قال عبيد سالم الزعابي، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في جنيف: «إن دولة الإمارات تؤكد تأييدها لمشروع إعلان الأمم المتحدة بشأن الأثر السلبي للتدابير القسرية الانفرادية في التمتع بحقوق الإنسان، باعتباره يعكس سياسة الدولة في تضامنها مع الشعوب النامية في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، ضد ما تُحدثه المحاولات الأحادية الجانب من آثار بالغة على الفقراء والفئات الضعيفة في المجتمع»، إلا أنه شدد على أن ذلك لا يجب أن يمنع الإمارات من اتخاذ أية تدابير تراها ملائمة للحفاظ على سيادتها الوطنية وضمان أمنها القومي، وذلك وفقاً لمبادئ القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وميثاق الأمم المتحدة، والقواعد والمبادئ المنظِّمة للعلاقات السلمية بين الدول. وعبر الزعابي في كلمة الإمارات التي ألقاها في إطار حلقة النقاش، حول مشروع إعلان الأمم المتحدة بشأن الأثر السلبي للتدابير القسرية الانفرادية في التمتع بحقوق الإنسان، عن تأييده لمشروع الجمعية العامة بشأن إعداد إعلان حول الإجراءات القسرية الأحادية ودولة القانون والذي تعتبره دولة الإمارات تتويجاً للنضال الذي تخوضه دول الجنوب التي تعاني شعوبها من عقوبات اقتصادية شاملة وقاسية، مشيراً إلى أن هذه العقوبات تتسبب في حرمان الفئات الضعيفة من الوصول إلى المنتجات الغذائية والأدوية والمعدات التعليمية وغيرها من المعدات الأساسية، كما تحول دون وصول المساعدات الإنسانية إلى شعوب دول الجنوب، نتيجة للضغوطات التي تفرضها بعض دول الشمال عليها لأسباب سياسية، حيث نددت دولة الإمارات بهذه الممارسة من خلال تأييدها لكافة قرارات مجلس حقوق الإنسان ذات الصلة، خلال فترة عضويتها في المجلس وكذلك بصفتها دولة مراقبة. ونوّه بأن القانون الدولي وصكوك الأمم المتحدة تُفسّر الإجراءات القسرية الأحادية على أنها قيود تفرضها عدد من الدول بهدف «عرقلة تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الكاملة، لاسيما في أقل البلدان نمواً وفي البلدان النامية» كما جاء ذلك في قرار مجلس حقوق الإنسان 40/3. وأوضح أن هذا التفسير يأتي لمنع الدول من سوء استخدام مفهوم الإجراءات الأحادية لأغراض سياسية داخلية، أو للإفلات من بعض التصرفات المشتبه فيها والتي يمنعها القانون الدولي، مثل تمويل الإرهاب وإيواء المنظمات المتطرفة ونشر خطاب الكراهية. وقال: «لقد شهدنا ذلك في الأشهر القليلة الماضية في منطقتنا، بعد ادعاءات قطر التي تتذرع بأنها ضحية إجراءات قسرية أحادية وهمية لمغالطة المجتمع الدولي وتضليله».
مشاركة :