أعلنت بريطانيا، أمس الجمعة، أنّ هناك «اندفاعة» في محادثات «بريكست»، رغم تحذيرات أوروبية من أنّ الاتفاق بين الطرفين لا يزال بعيد المنال، وبينما سيبحث رئيس الوزراء بوريس جونسون الملف الشائك الاثنين المقبل، مع رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، أكدت سلطات ميناء دوفر الإنجليزي، الاستعداد الكامل لتداعيات «الخروج الفوضوي».وقال الوزير البريطاني المكلف بشؤون بريسكت ستيفن باركلي، بعد لقائه كبير المفاوضين الأوروبيين، ميشال بارنييه، في بروكسل:«أعتقد أن الطرفين يريدان التوصل إلى اتفاق، ونقوم بعمل شاق لتحقيق ذلك». وأضاف: «نتقدم وهناك اندفاعة والمناقشات تتواصل الأسبوع المقبل بين الفرق التقنية». وبحث الطرفان ثلاثة أوراق قدمتها لندن تتضمن أفكاراً حول استبدال بنود «شبكة الأمان» المتعلقة بأيرلندا في اتفاق «بريكست» الذي أبرمته السنة الماضية رئيسة الحكومة السابقة تيريزا ماي ورفضه النواب البريطانيون. وقال باركلي بعد المحادثات: «لا يزال هناك الكثير من العمل للقيام به، لكن هناك محادثات جدية تجري».لكن المفوضية الأوروبية، أعطت صورة قاتمة أكثر عن المفاوضات، مشددة على أن الأوراق البريطانية «ليست سوى مجموعة أولى من المفاهيم والمبادئ والأفكار». ولاتبدو أيرلندا متفائلة، إذ قال وزير خارجيتها، سايمون كوفيني ل«بي بي سي»، إنه رغم أن الأجواء المحيطة بالمحادثات تحسنت، لكن التوصل إلى اتفاق «ليس قريباً»، وأن المقترحات البريطانية غير مناسبة. وقال: «ما يطلب منها من ستيف باركلي وآخرين هو استبدال ضمانة متعلقة بمسألة الحدود مع وعد ببذل أقصى الجهود لحل المسألة في المستقبل، لكننا لا نعلم كيفية القيام بذلك بعد». وأضاف: «لا يبدو هذا الأمر اتفاقاً عادلاً بالنسبة لي».من جهته، قالت المفوضية: «من الضروري أن يشمل اتفاق الخروج حلاً قابلاً للعمل بشكل كامل، ويكون عملانياً في الشق القانوني».في السياق نفسه، أكد مسؤولو ميناء دوفر البريطاني، الذي يمر من خلاله سدس حركة تجارة البضائع في البلاد، أنهم يستطيعون التعامل مع أي اضطرابات قد تنجم عن الخروج الفوضوي من الاتحاد الأوروبي. ونقلت وكالة «بلومبيرج» للأنباء عن الرئيس التنفيذي للميناء، دوج بانيستر، قوله إن «دوفر مستعد بنسبة 100%»، مضيفاً أن «مديري العبارات جاهزون بنسبة 100 % كاليه ودونكيرك جاهزان بنسبة 100%».وطالبت بروكسل لندن بتقديم خطة بديلة واضحة قبل أن يحضر جونسون القمة الأوروبية المقررة منتصف الشهر المقبل.ويلتقي جونسون، رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، الاثنين المقبل، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ويشدد جونسون على أن «شبكة الأمان» التي ستبقي بريطانيا مؤقتاً في الاتحاد الجمركي الأوروبي لتجنب إعادة فرض حدود فعلية بين شطري أيرلندا، هي بند غير ديمقراطي وغير مقبول بالنسبة للندن، وتعهد بتنفيذ الخروج في موعده المقرر أواخر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. وطالبت فنلندا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي أمس الأول بريطانيا بتقديم مقترح خطي حول «بريكست» قبل نهاية الشهر الجاري، لتجنب «الخروج الفوضوي»، لكن لندن رفضت تلك المهلة. (وكالات)
مشاركة :