حدَّد الباحث الأكاديمي المتخصص في القضايا الاجتماعية خالد الدوس، مجموعة من الضوابط يمكن من خلالها الحد من تكرار المشاجرات العنيفة داخل المؤسسات التعليمية، التي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى وفاة أحد الطلاب داخل الحرم التعليمي. وعلى خلفية وفاة طالب مخنوقًا؛ إثر مشاجرة طلابية عنيفة وقعت داخل فناء مدرسة «بشر بن الوليد الابتدائية» الواقعة غرب مدينة الرياض اكد الباحث الأكاديمي المتخصص في القضايا الاجتماعي خالد الدوس، لقلم وناقشت معه أبعاد هذه القضية. في بداية حديثه، قال الدوس: هذه الحادثة تُعتبر حالة نادرة ودخيلة على المجتمع السعودي المحافظ؛ غير أنه من المؤسف جدًا أن هذه الحادثة الأليمة حصلت داخل البيئة المدرسية، ومعروف أن المدرسة تُعد ثاني مؤسسة اجتماعية بعد النسق الأسري من حيث أهميتها البنائية والوظيفية، ومكانتها في التأثير على سلوك الطفل ورعايته وصقل شخصيته، وتنمية مهارته ومواهبه، وتزويده بالمعلومات والمعارف، وتعزيز قيمه التربوية. وأضاف الدوس: كما هو معروف، فإن المدرسة (بشكل عام) بيئة اجتماعية مليئة بالانفعالات والمثيرات، والضغوط والتفاعلات الاجتماعية والمشاجرات، ومن خلال هذه العمليات قد يتعرض الطلبة لبعض الصعوبات والمشكلات والمثالب المدرسية، التي ربما تؤثر على تفاعلهم وقدرتهم على التكيّف السليم داخل المناخ التعليمي، وبالتالي تظهر بعض السلوكيات «اللا تكيفية الشاذة»، التي قد تعرقل سير العملية التعليمية، وتقف عائقًا في تحقيق أهدافها التربوية وغاياتها السامية. وتابع الدوس: لعل من أهم الظواهر السلبية، التي تحدث في البيئة التعليمية، وتهدد نظامها التربوي ما يسمى بـ«العنف المدرسي أو التنّمر».. وهذا المفهوم يُعرف بأنه (مجموع السلوك غير المقبول اجتماعيًا؛ بحيث يؤثر على النظام العام للمدرسة، ويؤدي إلى نتائج سلبية فيما يتعلق بالتحصيل الدراسي)، فيما أوضح الدوس، أن العنف المدرسي له مظاهر وأشكال مختلفة، منها العنف البدني؛ كـ«تسلط المعلمين، واستخدام العقاب، والإيذاء الجسدي ضد الطلاب، والشجار والمنازعات والخصام بين التلاميذ، وحتى بين المعلمين». وأردف الدوس: هناك أيضًا العنف المادي، مثل التخريب داخل المدرسة، والكتابة على الجدران، والعبث بممتلكات المدرسة، إضافة إلى «العنف الرمزي» كالسخرية والاستهزاء والاحتقار، إلى جانب «العنف اللفظي» كالسب والشتم، وإطلاق الألقاب المخلة بالأدب وكرامة الإنسان.
مشاركة :