أكد لي شيوهانج، القنصل الصيني العام في دبي، أن دولة الإمارات تعتبر شريكاً مهماً واستراتيجياً للصين في مبادرة الحزام والطريق، التي ستسهم في تدشين فصلٍ جديدٍ من العلاقات بين الصين والإمارات، منوهاً بما تتمتع به الدولة من إمكانيات وقدرات تنافسية في البنية التحتية للتجارة والأعمال، متوقعاً نمو التبادل التجاري بين البلدين خلال العام الجاري بأكثر من 5%. وكشف القنصل الصيني العام في دبي في تصريحات لـ«الاتحاد»، على هامش منتدى التعاون الاقتصادي والتجاري بين دبي وتشنجدو الصينية، عن الانتهاء من تصميم الجناح الصيني في إكسبو 2020 دبي استعداداً لوضع حجر الأساس في الموقع لمباشرة عمليات الإنشاء، مؤكداً حرص بلاده على المشاركة بأكبر جناح لها من أجل المساهمة في نجاح استضافة الدولة لهذا الحدث الذي يقام لأول مرة في المنطقة. وقال إن العلاقات الصينية الإماراتية تعيش حالياً أزهى عصورها بعد التطورات الكبيرة التي شهدتها خلال السنوات القليلة الماضية، والتي ارتقت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، متوقعاً رسوخ هذه الشراكة مستفيدة من العلاقات السياسية المتميزة بين قادة البلدين، مؤكداً أن العلاقات مع الإمارات تعد الأكثر ديناميكية وإيجابية في الشرق الأوسط. وأوضح أن دولة الإمارات نجحت في أن تحقق معجزة اقتصادية جذبت إليها أنظار العالم وتحولت في غضون عقود قليلة في التحول إلى محور مهم في الطيران والتجارة والخدمات اللوجستية والمعارض، واحد المراكز المالية الهامة، ووجه جاذبة للسياح من كافة أنحاء العالم، وخاصة من الصين التي شهدت التدفقات السياحية منها إلى دولة الإمارات في الفترة الأخيرة نمواً ملحوظاً خاصة مع مبادرة «هلا بالصين»، وبالإضافة إلى المردود الإيجابي للفعاليات التي تستضيفها الإمارات، مثل العرس الجماعي الصيني وأسبوع الأفلام الصينية المقرر استضافته خلال الأيام المقبلة. وأشار إلى استخدام أكثر من 4 ملايين صيني مطار دبي الدولي خلال العام الماضي، وذلك بفضل الارتفاع الملحوظ في عدد الرحلات التي تربط بين دبي والمدن الصينية المختلفة، والذي يصل إلى نحو 100 رحلة أسبوعياً. وأشار إلى أن التبادل التجاري بين البلدين بلغ خلال العام الماضي 37.9 مليار دولار (139 مليار درهم) متوقعاً أن ارتفاعه بنسبة 5% خلال بنهاية العام الجاري، لافتاً إلى وجود أكثر من 6 آلاف شركة صينية تعمل في دبي وهو ما يفوق إجمالي الشركات الصينية الموجودة في أفريقيا. وقال إن تنظيم منتدى التعاون الاقتصادي والتجاري بين دبي وتشنجدو الصينية بمشاركة وفد كبير من ممثلي الشركات في تشنجدو وبرئاسة فان ريبينج عضو لجنة الحزب الشيوعي الصيني لمقاطعة سيشوان أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني للجنة بلدية تشنجدو، يعكس مدى الاهتمام البالغ للمستثمرين من مختلف المدن الصينية وأيضاً المسؤولين الحكوميين في هذه المدن ببيئة الأعمال والتجارة والاستثمار في الإمارات. من جهته، قال ريبينج إن دولة الإمارات تمثل نموذجاً ملهماً في قدرة الدول على التحول وبناء المستقبل بعد أن نجحت في غضون سنوات قليلة أن تصبح مركزا تجارياً ومالياً وسياحياً عالمياً تستقطب السياح والمستثمرين من أنحاء العالم كافة. وأوضح أن أهم ما يميز مدينة تشنجدو الصينية هو الإبداع والابتكار، مشيراً إلى أن نحو 88% من العلامات التجارية الشهيرة في الصين منبعها مدينة تشنجدو، داعياً إلى التعاون الاستثماري والتجاري بين رواد الأعمال في دبي تشنجدو لتعزيز فرص الشراكة والاستفادة من الفرص المتاحة في جميع القطاعات. وأوضح أن تشنجدو تعد مركزاً اقتصادياً حيوياً في غرب الصين، والبوابة الرئيسة للتعاون التجاري والاقتصادي بين الصين وغرب آسيا والشرق الأوسط وأوروبا، وتتبنى استراتيجية تنموية بارزة تركز على تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة لمدينة تشنجدو، وأنها تتمتع بقواسم مشتركة عديدة مع مدن دولة الإمارات، ولا سيما أبوظبي ودبي، وأنها تعمل على تحقيق رؤية مستقبلية للترويج لاقتصاد تشانغدو وبيئتها التجارية والثقافية والسياحية لتكون مدينة عالمية رائدة. وأبدى ريبينج اهتمام حكومة تشنجدو بتعريف مجتمع الأعمال الإماراتي بفرص الشراكة والتعاون التجاري، وجذب الاستثمارات الإماراتية إلى القطاعات الحيوية في المدينة، لافتاً إلى أن تشنجدو تعمل حالياً على بناء مطار جديد ومدينة جديدة يتوقع أن تبلغ سعتها السكانية 6 ملايين نسمة، وهو مشروع ضخم، وينطوي على استثمارات هائلة في مختلف المجالات، وأن تشنجدو حريصة على الاستفادة من النهضة العمرانية والحضرية الرائدة التي حققتها مديتنا أبوظبي ودبي في هذا المجال، وعلى دعوة رجال الأعمال والمستثمرين الإماراتيين إلى الاطلاع عن كثب على الفرص التنموية التي تطرحها أسواق تشانغدو.
مشاركة :