اكتشاف بخار الماء فوق كوكب ضخم يعزز فرص وجود الحياة على سطحه

  • 9/13/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

جاء اكتشاف العلماء لبخار الماء في الغلاف الجوي لكوكب ضخم يشبه الأرض ويعرف بتشابه درجات حرارته مع كوكبنا، ليعزّز ذلك من فرص وجود حياة على سطحه.ويعتبر الكوكب الذي، يبلغ حجمه ثمانية أضعاف كوكب الأرض وأطلق عليه اسم «K2 - 18b»، اكتشافا غير مسبوق. ويدور الكوكب حول نجم خارج المجموعة الشّمسية، ولذلك يعتبر الكوكب خارج نطاق المجموعة الشّمسية، وهو الأول من نوعه المعروف الذي تكتشف فيه المياه ودرجات حرارة مناسبة للحياة فوق سطحه.غير أنّ أولئك الذين يأملون القفز فوق سطح الكوكب العملاق سيخيب أملهم لا محالة، نظراً لأنّ كوكب «»K2 - 18b يبعد 110 أعوام ضوئية عن الأرض، ناهيك عن احتمالية أن يكون قد تعرّض لإشعاعات خطرة بسبب النجم القزم الأحمر النشط للغاية الذي يدور في فلكه.لكن باحثي مؤسسة لندن البحثية الذي اكتشفوا الكوكب «K2 - 18b»، لا يزالون متحمّسين للآثار المحتملة لاكتشافهم لأنّه يقرّبهم، حسب الباحثين، من معرفة ما إذا كانت الأرض كوكبا فريدا كما بالفعل.وفي تصريح لقناة «سكاي نيوز» في هذا الصّدد، قال البروفسور جيوفانا تينيتي، المؤلف المشارك في البحث: «قد يكون اسم الكوكب K2 - 18b مملاً لكنّه كوكب مثير للغاية، فهو أوّل كوكب شبيه بالأرض نجد فيه غلافا جويا. «علاوة على ذلك، هناك بخار الماء في الغلاف الجوي. وما يجعل ذلك مثيراً هو أنّ الكوكب يقع فيما يسمّى بالمنطقة الصّالحة للسكن. ويعني ذلك أنّ به درجة حرارة معتدلة، بل معتدلة للغاية، ويمكن أن يكون مناسبا للحياة». حسبما ذكر موقع سكاي نيوز.يعتبر الاكتشاف الذي نشر في مجلة «نيتشر أسترونومي» أول اكتشاف ناجح في الغلاف الجوي لكوكب خارج المجموعة الشّمسية يدور في «المنطقة الصالحة للسكن» لذلك النجم، مما يعني أنّه على مسافة يمكن أن توجد فيها المياه في صورة سائلة.استخدم العلماء بيانات التقطت بواسطة تلسكوب الفضاء «هابل» التابع لوكالة «ناسا» الأميركية وكذلك «وكالة الفضاء الأوروبية» خلال عامي 2016 - 2017 كأساس لدراستهم، وطوّروا خوارزميات لتحليل ضياء النجوم الذي يجري ترشيحها عبر الغلاف الجوي.كشفت النتائج عن التكوين الجزيئي لبخار الماء، وأشار الاكتشاف أيضاً إلى وجود غازي الهيدروجين والهيليوم، ويعتقد فريق «مؤسسة لندن البحثية» أنّ جزيئات أخرى بما في ذلك النيتروجين والميثان قد تكون موجودة أيضاً، لكنّهم أشاروا إلى أنّ الكثير من الدراسات لا تزال مطلوبة للكشف عن المزيد.وأفاد البروفسور تينيتي بأنّ الكوكب «»K2 - 18b، الذي اكتشف ضمن مجموعة كواكب «ليو» عام 2015 من المحتمل أن يكون الأول ضمن مجموعة كواكب صالحة للسكن. وهو واحد من ضمن مئات الكواكب التي يطلق عليها «الأراضي الكبيرة»، وهي الكواكب التي تتراوح أحجامها ما بين حجم كوكبي الأرض ونبتون، الذي اكتشفته مركبة الفضاء ناسا «كبلر» بالفعل من قبل.ومن المتوقع أن تكتشف مئات الكواكب الأخرى خلال مهام أخرى تابعة لوكالة الفضاء «ناسا» تحمل اسم «TES»، خلال السنوات المقبلة.وفي هذا الإطار، قال البروفسور تينيتي: «نريد التأكد من أنّنا نحلّل المزيد من الكواكب الشّبيهة بكوكب K2 - 18b، وربما نبحث في كواكب ذات طبيعة مختلفة أيضاً، وقد نكتشف الجديد في K2 - 18b ما زلنا لا نعرف بالضبط معنى أن يكون الكوكب صالحاً للسّكن. ولكن لدينا قائمة بها مجموعة عناصر تتضمّن الغلاف الجوي، والمياه، ودرجة الحرارة المناسبة للحياة، وذلك لكوكب يتمتع بكل تلك العناصر». وأضاف البروفسور تينيتي: «لكنّ هذا لا يعني أنّ هذه أخبار سعيدة بالنسبة لنا كبشر. فعلى كوكب الأرض هناك ميكروبات وبكتيريا تعيش حياة سعيدة تماماً في ظروف شديدة البرودة وأخرى شديدة السّخونة وأخرى حمضية للغاية وما إلى ذلك. لذلك عندما نقول صالحة للسكن فإنّ هذا لا يعني أنّنا نقصد البشر».وأضاف الدكتور أنغيلوس تسياراس، الأستاذ في معهد لندن البحثي لبيانات الكيمياء الفضائية، أنّ كوكب «K2 - 18b» ليس مثل كوكب «Earth 2.0»، لأنّه أثقل كثيراً، وله تكوين جوي مختلف. ومع ذلك، فإنّه يقرّبنا من الإجابة على السؤال الأساسي: هل الأرض فريدة من نوعها؟».ستكون التلسكوبات الفضائية المستقبلية قادرة على وصف الأجواء بمزيد من التفصيل بفضل معدات أكثر تطوراً. ومن المقرر أن تطلق وكالة الفضاء الأوروبية أحد هذه التلسكوبات المعروف باسم «أريل» عام 2028، ليراقب ويرسم صوراً تفصيلية لنحو 1000 كوكب. وأضاف البروفسور تينيتي، الباحث الرئيس في تليسكوب «أرييل» قائلا: «نأمل من خلال مراقبة عيّنة كبيرة من الكواكب أن نكتشف الأسرار عن تشكيلها وتطورها».الجدير بالذكر، أنّ البحث قد مُوّل من قبل «مجلس البحوث الأوروبي» «ومجلس هيئات العلوم والتكنولوجيا» في المملكة المتحدة.

مشاركة :