قالت مستشارة البيت الأبيض، كيليان كونواي أمس الأحد، إن وزارة الطاقة الأمريكية مستعدة للسحب من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي، مشيرة في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» إلى أن الولايات المتحدة مستعدة للتحرك في حالة أي هجوم إيراني على السعودية.وفي مقابلة مع برنامج «فوكس نيوز صنداي»، لم تستبعد كونواي إمكانية عقد اجتماع بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الإيراني حسن روحاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكنها قالت إن هجمات أرامكو «لم تساعد» في هذا الصدد.واتهمت الولايات المتحدة إيران أمس بمهاجمة المنشأتين.وقالت كونواي: «أنتم لا تساعدون قضيتكم جيدًا بمهاجمة السعودية والمناطق المدنية والبنية التحتية الحيوية التي تؤثر على أسواق الطاقة العالمية».وكانت وزارة الطاقة الأمريكية أعلنت، في وقت سابق، أن الولايات المتحدة «مستعدة للاستعانة بموارد من احتياطيات النفط الاستراتيجية الخاصة بها إذا لزم الأمر لتعويض أي اضطرابات في أسواق النفط»، وذلك في أعقاب هجوم بطائرات مسيّرة على منشأتي نفط تابعتين لشركة أرامكو السعودية.وأضافت الوزارة، في بيان مساء السبت، أن وزير الطاقة ريك بيري أمر مسؤولي الوزارة بالعمل مع الوكالة الدولية للطاقة حول الخيارات المتاحة المحتملة للعمل الجماعي العالمي إذا لزم الأمر.اتصال ترامب بالأمير محمد بن سلمانوكان الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، قد تلقى اتصالاً هاتفيًا، من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف معملين لشركة أرامكو في السعودية فجرًا.وأكد الرئيس الأمريكي مساء السبت استعداد بلاده للتعاون مع المملكة في كل ما يدعم أمنها واستقرارها، مشددًا على التأثير السلبي لهذه الهجمات على الاقتصاد الأمريكي وكذلك الاقتصاد العالمي.احتياطيات النفط الأمريكيةوتسعى دول من وكالة الطاقة الدولية، المؤلفة من 30 عضوًا، إلى التعامل مع الاضطرابات عن طريق توفير إمدادات نفط، والدفاع عن سياسة الطاقة الخاصة بها.وتبلغ احتياطيات النفط الاستراتيجية الأمريكية 630 مليون برميل.واندلعت حرائق ضخمة السبت بعد أن أطلق المتمردون الحوثيون في اليمن طائرات مسيرة لمهاجمة منشأة نفطية بموقع بقيق، وحقل خريص النفطي.وذكر مسؤولون سعوديون أن عمليات الإنتاج في المواقع تم تعليقها مؤقتًا.تعليق الإنتاج مؤقتًاوكان صرح الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة، بأنه في يوم السبت، وفي تمام الساعة 3:31 و3:42 صباحًا، وقعت عدة انفجارات نتيجة لهجمات إرهابية في معامل شركة أرامكو السعودية في خريص وبقيق، نتج عنها حرائق تمت السيطرة عليها.وأشار إلى أنه نتج عن هذا العمل الإرهابي توقف عمليات الإنتاج في معامل بقيق وخريص بشكل مؤقت، وحسب التقديرات الأولية، فقد أدت هذه الانفجارات إلى توقف كمية من إمدادات الزيت الخام تقدر بنحو 5.7 مليون برميل، أو حوالي 50% من إنتاج الشركة، إلا أنه سيتم تعويض جزء من الانخفاض لعملائها من خلال المخزونات.وأوضح الوزير أن هذه الانفجارات أدت أيضًا إلى توقف إنتاج كمية من الغاز المصاحب تقدر بنحو 2 مليار قدم مكعبة في اليوم، تستخدم لإنتاج 700 ألف برميل من سوائل الغاز الطبيعي، ما سيؤدي إلى تخفيض إمدادات غاز الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي بنسبة تصل إلى حوالي 50%.أما على صعيد الإمدادات المحلية؛ فقد أكد الوزير أنه لم ينتج عن هذا الهجوم أي أثر على إمدادات الكهرباء والمياه من الوقود، أو على إمدادات السوق المحلية من المحروقات، كما لم ينجم عنه أي إصابات بين العاملين في هذه المواقع حتى الآن، والشركة لاتزال في طور تقييم الآثار المترتبة على ذلك.من جانب آخر، رجح الإسرائيليون أن الهجمات على بقيق السعودية جاءت من داخل العراق، فقد ذكر موقع «تيك ديبكا» الإسرائيلي، وفقا لمصادره الخاصة، إلى أن عشرات الطائرات بدون طيار المتفجرة ذات الصناعة الإيرانية التي نفذت هجومًا على بقيق السعودية قد أقلعت من قواعد الميليشيات العراقية الموالية لإيران جنوب العراق، وأن المسافة بين هذه القواعد والمنشآت النفطية السعودية ما يزيد قليلاً عن 800 كم.بالإضافة إلى أن هذا الهجوم يعتبر أكثر الهجمات الإيرانية توسعًا على أهداف نفطية في الخليج منذ أن بدأت الهجمات قبل 5 أشهر في الأسبوع الثاني من مايو، فقد تم توسيع الجبهة الإيرانية ضد العقوبات الأمريكية في العراق.وهذا ليس الهجوم الأول على السعودية من قبل إيران من الأراضي العراقية. ففي 15 مايو، هاجمت طائرتان بدون طيار إيرانيتين متفجرة من العراق محطتي ضخ رئيسيتين لخط أنابيب النفط شرق-غرب لشركة أرامكو وسط السعودية، وأشعلا النار فيهما. وإلى ميناء ينبع النفطي، الذي يقع غربًا على ساحل البحر الأحمر، ينقل خط الأنابيب هذا النفط المنتج في حقول النفط السعودية في الشرق إلى ميناء ينبع غرب ساحل البحر الأحمر.وأعلنت الدوائر العسكرية الإسرائيلية، مساء السبت، أن إسرائيل يمكن أيضا أن تواجه مثل هذه الضربات الجوية من العراق. وأشارت هذه المصادر إلى أنه على الرغم من أن السعودية لديها أنظمة إنذار مضادة ودفاع جوي متقدم، إلا أنه من الصعب للغاية اكتشاف مثل هذا الهجوم بواسطة الطائرات بدون طيار.تشير المصادر العسكرية والاستخبارية في «تيك ديبكا» إلى أن حقيقة قيام الحرس الثوري الإيراني بإنشاء بنية تحتية لوجستية جوية في العراق قادرة على مهاجمة أهداف في الشرق الأوسط عبر إطلاق عشرات الطائرات بدون طيار متفجرة من شأنها أن تضيء علامات الإنذار في إسرائيل والولايات المتحدة.
مشاركة :