بالتزامن مع انتهاء فصل الصيف، انطلقت العروض الأولى، لعدد من المسلسلات، تصنع بها القنوات موسما دراميا جديدا، يجذب المشاهدين في فصل الشتاء الذي يواكب أيضا بدء الدراسة واستقرار كثير من الأسر في المنازل.ثلاثة مسلسلات جديدة، انطلقت مطلع سبتمبر (أيلول) الحالي، واستطاعت أن تلفت الانتباه، هي: «بحر» على شاشة قناة «الحياة»، وهو مسلسل يخوض به الفنان ماجد المصري أولى بطولاته المطلقة على الشاشة الصغيرة، وكذلك يقدم فيه شخصية رجل صعيدي لأول مرة.المسلسل من تأليف أحمد عبد الفتاح، وإخراج أحمد صالح، وتدور أحداثه حول شخصية «بحر» الذي يعمل صياد سمك، يعيش في كوخ صغير، يتيم الأب والأم، ويعاني في حياته، لكنه في الوقت نفسه ضد الثأر واستخدام السلاح، وهي العادات التي تسيطر على المجتمع الصعيدي.الجزء الثالث من «نصيبي وقسمتك» هو المسلسل الثاني الذي بدأ عرضه، بالتوازي على شاشتي «MBC4» و«ON E»، وهو من تأليف عمرو محمود ياسين، وينقسم لعدد من الحكايات، الأولى «اتفضلوا في الصالون» بطولة الفنانة هنا شيحة، وإخراج مصطفى فكري، والثانية «براد شاي» بطولة الفنانة هبة مجدي وعبير صبري وهاني عادل، وإخراج محمد سلامة، والثالثة هي «اكدب عليا شوية» بطولة ميريهان حسين، وإخراج مصطفى فكري.وعلى شاشة dmc بدأ عرض حلقات جديدة من مسلسل «قيد عائلي» الذي تدور أحداثه حول صراع المال بين أسرتين، وهو من بطولة صلاح عبد الله، وعزت العلايلي، وميرفت أمين، وبوسي، من تأليف محمد رجاء وميشيل نبيل، وإخراج تامر حمزة.الناقد الفني طارق الشناوي، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن النجاح الجماهيري كان في السابق مرتبطا فقط بشهر رمضان، لكن العام الماضي شهد نجاح غير متوقع لمسلسلات منها «سابع جار» و«أبو العروسة» و«أهو دا اللي صار»، وهو ما شجع القائمين على صناعة الدراما على اعتماد شهر سبتمبر موسما دراميا قادرا على جذب الجمهور، وتم الدفع بمسلسلات جديدة، وأجزاء ثانية من مسلسلات حققت نجاحا مع الجمهور.وأكد الشناوي أن المسألة يتم احتسابها بشكل اقتصادي، فالمنتج وصاحب المحطة التلفزيونية يبحثان عن الإعلانات، وهي لن تأتي بالتأكيد إلا إذا تحققت كثافة المشاهدة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن رمضان سيظل الموسم الأهم والأقوى سواء على مستوى المشاهدة أو حجم الإعلانات، لكن ربما ينجح هذا الموسم في زيادة دخل القنوات إعلانيا إذا نجح هذا العام في جذب الجمهور كما تحقق العام الماضي.وعن سبب عدم وجود كبار النجوم في موسم سبتمبر، أوضح الشناوي أن مسلسلات مثل «نصيبي وقسمتك» و«قيد عائلي» حققت أجزاؤها السابقة نسبة نجاح مع الجمهور، تجعل لموسمها الجديد قوة دفع كبيرة لكي تحقق نجاحا جماهيريا، أما مسلسل «بحر» فهو من بقايا دراما رمضان؛ لأن في رمضان يصعب أن تجازف قناة وتعرض مسلسلا يتصدره ماجد المصري، فاسمه غير جاذب للإعلانات، وبالتالي كان طبيعيا أن يتم تأجيله لدوري الدرجة الثانية إذا جاز التعبير، لينافس فيه على نسبة مشاهدة أقل، وبالتالي إعلانات أقل.ويظل الموسم الحالي مقتصراً على نجوم الصف الثاني حتى يحقق طفرة أكبر على مستوى النجاح الجماهيري والاقتصادي، ولن ينافس فيه كبار النجوم إلا عندما يتحول لموسم راسخ يحقق رواجا أكبر، لأن نجوم الصف الأول لن يقدموا على عرض أعمالهم بهذا الموسم على غرار الفنان عادل إمام، ويحيى الفخراني، وفق الشناوي.ويعرض حالياً كذلك المسلسل اللبناني «عروس بيروت» الذي تعرضه شاشة mbc4. والذي يستحوذ على اهتمام الشباب بمواقع التواصل الاجتماعي، وتدور أحداثه حول «فارس» الذي يجسده الفنان التونسي ظافر العابدين، ويدخل في قصة حب مع «ثريا» التي تجسدها الفنانة كارمن بصيبص، في ثاني تجاربهما معا بعد مسلسل «ليالي أوجيني».من جانبه، يقول الناقد الفني محمود عبد الشكور، لـ«الشرق الأوسط»، إن المشاهد لا يغلق التلفزيون بعد انتهاء شهر رمضان، بدليل أنه يشاهد المسلسلات الهندية والأميركية والتركية على مدار العام، وبالتالي عرض أعمال جديدة خارجه ليست بدعة، وإنما هي ظاهرة طبيعية، فالمشاهد المصري اعتاد قبل زيادة عدد الفضائيات مشاهدة مسلسلات جديدة على تلفزيون الدولة طوال العام.وأوضح عبد الشكور، أن شهر رمضان يبقى موسما مميزا ويمكن للمنتجين أن يصنعوا له المسلسلات ذات الإنتاج الضخم، لكن هذا لا يعني أن تعاني شهور العام من خواء درامي، فهذا ليس موجودا في أي دولة في العالم تنتج دراما، فلا بد من صناعة خطة لتوزيع الإنتاج على مدار العام، واختيار المسلسل المناسب لكل موسم.
مشاركة :