يلتقي رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الاثنين، مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر لأول مرة منذ توليه منصبه، في الوقت الذي لا تظهر فيه الجهود المبذولة لمنع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق في 31 أكتوبر المقبل أي تقدم يذكر. وتعهد جونسون، الذي تولى رئاسة الوزراء في يوليو الماضي، بعدم حدوث أي تأجيل آخر لموعد مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، بينما رفض قبول شروط الصفقة التي تم التفاوض عليها مع بروكسل بهدف تسهيل عملية الانتقال. وقال مصدر بالحكومة البريطانية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن جونسون "سيوضح خلال اجتماعهما، في مدينة لوكسمبورج مسقط رأس يونكر، أنه سيرفض حدوث أي تمديد آخر، في حال عرض ذلك". وأعرب جونسون عن تفاؤل حذر بشأن التوصل إلى اتفاق. ومع ذلك، فقد تصاعد الإحباط في بروكسل بسبب عدم وجود مقترحات ملموسة من جانب لندن. وقال دبلوماسي أوروبي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "لا توجد مؤشرات على حدوث انفراجة". وترفض لندن، على وجه الخصوص، ما يطلق عليه شبكة الأمان الخاصة بأيرلندا التي تهدف إلى منع ظهور قيود على الحدود بين أيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي وأيرلندا الشمالية، والتي هي جزء من المملكة المتحدة. وتعتبر الحدود المفتوحة هي في قلب اتفاق سلام للجزيرة المقسمة. وقال متحدث بريطاني إنه خلال الأسابيع الأخيرة، أجرى ديفيد فروست، مفاوض بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي، محادثات تقنية مع المفوضية الأوروبية لإيجاد "حلول عملية" لإزالة شبكة الأمان الخاصة بأيرلندا. وهذا يشمل الأفكار حول "الجمارك والسلع المصنعة وطرق المضي قدماً في إدارة الأغذية الزراعية على أساس مشترك في جزيرة أيرلندا". وأضاف أن هذا يشمل الأفكار المتعلقة بـ "الجمارك والسلع المصنعة وطرق المضي قدماً في إدارة الأغذية الزراعية على أساس مشترك في جزيرة أيرلندا". وقال المصدر البريطاني "نريد صفقة. لا يمكن أن يشمل ذلك شبكة الأمان الخاصة بأيرلندا". لكن يونكر قال في مقابلة بثت، أمس الأحد، مع إذاعة دويتشلاندفونك الألمانية إنه "غير متفائل" بشأن إيجاد ترتيبات بديلة يمكن أن تحل محل شبكة الأمان الخاصة بأيرلندا. ومن دون اتفاق انتقالي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإنه سيتم التوقف عن العمل بقواعد الاتحاد الأوروبي في بريطانيا بين عشية وضحاها، ومن المحتمل أن يتسبب ذلك في حالة اضطراب وتكاليف اقتصادية خطيرة على جانبي الحدود. وقبل محادثات اليوم الاثنين، حذرت جمعية تجارية أوروبية من "الضرر الفادح" الذي قد يسببه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون التوصل لاتفاق. وقال ماركوس بيرير، رئيس اتحاد الأعمال الأوروبي، "الخروج من دون صفقة هو وصفة لكارثة ويجب استبعادها بالتأكيد"، مضيفاً أنها ستكون "ضارة للغاية لجميع الأطراف" ويمكن أن يكون لها تأثير دائم على العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي. واحتج بيرير في بيان صحفي بأن تأجيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون أفضل من الخروج من دون صفقة. لكن جونسون تعهد مرة أخرى بالالتزام بالموعد المحدد في 31 أكتوبر المقبل.
مشاركة :