وجه رئيس الوزراء التركي الأسبق، أحمد داوود أوغلو، أمس الجمعة، صفعة قوية إلى حزب الرئيس رجب طيب أرودغان (العدالة والتنمية)، معلناً رسمياً انشقاقه، مستبقاً بذلك قراراً بعزله، متهماً الحزب الذي شارك في تأسيسه، بالانحراف عن قيمه وعجزه عن حل مشاكله، بعد سيطرة قلة عليه، وتخوين المنتقدين له، معلناً عزمه إنشاء حركة سياسية جديدة، في وقت ارتفع فيه عدد ضحايا انفجار بمنطقة ديار بكر الكردية إلى سبعة قتلى.وقال داوود أوغلو (60 عاماً) أحد مؤسسي «الحرية والعدالة» في مؤتمر صحفي بأنقرة: «نستقيل من حزبنا الذي خدمناه بجهد عظيم لسنوات». ووقف بجوار داوود أوغلو الأعضاء السابقون بالحزب سلجوق أوزداغ، وعبدالله باشجي، وآيهان صفر أوستون، الذين كان الحزب يسعى لإقالتهم أيضاً.وأوضح رئيس الوزراء الأسبق، أن قرار الاستقالة، جاء بعدما ظل لثلاثة أعوام «صامتاً»، ولم يتحدث لوسائل الإعلام عن الأوضاع الداخلية للحزب، وقدم كل ملاحظاته مكتوبة وشفوية لأعلى المستويات في الحزب «لكن لم تكن هنا أي استجابة»، مضيفاً أنه لم يعد ممكناً العمل في عهد الإدارة الحالية للحزب التي تصف أي انتقاد داخله بأنه «خيانة». وتابع: الحزب الحاكم انحرف عن «قيمه المؤسسة».وقال داوود أوغلو: «حزب العدالة والتنمية، الخاضع لسيطرة مجموعة صغيرة، لم يعد قادراً على حل مشكلات بلدنا». وأضاف: «من الواضح أنه لا يوجد أي تقييم داخلي وأن قنوات المفاوضات أغلقت، وأنه لا يوجد أي احتمال لتغيير داخلي»، معلناً عزمه إنشاء حزب سياسي جديد قائلاً: «إنها مسؤوليتنا التاريخية وواجبنا تجاه الأمة إنشاء حزب سياسي جديد».وكان الحزب الحاكم أحال داوود أوغلو والنواب السابقين في الحزب آيهان سيفر أوستن، وسلوكوك أوزداي، وعبدالله باسجي، إلى اللجنة التأديبية مع توصية بفصلهم من الحزب، وفقاً لما ذكره الإعلام التركي.وشغل داوود أوغلو منصب رئيس الوزراء بين عامي 2014 و2016، قبل أن يختلف مع أردوغان، لكنه انتقد بعد ذلك الرئيس وإدارة الحزب الحاكم للملف الاقتصادي، وتكبيل الحريات الأساسية وحرية التعبير.وتأتي استقالة داوود أوغلو في وقت نأت فيه شخصيات حزبية أخرى بارزة مثل الرئيس السابق عبدالله جول، ونائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان، وكلاهما من الأعضاء المؤسسين للحزب الحاكم، بنفسها عن أردوغان.وباباجان نائب رئيس الوزراء الأسبق الذي كلف بالإشراف على الاقتصاد التركي، أعلن مطلع يوليو/تموز الماضي استقالته من الحزب، بسبب «تباينات عميقة»، والحاجة إلى «رؤية جديدة».في سياق آخر، أكد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، أمس الأول، عزم بلاده على تفعيل منظومة صواريخ «إس 400» للدفاع الجوي الروسي فور اكتمال وصول معداتها.إلى ذلك، ارتفع عدد ضحايا انفجار عبوة ناسفة أمس الأول، في مدينة ديار بكر جنوب شرقي تركيا، إلى سبعة قتلى، بحسب ما أكدت مصادر رسمية. واتهمت السلطات عناصر حزب العمال الكردستاني باستهداف مركبة تُقل عمال الغابات في منطقة قولب. (وكالات)
مشاركة :