نجاحات داخلية وخارجية للملك سلمان.. محمد بن نايف من نجاح إلى آخر في مكافحة الإرهاب ومحمد بن سلمان فرس رهان عاصفة الحزم.. الجبير ينجو من الاغتيال ليتولى الخارجية.. شبكة بلومبرج الأمريكية: التغييرات تعزز سلطة الشباب وواشنطن بوست:الملك سلمان أكثر حيوية وحسمًا.. بعد قرابة 100 يوم على توليه المسؤولية وأمانة الحكم في المملكة العربية السعودية، يثبت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أنه نصير الشباب وأنه يتمتع بخبرة واسعة وحنكة في إدارة زمام الأمور في المملكة، كما يثبت قدرته على قيادة سفينة الوطن وسط الأمواج المتلاطمة والهائجة من حوله، دون أن تنحرف يميناً أو يساراً، بل صارت المملكة قوة إقليمية يحسب لها ألف حساب، ويرجع إليها في كل القرارات المصيرية التي تهم العالم أجمع. نجح الملك سلمان، في إحداث تغييرات جذرية في الهيكل الإداري للحكم في المملكة، بحكمة وهدوء وسط مباركة شعبية وجماهيرية تظهر بوضوح مدى التفاف الشعب السعودي حول قيادته، واستطاع بمهارة واقتدار تجديد شباب المملكة لخمسين عاماً قادمة على الأقل، مما يحقق الاستقرار ويمنح الفرصة الكبيرة لعمليات البناء والتنمية، التي تشهدها المملكة في شتى المجالات أن تؤتي ثمارها، وأن يطمئن المواطن السعودي على أمنه وأمانه واستقراره ورقيه وتقدمه لتخطو المملكة خطاً واسعة في مصاف الدول المتقدمة التي استطاعت أن تحجز مقعدها ضمن العشرين الكبار سياسياً واقتصادياً. نجاحات داخلية وخارجية للملك سلمان.. خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، اتخذ حزمة متكاملة من الخطوات والإجراءات المهمة في المشهد السعودي داخليًا وخارجيًا، ولعل أبرز ما تميزت به الفترة الأولى من عهد الملك سلمان، السرعة في اتخاذ القرار والحزم في التنفيذ، فبعد ساعات من تولي الملك سلطاته، كانت قرارات ترتيب بيت الحكم السعودي تتوالى، في تنفيذ محكم، لا يشوبه أي شكل من أشكال التردد والارتباك، وما زالت قرارات ترتيب البيت السعودي تتوالي لما فيه مصلحة الوطن، وكذلك تأسيس مجلسين وزاريين مصغرين لمتابعة القضايا السياسية التي تواجه المملكة في الداخل والخارج، ضمن توزيع تكاملي للأدوار يأخذ بعين الاعتبار الاستقرار المحلي والتحديات الخارجية، ولعل الإيقاع السريع الذي يستجيب به العهد السعودي الجديد للتحديات الخارجية، يكمن أيضًا من المفاجآت، التي لم تكن بحسبان البعض. أما خارجياً فلعل أبرزها كان تكوين التحالف العربي الإسلامي لإعادة الأمور إلى نصابها في اليمن، ولوقف التمدد الحوثي المدعوم من إيران في بلاد العرب، الذي بدأ يأخذ شكلاً ممنهجاً لبناء الإمبراطورية الفارسية المزعومة، وكان من ثماره عاصفة الحزم المدوية التي فاجأت العالم، وأفقدت طهران صوابها نظراً للتأييد العربي والإسلامي الواسع لها ناهيك عن التأييد الدولي المطلق، وأيضاً الحلف السعودي التركي القطري الذي بدأ يؤتي ثماره في النجاحات التي تحققها المقاومة في سورية، ونجاحها في تحجيم الدور الإيراني التوسعي في العواصم العربية، والدعوة الجادة لتكوين قوة عربية مشتركة تناصر القضايا العربية بعيداً عن هيمنة الشرق أو الغرب، وخروجاً من الدائرة الضيقة لكل دولة. فلم تكن تخرصات منجمين إذا تلك التي قالت إن البيت السعودي يوشك أن يهتز من قواعده! فقد أعلن خادم الحرمين الشريفين، السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، حزمة أوامر ملكية قضت بإعفاء أخيه الأمير مقرن بن عبدالعزيز من منصبه كولي للعهد بناء على طلبه، وتعيين وزير الداخلية محمد بن نايف وأول أحفاد المؤسس وصولًا إلى هذا المنصب بدلاً عنه، بعد ثلاثة أشهر فحسب من وفاة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز. محمد بن نايف نجاح مشهود في مكافحة الإرهاب.. محمد بن نايف، الذي عُين وليًا للعهد يستمر في مهامه أيضًا كنائب لرئيس مجلس الوزراء، ووزير للداخلية، ورئيساً لمجلس الشؤون السياسية والأمنية، وهو ينتقل من نجاج إلى نجاح في مكافحة الإرهاب الذي يسعى بكل قوة لتهديد المملكة، وكان آخرها ما أعلن عنه امس من ضبط شبكات إرهابية تم تفكيكها وكشفها قبل أن تعيث فساداً في أراضي المملكة، كما يُعد محمد بن نايف، الذي اكتسب خبرات من والده حيث عمل بجانبه حينما كان يتولى رحمه الله حقيبة وزارة الداخلية، مقربًا من دول المنطقة العربية والإسلامية ومن العالم بأسره، في حين يسعى ولي العهد الجديد على مدار الأشهر الماضية للتقارب علنًا مع دولٍ أخرى، وهو ما يعني أن علاقات المملكة بالعديد من الدول ستصبح أكثر قوة، فيما ستقدم المملكة حلولاً للازمات في المنطقة وعلى رأسها الأزمة في سورية. محمد بن سلمان فرس رهان عاصفة الحزم.. وقضت الأوامر الملكية أيضًا بتعيين محمد بن سلمان وليًا لولي العهد، وهو ما يؤكد الاتجاه لتفعيل أدوار الرجلين بن نايف وبن سلمان ، فمحمد بن سلمان تناط به الآن ثلاثة أدوار فهو ولي لولي العهد، ووزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية، الذي استُحدث مؤخرًا. ويعتبر البعض أن محمد بن سلمان سيكون الرجل القوي الجديد في السعودية، ويُعتقد بأن بن سلمان كان أصغر وزراء الدفاع في العالم وقت تعيينه، وثاني أصغر وزير دفاع سعودي تقلد هذا المنصب في تاريخ السعودية (الأول كان عمه الأمير منصور بن عبد العزيز الذي تقلد وزارة الدفاع وهو دون الثلاثين)، كما أنه أول حفيد من أحفاد الملك عبد العزيز يتولى منصب وزير الدفاع. وبعد نحو شهرين من استلامه حقيبة الدفاع خلفًا لوالده الذي أصبح ملكًا، وجد الأمير الشاب نفسه في الصفوف الأمامية للحرب التي أعلنت ضد الحوثيين وفلول المخلوع علي عبدالله صالح، في مارس الماضي، الأمير الشاب يعمل ضمن معادلة داخلية تعطيه موقعًا مؤثرًا في البلاد وفي الأسرة الحاكمة، وهو يحظى بمساندة الملك وولي العهد والمسؤولين، ونجاحه في إدارة عاصفة الحزم سيضعه في مكانة لا ينافسه فيها أحد. الجبير ينجو من الاغتيال ليتولى الخارجية.. وزارة الخارجية السعودية العتيقة، التي رأِسها سعود الفيصل لأربعين سنة، طالتها التغييرات لأول مرة بتعيين عادل الجبير، السفير السعودي في الولايات المتحدة وزيرًا. فالجبير، وزير الخارجية الجديد وأول من يتولى المنصب من خارج العائلة المالكة، برز اسمه في الفترة السابقة في موقفين أساسييين، الأول في أكتوبر 2011 حينما ذكرت وثائق قضائية أن السلطات الأمريكية أحبطت مؤامرة إيرانية لتفجير السفارة السعودية في واشنطن واغتيال الجبير، وحددت الشكوى الجنائية التى كُشف النقاب عنها في المحكمة الاتحادية في نيويورك اسم الشخصين الضالعين في المؤامرة، وهما منصور أربابسيار وغلام شكورى، وقالت المستندات إن الرجلين من أصل إيرانى في حين يحمل أربابسيار الجنسية الأمريكية. أما الواقعة الثانية فكانت حينما خرج الجبير لإعلان بدء عاصفة الحزم ضد الحوثيين باليمن، ومنذ ذلك الوقت بدأت التأكيدات تسير في اتجاه أن الجبير في سبيله ليكون محل ثقة من القيادة السعودية، وهو ما تحقق باختياره وزيرًا للخارجية. والجبير الذي وُلد في 1962 تلقى تعليمه الأساسى في ألمانيا، حينما كان برفقة والده الذي كان يعمل وقتها في الملحقية الثقافية السعودية بألمانيا، وحصل عادل الجبير على درجة البكالوريوس من جامعة تكساس في الاقتصاد والعلوم السياسية، ودرجة الماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعة جورج تاون بواشنطن، في حين تولى منصب السفير السعودي في واشنطن خلفًا للأمير تركي الفيصل في يناير 2007. وتأتي هذه التغييرات لتؤكد المسار الجديد الذي تتخذه المملكة منذ وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والذي تبدّى بوضوح في معركة عاصفة الحزم، وفي تقارب الرياض مع قوى إقليمية التي كانت على توتر دائم مع الرياض منذ الربيع العربي. شبكة بلومبرج: التغييرات تعزز سلطة الشباب.. اهتمت شبكة بلومبرج الأمريكية بالتغييرات التى شهدتها المملكة السعودية فجر اليوم، وقالت إن الملك سلمان عين الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد، وجعل ابنه الثانى فى ترتيب العرش بتعيينه ولياً لولى العهد بعد أقل من أربع أشهر على توليه السلطة فى البلد الذى يعد أكبر مصدر للنفط فى العالم. وأشارت بلومبرج إلى أن التغييرات تأتى مع إشراف القيادة الجديدة فى السعودية على حملة قصف ضد الحوثيين المتمردين على السلطة فى اليمن، وتبنيها دوراً أكثر بروزاً فى السياسات الإقليمية. واعتبرت الشبكة أن التعيينات الجديدة تعزز السلطة فى يد جيل الأمراء الأصغر سناً، بقيادة ولى العهد ونجل الملك، محمد بن سلمان، والذى سيتعين عليه أن يمنع انتشار عدم الاستقرار عبر حدود البلاد، بالرغم من صغر سنه. ونقلت الشبكة ما ورد فى بيان الديوان الملكى بأن الأمير محمد بن سلمان، قادر ومؤهل على تولى المسئوليات الثقيلة التى يتطلبها دوره الجديد، وهذا واضح للجميع من خلال عمله ووفائه بكل المهام التى أوكلت إليه، وتقول بلومبرج، إنه قبيل تلك التعيينات، تناقش الدبلوماسيين فى الرياض حول المدى الذى سيصعد إليه نجل الملك بعدما أسندت إليه وزارة الدفاع ورئاسة الديوان الملكى ورئاسة مجلس الشئون الاقتصادية. وعن تعيين عادل الجبير وزيرا للخارجية خلفا للأمر سعود الفيصل، قال جيمس دورسى، الخبير فى الدراسات الدولية، إنه يشير ضمنا إلى رغبة فى أن يكون هناك صوت رئيسي فى واشنطن، مضيفا أن الجبير لديه فهم الآن للكيفية التى تجرى بها الأمور فى واشنطن. واشنطن بوست: الملك سلمان أكثر حيوية وحسمًا.. أما صحيفة واشنطن بوست الأمريكية فقالت: إن التغييرات الجديدة التي أدخلها الملك سلمان بن عبد العزيز، على ولاية العهد ومجلس الوزراء، هي الأكبر في المملكة منذ سنوات، وتحمل دليلًا جديدًا على أن سلمان البالغ من العمر 79 عاماً أكثر حيوية وحسمًا . وأشارت الصحيفة إلى أن تعيين الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد، والأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد، وتقديم الجيل الأصغر من الأمراء لقيادة المملكة قد يعني سياسة خارجية سعودية أكثر حزماً وحسماً في الشرق الأوسط. وأضافت أن التعيينات الأخيرة تمثل الإشارة الأوضح حتى الآن على كيفية انتقال السلطة إلى جيل الأحفاد من جيل أبناء الملك عبد العزيز مؤسس للسعودية.
مشاركة :