتهام صادر بحق مرعي في تموز (يوليو) 2013، صدق وبلغ الى السلطات اللبنانية التي يقع عليها التزام متواصل بالبحث عن المتهم، وتوقيفه ونقله الى عهدة المحكمة». وأشارت الى تواري مرعي عن الأنظار وتعذر العثور عليه. وذكرت ان الادعاء في المحكمة طلب ضم قضية مرعي الى المتهمين الأربعة الآخرين...
مشاركة :