برلين - قنا: سلّط مؤتمر حول الرياضة وحقوق الإنسان، استضافه الاتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب في العاصمة الألمانية برلين، الضوء على دور بطولة كأس العالم (قطر 2022) في تسريع وتيرة التقدم في مجال رعاية وحقوق العمّال في قطر. وناقش المؤتمر، الذي أقيم تحت عنوان: «الأحداث الرياضية خلال العشرة أعوام المقبلة.. وضع الاستراتيجيات وتحديد الفرص»، التزام اللجنة العليا للمشاريع والإرث، الجهة المسؤولة عن تنفيذ مشاريع مونديال قطر 2022، بضمان صحة وسلامة ورعاية أكثر من 27 ألف عامل في بناء استادات البطولة وغيرها من مشاريع البنية التحتية، وذلك في إطار حوار تناول مسؤولية منظمي الفعاليات الرياضية الكبرى تجاه احترام حقوق الإنسان. وخلال جلسة نقاشية بعنوان «التحولات والأهداف: التغيّر في حوكمة قطاع الرياضة العالمي»، تحدّث كل من السيد محمود قطب، المدير التنفيذي لإدارة رعاية العمال في اللجنة العليا، والسيد فيدريكو أديتشي، مدير شؤون الاستدامة والتنوع في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، عن التزام قطر بحماية حقوق العمّال، وإرساء معايير جديدة تحتذي بها دول المنطقة، قبل أكثر من ثلاثة أعوام على استضافتها المونديال. وألقى قطب الضوء على الجهود التي بذلتها اللجنة العليا لتحقيق نتائج ملموسة في رعاية العمّال وخلق إرث لاستضافة المونديال يبقى أثره الإيجابي في قطر وخارجها. واستعرض بالتفصيل المُبادرات التي قادتها إدارة رعاية العمّال، وشملت منظومة التدقيق الصارمة والتفتيش على امتثال المقاولين بتطبيق معايير رعاية العمّال، وسداد رسوم التوظيف للعمّال، وتحسين مستوى أماكن الإقامة، وكذلك آليات رفع شكاوى العمّال، مشيراً إلى أن اللجنة العليا عملت بشكل وثيق مع الاتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب منذ عام 2016 بهدف تعزيز جهودها في حماية عمّال مشاريع بطولة قطر 2022. وأضاف قطب: «نجحنا في إحراز تقدّم كبير في رعاية العمّال، لكن لا يزال أمامنا الكثير لإنجازه، خاصة في ظل ما تفرضه طبيعة قطاع الإنشاءات وتعقيدات سلسلة التوريد من تحديات، لكننا سنواصل العمل عن كثب مع مقاولينا للتغلّب على هذه التحديات وغيرها، من أجل رعاية عمّال مشاريعنا.. ولطالما شكّل إرث هذه البطولة أهمية لا تقل عن استضافة منافساتها، ويعمل في مشاريع المونديال الآن أكثر من 27 ألف عامل، ولدينا صوت مسموع ينادي بحماية حقوق العمّال، ونحسن الاستفادة منه رغم أننا لسنا اللاعب الأكبر في قطاع العقارات في قطر، وبذلك نواصل بناء إرث النسخة الأولى من المونديال في المنطقة». من جانبه، تحدّث السيد فيدريكو أديتشي عن قدرة البطولة على دفع عجلة التغيير الإيجابي في مجال رعاية العمّال. وفي رده على أسئلة الحضور حول نسخ ماضية ومقبلة مع بطولة كأس العالم، أوضح أديتشي مدى تطوّر الدور الذي يضطلع به الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في التعامل مع قضية حقوق الإنسان. وأضاف أديتشي: «يقدم الاتحاد الدولي لعمّال البناء والأخشاب، ومثله من الشركاء، نموذجاً فيما يتصل بالمشاريع الرياضية الكبرى، وتمثل قطر نموذجاً إيجابياً، حيث شهدنا جميعاً ما حققته من تطوّر في مجال رعاية العمّال، ولم يسبق أن رأينا هذا المستوى من الالتزام تجاه حقوق الإنسان في تنفيذ مشاريع بطولة كأس العالم، وبالطبع أدى الجميع أدوارهم على أكمل وجه، لكن يجدر بنا هنا أن نشيد بالتزام اللجنة العليا للمشاريع والإرث الواضح في تحديد القضايا والمشكلات وإيجاد الحلول المناسبة لها». من جهته، أشاد السيد أمبيت يوسون، الأمين العام للاتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب، بجهود اللجنة العليا، خاصة فيما يتعلق بتشكيل منتديات رعاية العمّال، وهي من آليات رفع شكاوى وتظلمات العمّال، مشيراً إلى أن علاقة الاتحاد مع قطر والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) شهدت تحولاً إيجابياً كبيراً على مدى الأعوام الماضية، مؤكداً على مواصلة النقاشات والتعاون لاتخاذ مزيد من الخطوات الملموسة في مجال رعاية العمّال.
مشاركة :