في أغلب الأحايين، يكون إيقاف اللاعب من اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات هو نقطة نهاية السطر، ولا سيما أن الغياب لعامين متتاليين يكون مؤثرا فيه فنيا، ما يجعل طموح اللاعب الموقوف يتلاشى شيئا فشيئا حتى يصاب بالإحباط، الذي يكون سببا في قطع المشوار قسريا بلا عودة. خالد شراحيلي حارس فريق الهلال لكرة القدم أوقف عامين بعدما أدين بتناول منشط محظور غاب فيه عن المشهد، لكنه حينما عاد كان قويا أكثر من أي وقت مضى وأصبح "القفاز الأمين"، بعد أن حطم كل الأرقام بعد منع الكرة أن تلامس شباكه مدة 788 دقيقة في الدوري السعودي، متجاوزا الرقم المسجل باسم زميله فايز السبيعي الذي وصل 763 دقيقة / يوم أن كان حارسا للاتفاق، ومن قبله العملاق محمد الدعيع الذي حافظ على شباكه 582 دقيقة. الرقم الخاص للحارس شراحيلي يؤكد أن هناك عملا مختلفا قد يجهله الكثير، أكثر من يعلم تفاصيله هو وكيل أعماله علي الرماح الذي تحدث لـ "الاقتصادية" قائلا، "هناك أسباب كثيرة كان لها الدور الأكبر بالعودة القوية له بعد فترة الإيقاف، أهمها شراحيلي نفسه الذي كان ينتظر عودته بأحر من الجمر، حيث يحسب الأيام كي يعود لحماية شباك فريقه وهذا يؤكد أنه كان يملك حماسا منقطع النظير، وهذه هي النقطة الأهم في مسألة عودته لمستوياته المبهرة منذ شارك فعليا". وأضاف "لا أنسى الدور الكبير الذي كان لنادي الهلال والبيئة المميزة التي ساعدته على العودة بشكل قوي، إضافة إلى بعض المقربين من اللاعب الذين ساهموا بدعم اللاعب نفسيا بعد قرار الإيقاف وأثناء الفترة وبعدها، وأبرز الأسماء هو اللاعب المعتزل عبداللطيف الغنام الذي كان له دور كبير جدا في هذا الموضوع، كان مهتما بأدق التفاصيل ويعد هو الساعد الأيمن الذي استطاع خالد شراحيلي الاستناد إليه في الأوقات الصعبة". وحول دوره كوكيل أعمال اللاعب خلال فترة إيقافه، أجاب "بالتأكيد أن وكيل الأعمال أدواره تكون أهم وأشمل، كان العمل في الفترة الماضية على نقاط عدة أهمها الجوانب النفسية للاعب، في فترة الإيقاف قد يصاب اللاعب بالإحباط لأنه يشعر بأنه بعيد عن العمل الذي يمارسه، لذلك كان هدفنا هو إعداد اللاعب بشكل متكامل حتى تكون عودته قوية ومرضية له قبل الآخرين، إضافة إلى تشجيعه في فترة الإيقاف بأنه يجب ألا يتوقف وأن يبدأ بالتحدي مع نفسه للعودة بشكل أقوى". في الهلال هناك بيئة مختلفة، لأنه يملك لاعبين أدوارهم خارج الملعب تفوق في بعض الأحيان العمل داخله، هم دائما يدعمون أي زميل لهم يمر بأزمة معينة سواء كان إيقافا أو إصابة، لذلك فدورهم لا يقتصر على الأداء الفني وحسم البطولات وإنما يمتد لآفاق أكبر، في قضية الحارس خالد شراحيلي تكاتف مع اللاعبين لتجاوز أزمة إيقافه عامين كاملين، لكن صاحب الدور الأكبر هو اللاعب المعتزل الغنام الذي يعد الجندي المجهول في النادي الأزرق. الغنام تحدث لـ "الاقتصادية" عن بعض التفاصيل لدى الحارس شراحيلي بقوله "في البداية فإن وقوفي معه طبيعي للغاية لأنه صديق طفولة قبل أن يكون زميلا لي في الهلال، وكان هو أكثر الناس حرصا على العودة بشكل قوي، بل يعتبر فترة الإيقاف فرصة للتطور، وكنت متفائلا بعودته منذ أن جدد عقده مع النادي لمدة عامين رغبة منه، وهذه معلومة لا يعلمها البعض وهي تعويض عن المدة التي سيغيب فيها عن الفريق، إضافة إلى وجوده في مرسيليا وباريس في الصيف الماضي لمدة 20 يوما، للدخول في برنامج خاص أشرفت عليه من خلال التنسيق مع بعض المختصين، مارس ألعابا أخرى غير كرة القدم لها تأثير في مسألة الحساسية وردة الفعل". وعن جهود المنتسبين لنادي الهلال في أمر عودة شراحيلي، فأجاب "الجميع وقف معه لكن فهد المفرج كان هو الأبرز في هذا الجانب، من خلال التحفيز المستمر والمتابعة الدقيقة للغاية خلال فترة إيقافه إضافة إلى المدرب الوطني سامي الجابر الذي كان له دور في تشجيعه للعمل في فترة التوقف، وذكر له بأن يؤمن بأنه يملك إمكانات كبيرة ستظهر فور عودته بعد الإيقاف".
مشاركة :