بعد فرز حوالي 92 في المئة من صناديق الاقتراع في الانتخاباتالإسرائيلية الثانية هذا العام، أفرزت النتائج شبه النهائية واقعا معقدا لكنه ليس مفاجئا رغم الغموض الذي يلف سيناريوهات شكل الائتلاف الحكومي المنتظر. وتشير النتائج إلى تعادل الحزبين الرئيسيين الليكود وحزب كحول لافان أو أزرق أبيض، في عدد المقاعد حيث حصل كل منهما على 32 مقعدا. وحصل معسكر أحزاب اليمين على 56 مقعدا، بينما حصلت أحزاب اليسار والوسط مجتمعة على 55 مقعدا. أما أفيغدور ليبرمان زعيم حزب، إسرائيل بيتنا، والذي كان أبرز الرابحين فقد حصل على 9 مقاعد وقد ترتفع إلى 10 بعد الانتهاء من فرز أصوات الجنود. وبناء على هذه النتائج تبدو الصورة على الشكل التالي: لا يملك أي من الحزبين الرئيسيين أغلبية واضحة أي 61 مقعدا من أصل 120 لتشكيل ائتلاف حكومي. أفيغدور ليبرمان هو بيضة القبان في الكنيست المقبل، حيث سيكون له دور رئيسي في تحديد من يكلفه رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، بتشكيل الحكومة الجديدة. الفائزان الكبيران في هذه الانتخابات هما القائمة العربية المشتركة التي وحدت صفوفها ونجحت في الحصول على 12 مقعدا لتصبح ثالث أكبر حزب في الكنيست منذ إقامة إسرائيل وأفيغدور ليبرمان الخصم الجديد والحليف القديم لنتنياهو. ويرى كثير من الإسراييلين أن هذه الانتخابات لم تكن ضرورية إذ تركزت بالأساس على شخص بنيامين نتنياهو، الذي بقي في الحكم أطول مدة مقارنة بنظرائه، إذ بلغت سنوات حكمه 13 عاما على فترتين، الأولى استمرت ثلاثة أعوام بين عامي 1996-1999 والثانية بدأت عام 2009 واستمرت حتى الان ليتخطى بذلك فترة حكم دافيد بن غوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل بعد إقامتها عام 1948. وتشير التوقعات إلى دور كبير محتمل للقائمة العربية في إحباط جهود نتنياهو لتشكيل حكومة جديدة، رغم أنها لن تدخل في أي ائتلاف لكنها من المرجح أن توصي بتكليف بيني غانتس بتشكيل الحكومة وليس خصمها اللدود نتنياهو، الذي تتهمه بالتحريض العنصري ضد العرب . ورغم الدور الكبير الذي كان لليبرمان في إخفاق نتنياهو في تشكيل حكومة ائتلافية بعد انتخابات أبريل/ نيسان الماضي بسبب إصراره على فرض قانون الخدمة العسكرية علي المتدينين حلفاء نتنياهو التقليديين في معسكر اليمين، إلا أنه يصعب توقع الدور الذي سيلعبه الآن. وضمن هذه النتائج والمعطيات فالاحتمالات الأقرب هي: تشكيل حكومة وحدة وطنية علمانية تضم أزرق أبيض وأحزاب المركز واليسار وليبرمان بدعم من القائمة العربية المشتركة لكن دون مشاركتها في الائتلاف.الذهاب الى انتخابات برلمانية ثالثة إذا استمر المأزق الحالي ولم يتمكن أي من الأحزاب من تشكيل ائتلاف . وتؤدي هذه المعطيات إلى جعل رئيس الدولة ريفلين الشخص الأكثر أهمية في إسرائيل حاليا، وقد بدأ مشاوراته مع الأحزاب في الكنيست قبل أن يكلف نتنياهو أو غانتس بتشكيل حكومة جديدة اعتمادا علي توصية الأحزاب. وعادة يمنح الرئيس الشخص المكلف 28 يوما لتشكيل حكومة وقد يمددها 14 يوما إضافيا. وإذا ما اخفق في جهوده قد يكلف الرئيس حينها شخصا آخر بالمهمة وحينها تبقى كل الاحتمالات قائمة ومن بينها احتمال الذهاب إلى الانتخابات للمرة الثالثة في أقل من عام، الأمر الذي لم يسبق حدوثه في إسرائيل.
مشاركة :