"تسونامي" الرئاسيات في تونس يهز أركان حركة النهضةتونس – لم تقدر حركة النهضة على انتظار الإعلان الرسمي عن النتائج الأولية الخاصة بالانتخابات الرئاسية التونسية حتى دخلت في جدل داخلي كبير بشأن من يتحمل هزيمة مرشح الحركة عبدالفتاح مورو وكيف يمكن تفسير تراجع شعبيتها من مليون ونصف المليون ناخب في 2011 إلى ما يقل عن 350 ألف ناخب في الانتخابات الحالية.وفيما حمل نشطاء على مواقع التواصل وبينهم قياديون من الصف الأول على استراتيجية الحركة في إدارة الحملة الانتخابية، فإن قياديا بارزا بحجم زبير الشهودي، وهو مدير سابق لمكتب رئيس الحركة راشد الغنوشي، قد أعلن استقالته من أي مسؤولية قيادية.ودعا الشهودي “الغنوشي إلى اعتزال السياسة وملازمة بيته وإبعاد صهره رفيق عبدالسلام وكل القيادات الذين دلسوا إرادة كبار الناخبين داخل الحركة”.وانتظرت حركة النهضة إلى آخر لحظة على أمل أن يحمل الفرز داخل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أملا بفوز مرشحها قبل أن تقبل في الأخير بالأمر الواقع وتبادر إلى تهنئة الفائزين في الدور الأول قيس سعيد ونبيل القروي.وحصد سعيد 18.4 بالمئة من أصوات المقترعين، تلاه القروي بـ15.5 بالمئة، ثم مورو بنسبة 12.9.واعتبر محللون للشأن التونسي أن هزيمة حركة النهضة في الانتخابات لم تكن مفاجأة حقيقية، ذلك أن الحركة تعترف بأن شعبيتها في تآكل بسبب فشلها كشريك في الحكم في تحقيق الحد الأدنى من وعودها، فضلا عن تحمل مسؤولية الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الحادة التي باتت تعيشها البلاد بسبب خيارات عشوائية والتركيز على الصراع السياسي وإغفال مطالب الشارع، وخاصة الفئات المهمشة والفقيرة التي انحازت بشكل كامل إلى شخصين من خارج منظومة الحكم.
مشاركة :