أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي «أن إنجازات دولة الإمارات تساهم اليوم في تعزيز فرص المنطقة العربية في إحياء نهضتها الحضارية، ولا سيما مع اقتحام أبناء الإمارات العديد من القطاعات التي لم يكن للمنطقة حضور ملموس فيها، ومن أهمها قطاع الفضاء الذي تسعى فيه دولتنا بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى تحقيق إنجازات نوعية بسواعد وعقول جيل من الشباب الإماراتيين المبدعين وبمبادرات ومشاريع طموحة نسابق معها الزمن نحو القمة». وأضاف سموه في تدوينة نشرها عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «حرصت على التواصل مع رائدي الفضاء الإماراتيين هزاع المنصوري وسلطان النيادي عبر مكالمة هاتفية شخصية للاطمئنان عليهما وإيصال مدى فخر القيادة وشعب الإمارات بهما، رحلة فضاء تاريخية وطموح إماراتي وتحدٍّ جديد سيبصر النور قريباً بسواعد أبناء الوطن، في رحلة مكوكية سيشهدها العالم أجمع، دعواتنا لكم بالنجاح والثبات، وفقكم الله لخدمة وطننا الغالي، نتمنى لهم التوفيق والنجاح والحفاظ على معنوياتهم العالية في مهمتهم التاريخية». وجاءت تصريحات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم بمناسبة دخول رائدي الفضاء هزاع المنصوري، وسلطان النيادي، أمس مرحلة العزل الطبي، حيث أجرى سموه اتصالاً هاتفياً مع رائدي الفضاء الإماراتيين للاطمئنان شخصياً على إتمامهما كافة الاستعدادات لخوض هذه المرحلة الجديدة في هذه الرحلة التاريخية التي سيكون لها أثرها في وضع اسم الإمارات والمنطقة العربية على خارطة صناعة الفضاء العالمية، حيث أعرب سموه خلال الاتصال عن مدى فخر واعتزاز جميع الإماراتيين بما يعملان على تحقيقه من إنجاز سيذكره التاريخ، وخالص أمنيات سموه لهما ولجميع أعضاء فريق العمل بالتوفيق والسداد في إتمام هذه المهمة بكل ما تحمله من دلالات وفرص. وفي هذه المناسبة، قال سمو ولي عهد دبي: «الرحلة التاريخية إلى محطة الفضاء الدولية أمل يضيء الطريق نحو نهضة علمية عربية جديدة، وإنجاز نحقق به حلم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، باستعادة المنطقة العربية أمجادها التي صنعتها في أوج تقدمها، نشدّ على يد كل مخلص ومتفانٍ في خدمة الوطن، وكل من يساهم في تقدمه ورفعته، نرجو كل التوفيق لرائدي الفضاء الإماراتيين وأعضاء فريق العمل، سائلين الله تعالى أن يشملهما بعنايته وأن يوفق الجميع في إتمام هذه المهمة لخدمة مستقبل دولتنا وأمتنا والعالم أجمع». وداع في «يوري غاغارين» وقد ودّع رائدا الفضاء الإماراتيان، هزاع المنصوري، وسلطان النيادي، أمس العاصمة الروسية موسكو، متوجهين إلى مدينة بايكونور في كازاخستان، لبدء مرحلة العزل الصحي التي تستمر 15 يوماً، وذلك بعد انتهاء فترة تدريبهما في مركز «يوري غاغارين» لتدريب رواد الفضاء بمدينة النجوم. وأُقيم حفل وداع لرائدي الفضاء المنصوري والنيادي في مركز «يوري غاغارين»، بحضور حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، ويوسف حمد الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، وسالم المري، مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية، ومدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء. طموح زايد وبهذه المناسبة قال حمد عبيد المنصوري: «بحمد الله وتوفيقه، وصلنا إلى مرحلة مهمة في مشروعنا الفضائي الطموح، والإنجاز التاريخي الذي تتضافر كل الجهود في تحقيقه برعاية وتوجيهات وتشجيع قيادتنا الرشيدة». وتابع المنصوري: «اليوم يحمل هزاع المنصوري وسلطان النيادي طموح الأب المؤسّس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وأحلام وآمال أجيال إماراتية وعربية عديدة، مجددين العهد لقيادتنا الرشيدة أن يكون للإمارات بصمتها الواضحة والمؤثرة في مجال استكشاف الفضاء ليكون اسم الإمارات دائماً شامخاً في كل المحافل وضمن مختلف المجالات». ومن جهته، قال يوسف حمد الشيباني: «نحن أمام حدث تاريخي يعكس إصرار الإمارات على مشاركة المجتمع العلمي العالمي في إثراء رصيد العالم بالتجارب العلمية النوعية، التي تساهم في تحسين حياة البشر». وأضاف: «باجتياز تدريبات واختبارات رائدي الفضاء الإماراتيين بنجاح في مركز يوري غاغارين لتدريب رواد الفضاء، نكون على استعداد تام لأداء أول مهمة إلى محطة الفضاء الدولية التي نتطلع لإنجازها بكل الثقة والعزم». تجارب وشراكات وسينفِّذ رائد الفضاء، هزاع المنصوري، 16 تجربة علمية بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية ومنها الروسية «روسكوسموس»، ووكالة الفضاء الأوروبية «إيسا»، وبينها 6 تجارب على متن محطة الفضاء الدولية لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض، ودراسة مؤشرات حالة العظام، والاضطرابات في النشاط الحركي، والتصور، وإدراك الوقت عند رائد الفضاء، إضافة إلى ديناميات السوائل في الفضاء، وأثر العيش في الفضاء في البشر. وتتضمن المهمة العلمية، تجارب تخص المدارس في دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن مبادرة «العلوم في الفضاء» التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء؛ وشاركت في إجرائها على الأرض حوالي 16 مدرسة من الدولة بوجود رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري في المرحلة الأولى، الذي سيقوم بإجرائها في بيئة منعدمة الجاذبية تقريباً على متن المحطة لمقارنة النتائج. وستساهم هذه التجارب في رفد المناهج الإماراتية بمواد علمية جديدة تكون نتاج المهمة الأولى المأهولة للإمارات إلى الفضاء. وتأتي مهمة انطلاق أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، في إطار شراكات استراتيجية مع كبرى وكالات الفضاء العالمية ومن بينها، وكالة الفضاء الاتحادية الروسية «روسكوزموس»، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا»، ووكالة الفضاء الأوروبية «إيسا» ووكالة الفضاء الأمريكية «ناسا». العزل الصحي وستستمر مرحلة العزل الصحي التي سيدخلها رائدا الفضاء هزاع المنصوري، وسلطان النيادي في مدينة بايكونور في كازاخستان؛ 15 يوماً، قبيل الانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية. وتتحمل الوكالة الطبية الحيوية الفدرالية الروسية، المسؤولية الكاملة عن صحة رواد الفضاء خلال مدة بقائهما في منطقة العزل في بايكونور في بيئة مُعقمة؛ لتجنّب الإصابة بأي أمراض قد يتعرض لها رائد الفضاء وينقلها إلى المحطة الدولية. وسيحمل رائد الفضاء هزاع المنصوري، معه إلى محطة الفضاء الدولية، عَلَم دولة الإمارات العربية المتحدة، وصورة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، تجمعه مع وفد من رواد فضاء أبولو، إضافة إلى نسخة من القرآن الكريم، وعدد من الكتب ومقتنيات مركز محمد بن راشد للفضاء ومن أهمها كتاب «قصتي» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والذي استهله سموه بقصة الإعلان عن برنامج الإمارات لرواد الفضاء. تعقيم تتكفل الوكالة بتعقيم كافة منشآتهم الأرضية والفضائية من أي ميكروبات أو جراثيم، تعقيماً دقيقاً يشمل كافة المرافق والأدوات التي يستخدمها الرواد بما في ذلك مقر الإقامة، والحافلات ومواقع التدريب، بينما يأخذ الخبراء في الوكالة باستمرار عينات مخبرية من مختلف المرافق والأدوات للتحقق من عدم وجود أي جراثيم أو ميكروبات للحيلولة دون انتقالها إلى المركبة ومن ثم إلى المحطة الفضائية الدولية؛ إضافة إلى عملية تعقيم مقصورة مركبة الفضاء.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :