الدوحة - كابول - قنا ووكالات: أعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم، الذي استهدف مقر المخابرات الأفغانية في ولاية زابل، وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وجددت وزارة الخارجية في بيان أمس، موقف دولة قطر الثابت من رفض العنف والإرهاب مهما كانت الدوافع والأسباب. وعبّر البيان عن تعازي دولة قطر لذوي الضحايا وحكومة وشعب أفغانستان، وتمنياتها للجرحى بالشفاء العاجل. وشهدت أفغانستان تفجيراً جديداً أمس في ثالث عمل عنف دموي تشهده البلاد، حيث قتل 20 شخصاً ودمر مستشفى في تفجير شاحنة مفخخة في جنوب أفغانستان وصف بأنه «أشبه بزلزال» وتبنته حركة طالبان، كما قتل تسعة أشخاص آخرين في هجوم بطائرة مسيّرة. ويأتي تصعيد العنف الذي معظم ضحاياه من المدنيين، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء المحادثات مع الحركة والتي كانت تهدف إلى التوصل إلى اتفاق تسحب الولايات المتحدة بموجبه قواتها، ووسط استعداد البلاد لانتخابات الرئاسة. وردت الحركة على إعلان ترامب أن المحادثات «ماتت» في وقت سابق من هذا الشهر، بالتوعد بمواصلة القتال واستهداف الانتخابات التي ستجري في 29 سبتمبر، رابع انتخابات رئاسة أفغانية منذ الإطاحة بحركة طالبان من السلطة في 2001. وبدأت الأعمال الدموية عند فجر أمس عندما قتل عناصر طالبان 20 شخصاً على الأقل وأصابوا 90 بجروح في تفجير شاحنة مفخخة أدى إلى تدمير مستشفى في مدينة قلعة بجنوب أفغانستان. وبعد ساعات وردت تقارير عن ضربة بطائرة مسيرة خلال الليل في ولاية ننغرهار الشرقية قتل فيها تسعة مدنيين على الأقل كانوا في مخيم في منطقة جبلية أثناء جمعهم حبوب الصنوبر. والولايات المتحدة هي العضو الوحيد في التحالف الدوليّ في أفغانستان التي توفر دعماً جوياً في النزاع لكنّ لم يصدر أي بيان بعد من القوات الأمريكية في أفغانستان أو الأمم المتحدة أو قوة حلف شمال الأطلسي. وجاءت هذه الضربة بعد مقتل أربعة أشخاص الأربعاء عندما اقتحم مسلحون وانتحاري مبنى حكومياً في جلال آباد المجاورة، عاصمة ولاية ننغرهار. والثلاثاء قتلت حركة طالبان نحو 50 شخصاً في هجومين منفصلين واحد استهدف تجمعاً انتخابياً للرئيس أشرف غني في ولاية باروان وسط البلاد، وآخر في كابول. وأعلن حاكم ولاية زابل أن التفجير استهدف مبنى الاستخبارات ولكنه دمّر مستشفى على مقربة منه في مدينة قلعة بجنوب أفغانستان، وأكد مسؤولان محليان حصيلة القتلى. وقال شاهد العيان الطالب الجامعيّ عاطف بلوش إنّ الانفجار كان «مروعاً وأدى إلى تحطم زجاج كل نوافذ المنزل». وقال إنه توجه إلى موقع الانفجار ليجد أن «مستشفى الولاية دمر بالكامل وهناك ضحايا تحت الأنقاض». وأفاد أنه شاهد رجال الإنقاذ يسحبون نساء وأطفالاً من تحت الأنقاض. وانتاب الفزع السكان الذين أخذوا يبحثون عن أقرباء لهم كانوا يتلقون العلاج في المستشفى. وأوضح مقيم أحمد وهو صاحب متجر قال إن زوجته وأمه كانتا تتلقيان العلاج داخل المستشفى وقت الانفجار، «هرعت إلى الموقع لأبحث عنهما ولم أستطع العثور عليهما، إنهما مفقودتان ولا أعرف ماذا أفعل». وتبنى ناطق باسم حركة طالبان قاري يوسف أحمدي الاعتداء الذي وصفه بأنه عملية «استشهادية ضد إدارة الاستخبارات». وقال «نفذنا هجوماً استشهادياً ضد إدارة الأمن الوطنية»، مؤكداً أن المبنى دمر بالكامل. وفي ننغرهار قال حاكم منطقة خوقياني شمس الحق لوكالة فرانس برس إن تسعة أشخاص قتلوا وأصيب ستة آخرون في هجوم بطائرة مسيرة في المنطقة، مضيفاً أنهم جميعاً من المدنيين. وقدّم المسؤولون في ننغرهار أرقاماً متباينة عن حصيلة القتلى. فقد قال أتال إنّ الضربة أسفرت عن مقتل 15 شخصاً، فيما قال مسؤول ثالث إنّ الحصيلة بلغت 30 قتيلاً. وصرح الناطق باسم الشرطة مبارز أتال بأن هذه الضربة «كانت تستهدف مقاتلين من داعش لكنها أصابت مدنيين من طريق الخطأ». وذكر أحد الناجين ويدعى بير محمد (22 عاماً) لفرانس برس أن عمالاً أتوا من ولايات أخرى لجمع الصنوبر وكانوا نياماً في خيامهم عندما بدأت الضربة. وأضاف من مستشفى في جلال أباد حيث يُعالج من جروح ناجمة عن شظايا «لقد قُتل العديد من أصدقائنا بدون سبب، وأصيب عشرات آخرون». وأبلغ نائب المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية فواد آمان فرانس برس أنّ الوزارة تحقق في التقارير الواردة عن الضربة. واشنطن تعلق المساعدات لأفغانستان واشنطن-أ ف ب: اتهمت الولايات المتحدة أمس الحكومة الأفغانية بالإخفاق والتساهل في مكافحة الفساد، وأعلنت تعليق مساعدات مباشرة لها تبلغ أكثر من 160 مليون دولار، وذلك قبل أكثر من أسبوع للانتخابات الرئاسية في هذا البلد. وصرح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بيان «نقف ضدّ من يستغلون مواقع القوة والنفوذ ليحرموا الشعب الأفغاني من مكاسب المساعدة الأجنبية ومن مستقبل أكثر ازدهاراً». وقال بومبيو إن واشنطن ستعلق العمل مع الجهاز المسؤول عن مراقبة مكافحة الفساد في أفغانستان لأنه «عاجز عن أن يكون شريكاً». وأضاف «نتوقع من الحكومة الأفغانية أن تظهر التزاماً واضحاً في مكافحة الفساد، وأن تخدم الشعب الأفغاني وتحافظ على ثقته»، معتبراً أنه «يجب محاسبة المسؤولين الأفغان الذين يخفقون في الوفاء بهذا المعيار». وأوضح أن الولايات المتحدة ستستعيد 100 مليون دولار من المساعدات المخصصة لمشروع كبير في قطاع الطاقة، لافتاً إلى أن واشنطن تفضل تمويل المشروع مباشرةً بدل إرسال الأموال للحكومة الأفغانية. وأكد بومبيو أن الولايات المتحدة ستعلق أيضاً 60 مليون دولاراً من مساعدات مخصصة للهيئة الأفغانية لإدارة المشتريات. ولطالما انتقدت واشنطن الكسب غير المشروع في أفغانستان، لكن الموقف الأخير يأتي بعد اختلاف مع الرئيس الأفغاني أشرف غني حول المحادثات الأمريكية مع حركة طالبان. وأعرب غني الذي يسعى لإعادة انتخابه في استحقاق 28 سبتمبر الرئاسي، عن قلقه من مسودة اتفاق مع طالبان تنص على سحب الولايات المتحدة لقواتها من أفغانستان. لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان دعا غني وطالبان إلى الولايات المتحدة، أعلن إنهاء المفاوضات مع طالبان على خلفية اعتداء للمتمردين أسفر عن مقتل عسكري أمريكي. وكان ترامب يأمل سحب القوات الأمريكية من أفغانستان ووضع حدّ لأطول حرب شنتها القوات الأمريكية بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 .
مشاركة :