النباتيون أكثر عرضة للسكتة الدماغية

  • 9/20/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أظهرت دراسة كبيرة أجريت في المملكة المتحدة أن الأشخاص الذين يتبعون وجبات نباتية قد تكون لديهم احتمالات أقل للإصابة بأمراض القلب، لكن هناك فرص أكبر لإصابتهم بسكتة دماغية مقارنة بمن تعودوا على أكل اللحوم. وتابع الباحثون 48188 من البالغين في منتصف العمر لا يشكون من أي تاريخ من الأزمات القلبية أو السكتات الدماغية لنحو 18 عاما. وخلال هذا الوقت، أصيب 2820 شخصا بمرض الشريان التاجي الذي قد يؤدي إلى نوبات قلبية. وأصيب 519 شخصا بالسكتات الدماغية، وهو النوع الأكثر شيوعا، والذي يحدث عندما تضرب الجلطة شريانا ينقل الدم إلى الدماغ؛ وأصيب 300 شخص بالسكتات الدماغية النزفية التي يسببها تمزق في الأوعية الدموية في الدماغ. وكان النباتيون، بمن فيهم النباتيون الذين يتجنبون البيض والألبان، الأقل عرضة بنسبة 22 بالمئة للإصابة بأمراض الشريان التاجي مقارنة بمن يأكلون اللحوم. ويقول الباحثون إن هذا يعادل أقل من 10 حالات مصابة بمرض الشريان لكل 1000 شخص على مدى عقد من الزمان بين النباتيين مقارنة بآكلي اللحوم. ومع ذلك، كان النباتيون أكثر عرضة بنسبة 20 بالمئة من غيرهم للإصابة بالسكتة الدماغية، وخاصة السكتة الدماغية النزفية. وترجم ذلك بارتفاع الإصابة بالسكتات الدماغية إلى ما يقرب من ثلاث مرات لكل 1000 شخص من النباتيين مقارنة بآكلي اللحوم، طوال 10 سنوات. وقال تامي تونغ، عالم الأوبئة الغذائية بجامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة والمشرف على الدراسة، “لدى الذين يتناولون الأسماك والأطعمة النباتية انخفاض متوسط في مؤشر كتلة الجسم ومعدلات أقل لارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكولسترول في الدم والسكري مقارنة بمن يأكلون اللحوم، مما قد يفسر انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب لديهم”. وأضاف تونغ عبر رسالة إلكترونية إلى رويترز أن “سبب ارتفاع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى النباتيين أقل وضوحا، لكن بعض الأدلة الحديثة تشير إلى أنه على الرغم من أن مستويات الكولسترول المنخفضة تحمي من الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، فإن مستويات الكولسترول المنخفضة جدا قد تكون مرتبطة بزيادة خطر السكتة الدماغية النزفية. وهي أكثر الأنواع التي وجدت بمستويات عالية لدى النباتيين”. الإكثار من تناول الخضار مسؤول عن انتشار المزيد من البكتيريا المعوية، ويؤدي الانتقال إلى النظام النباتي إلى عسر الهضم وذكر الباحثون، في تقرير نشر في الدورية الطبية البريطانية (بريتش مديكال جورنال)، أن ارتفاع خطر السكتة الدماغية بين النباتيين يرجع إلى زيادة احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية النزفية بنسبة 43 بالمئة ولم يكن هناك فرق كبير في معدلات السكتة الدماغية الإقفارية بين هذه المجموعة وبين مجموعة آكلي اللحوم. كما لم يكن هناك فرق كبير في خطر الإصابة بالنوبات القلبية بناء على عادات الأكل. فقد قام الباحثون بتقييم عادات الأكل عبر استبيانات في بداية الدراسة. وأكمل بعض المشاركين الاستبيانات مرة أخرى بعد 14 سنة في المتوسط. وتم تصنيف الأشخاص الذين يتناولون اللحوم، بغض النظر عما إذا كانوا يأكلون أيضا الأسماك أو منتجات الألبان أو البيض، على أنهم من آكلي اللحوم. وبلغ عددهم 24428 في بداية الدراسة وظل 96 بالمئة منهم يتناولون اللحوم، بناء على متابعة الاستبيانات الغذائية. وكان هناك 7506 من الأشخاص الآخرين يتناولون الأسماك فقط دون أي نوع من أنواع اللحوم الأخرى، وظل 57 بالمئة من هؤلاء المشاركين الذين أكملوا الاستبيانات الغذائية الثانية يتناولون الأسماك. وإضافة إلى ذلك، بدأ 16254 شخصا الاستبيان وهم يتناولون الأطعمة النباتية فقط دون أسماك أو لحوم وظل 73 بالمئة منهم ممتنعا عن أكلها. وقال مارك لورانس، باحث في الصحة العامة والتغذية بجامعة ديكين في ملبورن بأستراليا، “توصي الإرشادات الغذائية بزيادة إمداد أجسامنا بالأطعمة المغذّية الكاملة مثل الفواكه والخضروات والحد من تناول الأطعمة والمشروبات الجاهزة”. وأردف لورانس عبر البريد الإلكتروني، “تعترف الإرشادات الغذائية الوطنية في جميع أنحاء العالم بالوجبات الغذائية المعتمدة على النباتات لاستدامتها البيئية وكذلك الفوائد الصحية، على نحو متزايد”. وأكد أنه “رغم أن التحول نحو الأنماط الغذائية القائمة على النبات لأسباب تتعلق بالصحة الشخصية لا يعني بالضرورة أن تصبح نباتيا”. وفي تقرير نشر في صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية، كانت خبيرة التغذية البريطانية إيما دربيشاير قد نبّهت إلى أن من يتبعون نظاما غذائيا نباتيا قد يفقدون عنصرا مهمّا من العناصر الغذائية المهمة لصحة الدماغ. وبينت أن هذا العنصر الأساسي غير المتوفر في الأطعمة النباتية هو الكولين وهو مهم للسيطرة على العضلات والذاكرة ويمكن أن يقي من التدهور العقلي عند التقدم في السن. وأوضح التقرير أن الجسم لا ينتج من هذا العنصر في الكبد ما يكفي لتلبية الاحتياجات اليومية للإنسان، ويعد لحم البقر والبيض ومنتجات الألبان والدجاج وسمك السلمون من أفضل المصادر الغذائية الغنية بالكولين. وحذرت الخبيرة من أن الكثير من الناس لا يلقون بالا للتقيد بالتوصيات حول المقادير اليومية الضرورية من هذا العنصر، وأكدت أن كثرة الوجبات الغذائية النباتية يمكن أن تزيد المشكلة سوءا. وقالت “من الناحية الفسيولوجية، يعتبر الكولين ضروريا لعدد من الوظائف عبر دورة الحياة، حيث يرتبط نقصه بأمراض الكبد، والوظيفة الإدراكية والاضطرابات العصبية المحتملة”. كما أفاد موقع “غيزوندهايت تيبس” الألماني بأن المعدة والجهاز الهضمي يتأثران باستمرار بكل ما نأكله، وتغيير النظام الغذائي يؤدي إلى حدوث تغيير في تكوين البكتيريا الموجودة في الأمعاء. وهذا يؤثر على الوزن وصحة الجسم، إذ يعتقد الباحثون أن الإكثار من تناول الخضار مسؤول عن انتشار المزيد من البكتيريا المعوية. ويؤدي الانتقال إلى نظام التغذية النباتية إلى ظهور بعض الأعراض مثل الشعور بالنفخة. وأكد موقع “دويتشه فيله” الألماني أن الجسم حتى يتمكن من هضم البروتينات النباتية يحتاج إلى وقت أطول من البروتينات الحيوانية. وهذا يعني أن الأشخاص النباتيين، والرياضيين منهم بشكل خاص، يحتاجون إلى وقت أطول لاستعادة نشاطهم بعد التدريبات مقارنة بأولئك الذين يأكلون اللحوم. وهنا ينصح خبراء الصحة بتناول العصائر التي تحتوي على البروتينات، فهي تساعد على استعادة النشاط سريعا للجسم لأنه يمتص السوائل بشكل أسرع من المواد الصلبة.

مشاركة :