العمل الإرهابي ووجهه القبيح يطل على مدينة بقيق شرق المملكة، أحد أهم معاقل البترول في العالم مرة أخرى، حيث كان الاستهداف الأول في العام 2006، وتحديداً في 24 فبراير من العام 2006 عندما قام انتحاريون باستهداف معامل مدينة بقيق لتكرير النفط، حيث قاما بتفجير سيارتين كانا يستقلانها، الأمر الذي نتج عنه استشهاد وإصابة سبعة من رجال الأمن، وكذلك أربعة من موظفي شركة «أرامكو السعودية». واليوم تستهدف معامل النفط في محافظة بقيق وهجرة خريص بطائرات مسيرة بقصد الضرر وتعطيل إمداد العالم بالمكون الرئيس وهو النفط، وقد أغلقت قوات أمن المنشآت جميع مداخل ومخارج شركة أرامكو السعودية للسيطرة على الوضع وإنهاء الحدث في أسرع وقت ممكن، كما هرعت القوات الخاصة والطوارئ والدفاع المدني والشرطة إلى الموقع. وبحسب مصادر فإن الأوضاع مطمئنة ولا توجد إصابات تُذكر، ولم تصل أية إصابة إلى المستشفيات في المحافظة جراء الهجوم، وما تزال التحقيقات مستمرة لتحديد مصادر إطلاق الطائرات المسيرة، وكذلك تحديد الخسائر والتلفيات الناتجة عن الهجوم وتقييم الأضرار. وتشير هذه الأعمال الإرهابية والتخريبية التي وقعت مؤخرا، سواء في المملكة أو في الخليج العربي ضد منشآت حيوية لا تستهدف المملكة فقط، وإنما تستهدف أمان إمدادات الطاقة للعالم، والاقتصاد العالمي، وتثبت مرة أخرى أهمية التصدي لكافة الجهات الإرهابية التي تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية بما في ذلك ميليشيات الحوثي في اليمن المدعومة من إيران. وكان آخرها استهداف محدود لمحطتي الضخ البتروليتين التابعتين لشركة أرامكو بمحافظة الدوادمي ومحافظة عفيف بمنطقة الرياض وتمت السيطرة عليه في صباح الثلاثاء الموافق 9 / 9 / 1440هـ. وكان المتحدث الأمني بوزارة الداخلية قد صرح أنه عند الساعة الرابعة من صباح (السبت)، باشرت فرق الأمن الصناعي بشركة أرامكو حريقين في معملين تابعين للشركة بمحافظة بقيق وهجرة خريص نتيجة استهدافهما بطائرات من دون طيار «درون»، حيث تم - بتوفيق الله - السيطرة على الحريقين والحد من انتشارهما، وقد باشرت الجهات المختصة التحقيق في ذلك. وبحسب شهود عيان من سكان بقيق، فقد تم استهداف معملي شركة أرامكو في بقيق وكذلك في هجرة خريص بالطائرات المسيرة، ما أدى إلى اشتعال النيران في الموقعين، وتمت السيطرة على الحريقين، فيما أعمال التبريد لا تزال جارية. وقالوا: إن الجهات الأمنية تابعت الحادث منذ البداية، مشيراً إلى أن الحركة طبيعية في منطقة السوق القريبة من المعمل والمناطق السكنية. يذكر أن مدينة بقيق إحدى مدن المنطقة الشرقية وهي مدينة أوجدتها شركة أرامكو السعودية وتبعد نحو 75 كيلومتراً جنوب مدينة الدمام وتعد بقيق من المدن المهمة بالمنطقة وتمتاز بموقعها المتوسط بين الدمام والأحساء ويبلغ عدد سكانها أكثر من (50،000) نسمة.