الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة هم أكثر عرضة لمجموعة واسعة من المشكلات الصحية، لاسيما أمراض السكري والتنفس والسرطان والقلب والمفاصل، كما أنهم أكثر عرضة للتنمر، وانخفاض احترام الذات وتجربة الاكتئاب. وحسب الخبراء، هناك بعض التدخلات التي تساعد الشباب على إنقاص الوزن والحفاظ عليه بعد ذلك، ولعل أنجح الدراسات هي تلك التي ركزت على التدخلات في نمط الحياة؛ حيث تشجع الأطفال على التركيز على الأكل الصحي والنشاط البدني وتقليل وقت الشاشة، وهناك أيضًا بعض الأدلة الواضحة على أن اتباع نظام غذائي ضوئي يعد وسيلة فعالة لتعليم الأطفال عن الأكل الصحي، عندما يحصلون على إرشادات من اختصاصي التغذية أو الطبيب. وفي النظام الغذائي الضوئي يتم تصنيف الأطعمة بألوان تشبه إشارات المرور الضوئية؛ حيث يعني اللون الأحمر تناول الطعام فقط عدة مرات في الشهر، واللون الأصفر يعني تناول الطعام مرة واحدة فقط أو مرتين في الأسبوع، أما اللون الأخضر فيعني تناول الطعام كل يوم، ولكن ما هي عواقب وضع طفل على نظام غذائي معين؟. أظهرت الأبحاث في الماضي أن اتباع نظام غذائي بدائي وغيره من الطرق غير الصحية للسيطرة على الوزن، يؤدي إلى المزيد من السلوكيات غير الصحية المحيطة بالطعام، لكن مراجعة منهجية نشرت مؤخرًا في مجلة مراجعات السمنة وصلت إلى نتيجة مختلفة. وتضمنت المراجعة 36 دراسة بمجموع أكثر من 2500 حالة تتراوح أعمارهم بين 8 و 16 عامًا، وقد تابعت الدراسات هؤلاء الذين شاركوا في تدخل لفقدان الوزن استمر في أي مكان من ستة أشهر إلى ستة أعوام بعد البرنامج؛ لمعرفة ما إذا كان التدخل أدى إلى أي سلوكيات غير صحية للأكل، فوجدت أن الذين شاركوا في التدخلات المنظمة المدعومة لفقدان الوزن والتي تضمنت الأكل الصحي والنشاط البدني والدعم من كل من المهنيين والآباء كانوا أقل عرضة لتطوير سلوكيات غير صحية، بما في ذلك الشره المرضي وأكل الشراهة والأكل العاطفي، وكلما طالت التدخلات قل احتمال قيام المشاركين بتطوير سلوكيات إشكالية لاحقة. ومن ثم فإن الاستنتاج العام هو أن هذه البرامج ناجحة؛ لأنهم يعلمون المشاركين التغذية كجزء من نمط حياة صحي شامل، وهو شيء يمكنهم حمله معهم جيدًا في المستقبل، كما أوضح هؤلاء أنهم كانوا أكثر عرضة لتناول وجبات منتظمة، وأكثر عرضة للشعور بالرضا عن أنفسهم، وأكثر قدرة على التحكم، وهو ما يعني أن التدخلات المنظمة المدعومة لفقدان الوزن هي أفضل إستراتيجية لمساعدة الشباب الذين يعانون من السمنة المفرطة في إنقاص الوزن وقيادة أنماط الحياة الصحية.
مشاركة :