أحدثت الأزمة الاوكرانية وهبوط الروبل، تأثيراً كبيراً على الوضع المالي لشركة "غازبروم" الروسية العملاقة خلال العام الماضي، إذ تدنت أرباحها الصافية إلى نحو 15 في المئة فقط، مما حققته في العام 2013، مثلما يتبين من نتائجها السنوية التي صدرت أمس (الاربعاء). والربح الصافي للشركة التي كانت تتباهى قبل سنوات بأنها تحقق أكبر قدر من الأرباح في العالم، بلغ العام الماضي 159 بليون روبل (2.8 بليون يورو بأسعار اليوم)، في مقابل 1139 بليون روبل (20 بليون يورو) في العام 2013. وبررت "غازبروم" هذا التراجع بعاملين أساسيين. فهبوط الروبل الذي زاد من حجم قروضها بالعملات الأجنبية، ما أسفر عن 925 بليون روبل (16 بليون يورو) خسائر تتعلق بتأثيرات سعر الصرف بالمقارنة مع العام 2013. و تكبدت الشركة من جهة اخرى، مصاريف بلغت 34 بليون روبل (600 مليون يورو) بسبب نزاعها مع شركة "نفتوغاز" الاوكرانية. ورفعت روسيا سعر الغاز المباع إلى أوكرانيا بعد وصول مرشحين مؤيدين للغرب إلى الحكم في كييف مطلع العام الماضي، وبسبب رفض الاوكرانيين تسديد ديونهم المتعلقة بالغاز، اضطرت "غازبروم" في النهاية إلى أن تقطع في حزيران (يونيو) الماضي عمليات الإمداد التي لم تستأنف إلا أواخر العام الحالي بعد توقيع اتفاق موقت. وازداد حجم أعمال "غازبرزوم" بنسبة 6.4 في المئة إلى 5589 بليون روبل (98 بليون يورو)، بسبب ارتفاع مبيعات الغاز 4 في المئة إلى أوروبا التي يسجل سوقها أعلى الارباح والتي بلغت 1752 بليون روبل (30.8 بليون يورو). وفي المقابل، تراجعت المبيعات إلى دول الاتحاد السوفيتي السابق بنسبة 2 في المئة إلى 411 بليون روبل (7.2 بليون يورو).وارتفعت في روسيا 3 في المئة إلى 820 بليون روبل (14 بليون يورو). والمرحلة صعبة بالنسبة الى "غازبروم" التي ستضطر خلال العام الحالي، إلى مواجهة تراجع كبير لسعر الغاز المعد للتصدير والمسعر بطريقة تتغير مع أسعار النفط التي انهارت العام الماضي. وتتعرض المجموعة أيضاً لتحقيق تجريه "المفوضية الأوروبية" التي تتهمها بتجاوز الموقع المهيمن وسلمتها مآخذها رسمياً في نيسان (ابريل) الماضي. وفيما بلغت العلاقات مع بروكسل أدنى مستوياتها بسبب الأزمة الاوكرانية، يسعى الاتحاد الاوروبي من جهة أخرى إلى تنويع امداداته من الغاز، وقررت موسكو أن تلغي فجأة مشروعها لخط انابيب الغاز "ساوث ستريم" نحو اوروبا، واستبداله بخط انابيب للغاز في اتجاه تركيا. ويتعين على "غازبروم" من جهة أخرى، مواجهة منافسة متزايدة في روسيا والسوق الآسيوية من جانب منافستها شركة "نوفاتك" الخاصة، وشركة "روسنفت" النفطية الحكومية العملاقة.