مفتي أوكرانيا: اللحمة الوطنية بين الشعب المصري صورة حقيقية للإسلام

  • 9/16/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

انطلقت فعاليات وكلمات رؤساء وممثلي الوفود والمؤسسات والمنظمات المشاركة في المؤتمر الثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، برئاسة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، وبحضور كبار رؤساء وممثلي الوفود.وفي بداية الجلسة قدم الدكتور شوقي علام، مفتي جمهورية مصر العربية، الشكر لكل من ساهم في هذا المؤتمر الذي يدعو إلى بناء دولة حديثة قائمة على الأصالة والمعاصرة، التي تأخذ من القديم ما يتناسب مع روح العصر الذي نعيش تطوراته، وهذا ما دعا إلى القول بأن الجماعات المتطرفة لا تعترف بوطن وقد جعلت من الدولة الوطنية أنموذجًا مضادًا للدولة التي تقوم على دعائم الفكر الوطني المستنير.بين مفتي الجمهورية، أن الوقت قد حان إلى تكاتف كل القوى ومؤسسات الدولة لمواجهة هذا الفكر المتطرف، وعلى ذلك كان عنوان هذا المؤتمر "فقه بناء الدول.. رؤية فقهية عصرية" يجمع بين الرؤية القديمة والمعاصرة تأسيسًا لوثيقة تعايش تعمل على سلامة ووحدة الدولة وأمان أهلها ، وهذا ما نعيشه اليوم على أرض مصر الغالية .وفي كلمته أكد الدكتور جمال سند السويدي مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بالإماراتـ أن الجماعات المتطرفة تسعى إلى تقويض الدولة الوطنية، مشيرًا إلى أن تلك الجماعات ترى من الوطن مجرد حفنة من التراب، وتسعى إلى إعادة أمتنا العربية والإسلامية إلى عهود قد اندثرت.ونبه على أن ترسيخ أسس الدولة الوطنية الحديثة خيار لا بديل عنه، ويكون بالوحدة الوطنية والتماسك الوطني بين أبناء الوطن الواحد، وما ذلك إلا بوجود قيادة سياسية حكيمة تمتلك إرادة النهضة بالدولة والعيش المشترك وقبول الآخر، ومواكبة الأحداث العلمية الحديثة، وهذه من أهم عوامل تحقيق طموحات الأمة في التنمية والتطور ، مشيرًا إلى أن أولى الخطوات تكون بتحقيق الاستقرار والأمن في دولنا وترسيخ دولة المواطنة والقانون.بدوره، ثمن الشيخ أحمد تميم مفتي أوكرانيا، أن اللحمة الوطنية بين الشعب المصري تجعل من مصر بلد أمن وآمان، واستقرارًا في جميع ربوعها المختلفة، كما أنها تمثل الصورة الصحيحة للإسلام، وتحارب هذه الأفكار المتطرفة والمتشددة التي تطمس الصورة الحقيقية للإسلام، فحري بنا أن نعطي مفهومًا أرقى للتعامل مع الدولة، من خلال العدل والتعايش السلمي.من جانبه، نوه الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالبحرين، بأن القوى المعادية تتربص بأمتنا العربية وتعمل على تفتيتها، لتبقي مجتماعتنا في أزمات مستمرة لبث أسباب الفرقة والشقاق.وألمح إلى أن الأمة تعيش تحديات كبيرة وكثيرة أدت إلى استنزاف مواردها بسبب جماعات قدمت مصالحها الشخصية على مصالح أوطانها، فنتج عن ذلك صراعات وخلافات أضعفت بعض دول أمتنا، موضحًا أن واجبنا في هذه المرحلة العمل الدؤوب على استثمار مواردنا الطبيعية وقدراتنا البشرية لرفعة أوطاننا.من ناحيته، أشاد الدكتور أحمد سعيد سليمان رئيس جامعة القرآن والعلوم الإسلامية بدولة السودان الشقيقة، بدور علماء مصر في كافة دول العالم حيث يقدمون العلم والمعرفة للمجتمعات في كافة التخصصات يزينهم علماء الأزهر والأوقاف بسمتهم المتميز، مؤكدًا أن مصر بهذا التاريخ التليد ليس غريبًا عليها أن تنظم هذا المؤتمر المهم الذي يهدف إلى بناء الدولة برؤية فقهية عصرية تقوم على العدل والقانون والوسطية والاعتدال، وأن الدولة التي ترعى مصالح شعبها والحفاظ على أمنه على اختلاف أعراقه ومعتقداته، هي دولة العدل والقانون.وفي كلمته ألمح الشيخ عبد الله بن محمد بن فدعق المفكر السعودي، إلى أن حفاظ الشعوب على سيادة الدولة وسلطاتها أمر محتم ضد هذه الجماعات المتطرفة التي تحاول وضع الناس في تقابلية بين الدين والدولة، وأن الوسطية والعدالة أركان تؤدي إلى رفعة المجتمعات على عكس الإرهاب.ودعا إلى ضرورة توحيد الجهود لمواجهة الأفكار المتطرفة والمتشددة، حيث إنه قد أصبح أمرًا ضروريًا لحفظ الدولة وأركانها ضد الإرهاب الذي صار ظاهرة دولية لا تحدها حدود ، تأكل الأخضر واليابس، لذا حان الوقت للتكاتف والوقوف صفًا واحدًا ضد التطرف والإرهاب والتشدد الذي تبنته بعض الجماعات الدموية التي هددت السلم والأمن الذي طالما عاشت فيه أمتنا ومنطقتنا العربية .وفي السياق ذاته، ذكر الشيخ مصطفى يوسف سيباهيتش المفتي العام لبلجراد، أن دعوة صربيا لمؤتمر الأوقاف ورعايتها لدولٍ تمثل نسبة الإسلام فيها أقلية تبين عظمة مصر، وأن موضوع مؤتمر الأوقاف ينم عن عظمة مصر ودورها في خدمة قضايا الإسلام والمسلمين، وقد عشنا أزمنة طويلة بسبب الحروب وسفك الدماء، وبالرغم من المحاولات التي تسعى لإساءة استخدام الدين فسوف تظل تحيتنا "السلام" التي هى تحية المسلمين في جميع أنحاء العالم.

مشاركة :