الأمير المبجل محمد بن سلمان صنف آخر ومميز بين قادة العالم، وزعيم مرحلة مهمة لزمن يحتاج إلى قدرات غير عادية، فكان سموه هو صاحب هذه القدرات، وقد أتى هبة من الله وبزغ نجمه، ولفت أنظار العالم إليه، بحكمته، ورؤيته، وسداد رأيه، وإنجازاته التي يستعصي حصرها. * * شاب يتدفق حيوية، ويملك عزيمة لا تلين، ويحمل طموحات لا حدود لها، يمضي كل وقته في خدمة وطنه وشعبه، فلا هاجس لديه، ولا تفكير عنده، إلا الإسراع في بناء دولة متحضرة ومزدهرة وقوية، فهو يقود مرحلة إصلاحية غير مسبوقة. * * لا يظهر إعلامياً إلا قليلاً، وحين يظهر فالعالم يترقب, ويندهش، ويثير إعجابه، ويظل قوله مادة للإعلاميين والسياسيين، يتبادلون تفسير وأهداف أفكاره ورؤاه، يفككون كل قول صدر عنه لمعرفة ما وراءه، فهم أمام سياسي محنك، شفافاً وصريحاً، إلى حد خوف الآخرين من تجاوز حدود العلاقة السياسية والاقتصادية الطبيعية مع سموه. * * هذا هو محمد بن سلمان، بعض محمد بن سلمان، شيء من ولي العهد، فقد زرع هيبته، ومهابته، ورسم أهدافه، وتعامل مع الدول الكبرى كما الصغيرة ندّاً لندٍّ، وبما يحكم مصالح بلاده ويحفظها، دون تفريط، أو تنازل، أو مجاملات على حساب مصالح شعبه. * * جدّد في التشريعات والقوانين والأنظمة المحلية، وأعاد النظر في سياسات بلاده مع دول العالم، وصحح وضع المرأة، وقضى على الفساد، وحسّن من جودة الحياة، وتوسع في الاستثمار والسياحة، وفتح الباب أمام الترفيه، وحوّل بلاده إلى ورشة عمل لبناء مشاريع عملاقة، ونقل الرياضة من محلية إلى عالمية، وأصبحت المملكة قبلة لزيارات قادة العالم، وعقد المؤتمرات الدولية، وهكذا هو محمد بن سلمان قول وفعل، وطموح لا حدود له. * * تحدث سموه فجر يوم الخميس الماضي 21-9-2023 لقناة «فوكس نيوز» حديثاً شاملاً عن المستويات المتقدمة التي تشهدها المملكة في كافة المجالات، منطلقاً من رؤية 2030 التي يؤمن ولي العهد بدور المواطن الأساسي في تنفيذها والتي خلقت واقعاً جديداً، وحققت إنجازات تحاكي تطلعات الشعب السعودي في أمنه, واقتصاده, وتعليمه, وصحته, ومعيشته, ورفاهه الاجتماعي. * * وبينما تحدث الأمير محمد بن سلمان عن الشراكة الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية, مؤكداً على أنها مهمة ومفيدة للبلدين والمنطقة والعالم، وأنها أسهمت خلال العقود الثمانية الماضية في الحفاظ على السلم والأمن في العالم، فإنه يؤكد في المقابل على أن للمملكة الحق في إقامة علاقات متوازنة مع جميع دول العالم، دون أن تتخلى المملكة عن شريكها الاستراتيجي الولايات المتحدة الأمريكية، وأن تطور علاقاتها مع الصين لا يمكن أن يكون على حساب أمريكا، أو يقوّض الشراكة معها. * * وفي اللقاء كانت القضية الفلسطينية حاضرة، فقد أكد الأمير (قبل التطبيع) بأنه لا حل للصراع الفلسطيني -الإسرائيلي إلا بإقامة الدولتين، وأن المملكة تسعى خلال مباحثاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية لصيغة توافقية ترضي الطرفين الفلسطيني والإسرائلي, وتقوم على مبدأ حل الدولتين لرسم مستقبل جديد للمنطقة، وأن أي معالجة تُلغي هذا المبدأ ستشكل خطراً يهدد أمن وسلم المنطقة. * * أشياء كثيرة تحدث عنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، سنتناولها في الحلقات القادمة، ونحاول أن نقترب من فكر ولي العهد في التعامل مع القضايا الراهنة والمستقبلية، ومن جانبنا نؤكد بأن ماقاله الأمير سوف ينفذ ويتحقق، فقد عودنا على الالتزام بإنجاز وتحقيق ما كان قد قاله من قبل.
مشاركة :