أبا سَلمَانَ يا مَلِكًا عَظِيمًـا

  • 9/16/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قصيدة مهداة إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى حفظه الله ورعاهأَطَلَّ الصُّبحُ وانقَشَعَ الضَّبَابُ بَـدا لِلشَّكِ وَالظَّـنِّ انسِحَـابُفَكُنتُ أظُنُّ رُوحِي ليسَ تَهفُو وَقَلبِي بِالمَحَبَّةِ لا يِصَــابُوَلَو أَنَّ الجَمَالَ يَـروقُ نَفسِي وَيَدفَعِنِي إلى الحبِّ الشَّبَابُفَمـا شَغَلت فُؤادِي أو سَبَتنِي بِحُبٍّ كَانَ هِندٌ أو رَبــابُوَلكِنِّي وَقَعتُ بِحُبِّ أرضٍ بِها تَعلُو مـنَ الفَخــرِ الرِّقَابُفَحُبِّي لِلبــِلادِ غَــزا كِيــانِي عَلَيَّ الأَهلُ لامُوا والصَّحابُوَقَالوا إنَّ حُبِّكَ مَحضُ وَهمٍ فَـخَالَطنِي لمـا قَـالُوا ارتِيــابُوَلكِنْ إن بَعُدتُ يَضِيقُ صَدرِي وَيُفرَحَني إلى أرضي الإيَابُفَيــا بَحرَينُ حُبُّــكِ نَبضُ قَلبِـي هِيَامِي في غَرَامِكِ لا يُعَابُوَحُبُّكِ يا بِلادِي ماءُ رُوحِي كَنَهرٍ في الحَشا ولهُ انسِيابُفحُبُّكِ يـا بِلادِي نَبــعُ مــاءٍ فَيَأتِيــه الأَبَاعِـــدُ والقُــرَابُوَشَعبُكِ يا بِلادِي خَـيرُ شَعبٍ وَيَجمَعُنَا عَلى الهَديِ الكِتَابُلَنَـا في المَجدِ أفعَالٌ عِجَـابُ وَعَزمٌ لَيسَ يَعلوهُ السَّحابُلَنا هِمَـمٌ نَجُوبُ بِها المَعَالِي فَــدُونَ المَـجدِ ليسَ لَنا حِجَـابُفَنَحنُ بَنُو أوال رِجَالُ بَأسٍ وليسَ لَنا على زَمَنٍ عِتَابُنُطَوِّعُ ما نُرِيدُ على هَوَانا وَلا نَخشَى الزَّمَانَ وَلا نَهَابُإذا نَعَقَ الغُرَابُ بِأَرضِ بُــورٍ فَلا نُصغِي لِمـا قَالَ الغُــرَابُفأَرضُ البُورِ ليسَ بِها نَبَاتٌ وَلَم يَصلُحْ بِهـا يَومًا تُرَابُفَصَحرَاءُ المَزَاعِمِ لَيسَ تُغنِي عَنِ الخَبرِ اليَقِينِ لِمَن أَنابُواإذا ما تُهتَ في الصَّحراء يومًا فلن يَطفى لَكَ الظَّمَأَ السَّرَابُفَإن رُمتَ الحَقِيقَةَ ليسَ إلَّا فَخُذْ مـا قَالهُ القَومُ اللُّبَابُوَلا تَسمَعْ لِأَفَّــاكٍ أَثِيــمٍ فَـغَايَتُه انقِسَامٌ وَاحــتِرَابُفَتَزوِيرُ الحَقَائِقِ صَارَ فَنًّا فَلا يُغرُركَ مِن نَكِدٍ خِطَابُوَغَربِلْ كُلَّ قَولٍ عِن بِلادِي وَلا يُزرِي بِكَ القَولُ المُرَابُفَشَعبٌ نَحنُ يَسعَى نَحوَ مَجدٍ فَما قَومٌ سَعَوا إلَّا أَصَابُواوَإن تَعجَبْ فَخُذْ مِنِّي يَقِينًا وَسَلْ مَن شِئتَ يَأتِيكَ الجَوابُأبو سَلمَانَ قَامَ بِــها مَلِيكًا بِحِلمٍ سَاسَها فَالنَّـاسُ طَابُواأبو سَلمانَ صَارَ لَنَـا مِثَــالاً مَلِيـكٌ صَادِقٌ عـدلٌ مُهَــابُفَعَلَّمَنا بِــأَنَّ الحَـقَّ يَعلُــو وَأَنَّ الكِذْبَ ليسَ لَهُ نِصَـابُوَعَلَّمنا بِــأَنَّ الخَــيرَ بَـاقٍ وَأنَّ الشَّرَّ آخِــرُهُ الخَــرَابُوَحَصَّنَ شَعبَهِ مِن كُلِّ زَيفٍ فَـأُغلِقَ ضِدَ كَيدِ المَكرِ بَابُأبا سَلمَانَ يــا مَلِكـًـا عَظِيمـًـا غَفَرتَ لِمن أّساؤُوا حِـينَ تَابُواوَكُنـتَ لَهم أبًا مَهما تَمادَوا وَما قَد نَالهُم مِنكُم عَـذَابُفِقَولُكَ يا أبــا سلمانَ صِدقٌ وَفِعلُكَ أنتَ يا حَـمَدٌ صَوابُوَشَعبُكَ أخلَصُوا لَكَ في النَّوَايا وَإن نَادَيتَـهم يَــومًا أجابُواسَلَكتَ بِهِم دُرُوبَ الخَيرِ دَومًا وَأمرُكَ عِندَهم أَبَدًا مُجَابِوِنَحنُ مَتَى تَقُومُ لَكُـم جُنُودٌ وَفِي نَحرِ المُسِيءِ لَكُم حِرَابُنَصُدُّ المُعتَدْينَ بِكُلِّ حَزمٍ كَما يَهوِي على الصَيدِ العِقَابُأبا سَلمانَ لا تَوجَلْ فَإنَّا شِدَادٌ لَيسَ تُعجِزُنا الصِّعّابُفَلا نَخشَى المَسيرَ بِأي أرضٍ وَنُبحِرُ ليسَ يُرهِبُنا العُبابُوهَذا العِّزَّ مِنكُم قَــد شَربنا وَنَبقَى فيه ما وَسِعَ الرِّحَابُفَعِزُّكَ فَخرُنا والفخرُ بَيتٌ يُشَدُّ إليهِ يا حَمَدُ الرِّكَابُفَأنت لَنا أبا سلمانَ بَيتٌ وَلَيسَ لَنا عَنِ البَيتِ اغتِرَابُلَقد طاب الهَواءُ بِبَيتِ عِــزٍّ كَما طَابَ الطَّعامُ مَعَ الشَّرَابُفَطِبْ نَفسًا وَنَمْ دَومـًـا قَرِيرًا لَكَ العُقبَى منَ اللهِ الثَّوَابُعبدالله بن أحمد منصور آل رضي

مشاركة :