تغريدة : سعد البازعي albazei@ المغردون المشاركون : عبدالله المغلوث @Almaghlooth عبدالله الغذامي @ghathami سعود الصاعدي @SAUD2121 سلمى الحربي @SalmaAlharbi5 بدر عبدالله الصالح @ba_alsaleh وائل العريني @waloraini عبدالله بانخر @aabankhar محمد المختار الفال @mohalfal دخيل القرني @dakheelalqarni ميسون بنت بحدل @Sycamore2019 سلمان المسعري @Samdar61 هدى @sa_huda علي الشهراني @wzw11aa محمد عمرود @MohammadAmrod البندري @Albndri1 مرزوق @centerforzero مساعد العبدلي @Gold_Gold6688 عبدالحميد البجالي @HameedDB2030 رمزي الزهراني @Makkitter نواف الشمري @brg209 عبدالعزيز باحشوان @abdulazizbahash سليمان السعدون @Sulimansadoun عبدالرحمن مرشود @armarshoud د. صالح العصيمي @salehosaimi ------ بين فريق يرى أن الدرجة العلمية التي يبلغها الإنسان يحق له استعمالها في التعريف عن نفسه نظير ما قام به من جهد علمي كلفه سنوات من عمره، وكأنما ذلك الحرف الذي يوضع قبيل الاسم مكافأة على المنجز العلمي الذي حققه صاحبه، وفريق آخر يرى أن الصفة العلمية يجب أن تمنح من الآخرين تلقاء أنفسهم لا أن تستجدى استجداءً أو يطالب بها أصحابها. أشعلت تغريدة لأستاذ آداب اللغة الإنجليزية بجامعة الملك سعود د. سعد البازعي جدلا في غاية الثراء استنطق وجهات نظر مختلفة، ومن زوايا شتى، حول إصرار بعض الأساتذة على الالتزام في مخاطبته ومناداته بلقب الدكتور في مواقع التواصل وخص تويتر: «فوجئت عند وصولي إلى الجامعة في بداية البعثة لأمريكا أن الأساتذة ينادَون بأسمائهم الأولى، عكس ما اعتدنا عليه من إصرار الأساتذة العرب على لقب دكتور. ومع أنني لا أقلل من حق أحد في أن ينادى باللقب الذي أحرزه بجهده فإنني أرى أن الألقاب خاصة (أ.د.) مكانها الجامعة وليس تويتر». أستاذ دكتور ياولد! في هذا السياق ، يحكي الكاتب د. محمد المختار الفال هذه القصة: «في ممر كلية الآداب بجامعة الرياض (الملك سعود) كنت أركض خلف أحد أساتذتنا الكبار (غير سعودي) أريد الاستفسار عن شيء في المنهج وقلت: دكتور..دكتور ، فالتفت نحوي زاجرا: أستاذ دكتور يا ولد! ومضى إلى مكتبه وصفق الباب خلفه ..أسقط في يدي.. حادثة مضى عليها أكثر من ثلاثين عاما. هل العلم مرتبط بالتواضع؟ الدكتور عبدالله بانخر، اختصر الظاهرة في قوله : هذه نماذج مريضةً لا يمكن القياس عليها. ثم أضاف هذه الفكرة السائدة: أكبر العلماء أكثرهم تواضعاً هذا إذا كان عالماً أصلاً . لكن سعد البازعي كانت له تعقيب مهم يشير فيه إلى خشيته أن هذا التصور مثالي للعلماء، لأنه يربط العلم بالتواضع بالضرورة وهو ما لا يثبته التاريخ. وأضاف: «نعم، هذا ما يفترض وما نتمنى لكن من العلماء من كانوا ذوي كبر وغرور ولم يجعلهم ذلك جهلة أو من غير العلماء. العلم والأخلاق ليسا دائماً رفيقي درب .. للأسف طبعاً». هدي نبوي لكن «وائل العريني» يرى أن «التشنيع» أمر لا داعي له «ويدل على حدية في الرأي.. لكن مناداة الناس بأحب الألقاب إليهم هدي نبوي كريم وتوجيه شرعي.. لا يعنيني أن أنادى بدكتور ولكن لزملائي الحق بذلك قطعا، وفعل الآخرين ليس حجة فهم يمتنعون عن تقبيل الرجل للرجل ويعتبرونها مثلية وهي عندنا أمر حميمي عند اللقاء. هلكوني ! ويربط «بدر عبدالله الصالح» بين الظاهرة المشار إليها في تغريدة البازعي وظاهرة الشهادات المزورة « #هلكوني « ، ويقول : للأسف أصبحت الدرجة العلمية وجاهة اجتماعية بينما هي مسؤولية واستحقاقاتها العلمية من حيث متطلبات الإنجاز العلمي كبيرة، ولهذا انتشرت درجات دكتوراه من جامعات وهمية أو واهية (ضعيفة جدًا) وهي التي ما انفك الزميل د. موافق الرويلي يحاربها مشكورًا تحت وسم #هلكوني. اتزان وموضوعية ويرى الدكتور سعود الصاعدي، أن تويتر وسيلة تواصل خارج الرسمي «وهو فضاء مشترك ومتاح للجميع للتفاعل الاجتماعي والثقافي خارج الألقاب العلمية والاجتماعية العازلة، فلا معنى لهذه الألقاب في فضاء التلقي الحر». وأضاف: أنا مع رأي الدكتور البازعي فيما ذهب. وقال: «عن نفسي لا أتحدث عن التخلي عن اللقب العلمي بوصفه تواضعا، ولست مع الإلحاح في إقصائها كما فعل الغذامي، مع تقديري له، لكني هنا أطرح رأيي من موقع وسيلة اجتماعية تواصلية لا علاقة لها بالمؤسسات العلمية: «كلام د.سعد هنا في غاية الاتزان والموضوعية». البحث عن فرص د. صالح العصيمي لديه رأي آخر ، وهو يضع حرف الدال على اسمه في تويتر ، أي ممن ينطبق عليهم قول البازعي ، حيث يقول : جاء الحديث عن هذه الظاهرة عرَضا لدى أحد البروفسورات الشرفيين في بريطانيا فقال (وهذا رأيي) : هذه طريقة تعامل ولا تعني شيئا أكثر من كونها تعوّد. فأعتقد أن نسبة عدم الألقاب إلى أساتذة الغرب إلى التواضع فيه نقاش. في المقابل وضع اللقب في تويتر – تحديدا - قد يكون لسبب آخر. وأضاف العصيمي شارحا ذلك السبب: عن نفسي أنا لم أضعها ابتداء ثم وضعتها لأن بعض الباحثين عن أساتذة يستخدمون محركات بحث حين يحتاجون متخصصا، وحصل لي هذا. وأنا وغيري ممن يضعها على باب الله نبحث عن رزق ولَم يُنقش اسمي كما نُقش اسمك واسم أستاذنا د. عبدالله الغذامي، فرفقا بالباحثين عن فرص من أبنائكم. يرد عليه د. عبدالله الغذامي : قالوا من قبل الصدق منجاة ، وها هو يفتح لك باب القبول ، أقدر لك وضوحك وصدق شفافيتك ، ولا تثريب على من صدق وقال ما في خاطره. ما يجب مراعاته فيما أشار الكاتب «عبدالرحمن مرشود» إلى أن القضية ثقافية غالبا «فثقافتنا تجعلنا نتحرج من مخاطبة الأكبر باسمه المجرد، نتحايل عادة على الحرج بالكنى أو ألفاظ من قبيل عم وخال .. الخ. من هذا المنطلق فكثيرا ما كان لفظ الدكتور مخرجا لنا من هذا الإحراج. ربما ينبغي مراعاة هذا الفارق الثقافي عند النظر في القضية». صدمة البروف آندرو ويستذكر «خميس الزهراني هذا الموقف الذي أسماه بالصدمة: «درسني مادة الأدوية بروفسور د. آندرو هوي وكانت المحاضرة صعبة ذلك اليوم فرفعت يدي لأسأله و لما سامح لي ناديته : بروفيسور اندرو فقاطعني و قال: أرجوك لا تناديني ب بروفيسور فناديته: دكتور فقال: انا مع طلابي أندرو فقط، يومها صدمت بعمق الفرق بين أساتذة جامعاتنا وأساتذة جامعاتهم». الدكتور ناصر يذكر عبدالعزيز باحشوان هذا الموقف: «أحد أصدقائي حصل على الدكتوراة في إحدى التخصصات وفي إحدى المناسبات قمت لأعرّف بعض الأصدقاء عليه و قلت لهم ( الدكتور ناصر ) و كأني أزعجته وعندما انتهينا قال لي حصلت على الدكتوراة كي أعمل بها لا لينادوني بها الناس». بينما يؤكد سليمان السعدون أنه «كل ما قل المحتوي الفكري للشخص كلما أحتاج إلى الألقاب التي تعوّض النقص الذي يشعر به ذاك الانسان». غضب المدير! أما «نواف الشمري»، فاكتفى بسرد هذه القصة الطريفة التي واجهته خلال مخاطبته أحد المسؤولين، يقول نواف: «كُلِّفت من عملي لكتابة خطاب موجهه لأحد المدراء بالمنطقة وكتبت (المكرم) بدلاً من (سعادة) وعندما وصله الخطاب اتصل غاضباً انا سعادة ولست المكرم!» . لم لا ؟ رمزي الزهراني يقدم هذا التصور من زاويته، والذي يقول إن: ثقافتنا المحلية تعزز احترام الأكبر علماً أو سناً بالقول والعمل، فلم لا؟! ويضيف «رأيت في كوريا انحناء الصغير للكبير عند الاعتذار لأقل الأسباب، فأكبرت هذا فيهم! ومن هذا المنطلق، أؤمن بجمال الحياة مع التعايش مع الفوارق». بحث عن مكانة ويتفق «مساعد العبدلي» مع د. البازعي، حيث قال : فعلاً كلمة دكتور ليس مكانها تويتر ... لأن تويتر هو لتبادل المعرفة وليس للتبختر والخيلاء، لكن مازال الكثير من المغردين العرب يبحثون عن مكانه لهم في أوساط مجتمعاتهم عن طريق إضافة الألقاب الخداعة لجلب الشهرة. هيمنة اجتماعية ويشير «مرزوق» إلى نقطة مهمة جدا، وهي أن : د. و أ.د. يراد منها أيضا الهيمنة الإجتماعية (social power) خصوصا في مجتمعنا المتعطش للمكانات والبروز (وإن كان كاذبا: الشهادات المزورة, مثال) أو أ.د. في حفر القبور (آثار) يشيطن فكر د. في التربية عن أفضل الطرق لتعليم النشء! مسافة السلطة وتعلق البندري على ظاهرة ابتذال الدرجات العلمية بقولها: «قد يندرج تحت ما يطلق عليه مسافة السلطة وهو عامل ثقافي يؤثر على الافراد والمجتمعات ... للاستزادة الاطلاع على كتاب الدكتور عبدالله الروتيع في الشخصية السعودية». الألقاب مكانها العمل ويتفق «محمد عمرود» مع ما ذهب إليه البازعي، حيث يرى ان يكون استخدام اللقب في مقر العمل الجامعة/ المختبر/ مركز بحث...أو في حوار أو في ذيل مقالة حول موضوع له علاقة بالتخصص، حتى يكون الرأي المطروح أكثر قبولاً وثقة وقابلاً للنقاش. «أمّا في غير ذلك فأرى أن ينادى الإنسان بكنيته كما هو شائع في ثقافتنا ، يا أبا فلان»... الدكاترة الطلاب أما «علي الشهراني» فيؤكد في تعليقه على تغريدة الدكتور سعد البازعي، على أن بعض Professors في جامعات أمريكا يشددون على نقطة عدم مناداتهم بلقب دكتور ويفضلون الاسم الأول لكي يكون التعامل بدون تكلف أو أكثر مرونة مع الطلاب من أجل مصلحة الطالب. وقال : «بعض طلاب الدكتوراه السعوديين للأسف يتضايق من تعريف الأشخاص باسمه الأول و يفضل مناداته الدكتور مع العلم أنه طالب». لاحترام السنّ دور تقول «هدى»: عملت في كندا مع اكبر اطباء ولهم بحوث وبصمات في التخصص ولا يستخدمون لقب دكتور ابدا.. فقط الاسم الاول من طبيب الامتياز الى البروفيسور. ولكن بسبب تربيتنا على احترام الاكبر سنا ومكانة لم أستطع مناداتهم فقط بأسمائهم. وشخصيا لا مانع اي شخص ان يناديني بمجرد اسمي من غير القاب. ثقافة مجتمع من جهته يرى «سلمان المسعري» أن البحث عن القيمة الاجتماعية وقود الإصرار على الألقاب « ويروي: كان في جامعاتنا (في الخارج) اذا الطالب قال يا أستاذ يُعاقب حصلت مع اخي رغم قيمة الأستاذية، اكتشفت انها ثقافة مجتمع وجدت كثيرين يكتبون في كرت العمل أنه يحملون الماجستير! وذهب المسعري إلى إن أننا «نحتاج مستوى تعليم جيد في جامعاتنا لينعكس ذلك على تصرفات ابنائنا من حاملي الشهادات العلمية وليعلموا الناس لا تعنيهم درجتهم العلمية». مفارقة ثقافية دخيل القرني يتساءل : أخي سعد رعاك الله أنت الآن عرّفتَ بنفسك في صفحتك الشخصية هنا في تويتر (أستاذ الآداب ....) هل يحق لي أن أمنعك وهل هذا سلوك يجب نقده؟ أعتقد سينقدني غير واحد إن فعلتُ ذلك لأنه حق مشروع لك. يجيب عليه د. البازعي: عندما يكون النقاش في العموم وليس نقداً لأشخاص بعينهم فإن ذلك لا يعد تدخلاً في حريات الآخرين. من حق كل شخص أن ينتقد سلوكيات عامة في المجتمع والمرفوض هو التخصيص. والأمر ذاته يتكرر، عندما علق الكاتب عبدالله المغلوث على تغريدة البازعي بقوله : أتفق معك دكتور سعد.. ردت «ميسون بنت بحدل» ، لتلفت الانتباه إلى أمر عبرت عنه بقولها : المفارقة الثقافية الفاخرة هنا موجوده في الحوار بينكما البازعي يرى ان النداء بالألقاب ليس في تويتر ويؤيده المغلوث قائلا :»أتفق معك «دكتور» سعد «! والبازعي يضع الأستاذية التي حصل عليها معرفا له في حسابه في تويتر ويرى مكان الألقاب في الجامعة فقط! هل من إيضاح؟ وجاء الإيضاح من المغلوث بأن اعتراضه على من يستجدي مناداته بلقب دكتور «مع أنها من المفترض أن تكون اختيارا لا إجبارا». وقال : أمام قامة مثل الدكتور سعد، لا يمكن أن أناديه بدون اللقب الذي يستحقه، ليس لعلمه فحسب، وإنما لتواضعه ووعيه وجهوده التي أثرت الساحة الثقافية لسنوات.
مشاركة :