إسرائيل تواجه مأزقا سياسيا وضعته نتائج الانتخابات

  • 9/21/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

القدس - أكدت النتائج شبه النهائية للانتخابات التشريعية الإسرائيلية الصادرة اليوم الجمعة عن اللجنة الانتخابية، المأزق السياسي في إسرائيل في ظل عدم نجاح أي من الحزبين المتصدّرين في تشكيل ائتلاف. وحصل تحالف أزرق أبيض الوسطي بزعامة بيني غانتس على 33 مقعدا، مقابل 31 لحزب الليكود اليميني بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو، بحسب اللجنة الانتخابية التي أوضحت أن النتائج النهائية ستعلن الأربعاء القادم. ويرى محللون أن نتانياهو الذي يعد أطول رؤساء وزراء إسرائيل، لم يعد بوسعه البقاء في السلطة إلا بتقاسمها، خصوصا بعد إخفاقه في تحقيق فوز انتخابي واضح مرتين خلال 6 أشهر. ودعا نتانياهو الذي يراهن على الانتخابات لضمان مستقبله السياسي، أمس الخميس غانتس إلى أن يشكلا معا حكومة وحدة. لكن الجنرال السابق غانتس الذي برز هذا العام كوجه جديد ليتحدى نتانياهو، رد أنه يريد أيضا حكومة وحدة تخرج إسرائيل من المأزق السياسي لكن بشرط أن تكون برئاسته، رافضا عرض رئيس الوزراء المحضرم الذي هيمن على مدى السنوات العشر الماضية على السياسة الإسرائيلية بمفرده ودون منافس فعلي. بل إن غانتس لم يذكر نتانياهو حتى بالاسم، وترك لقادة أصغر بحزبه مهمة التأكيد على تعهده الانتخابي بعدم الدخول في تحالف مع رئيس الوزراء، الذي يواجه اتهامات بالفساد ينفيها نتانياهو. ويسعى نتانياهو إلى تشكيل ائتلاف حاكم، في وقت يبدو إخفاقه في ذلك مرتين ضعفا، حيث يرى محللون أنه من السابق لأوانه إعلان نهاية عهد نتانياهو، لكنها قد تكون بداية النهاية. وعلى مدى عقد من الزمن، هيمن نتانياهو الذي يكمل عامه السبعين خلال شهر، على محطات البث ونشرات الأخبار ومنصات التواصل الاجتماعي وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي الوحيد الذي تعامل معه زعماء كثيرون في أنحاء العالم. غير أن الرجل المعروف بين أنصار حزب ليكود الذي يتزعمه "بالساحر" سبق وتمكن من الخروج من مواقف صعبة. ولمح الأخير إلى اتفاق على تدوير محتمل لرئاسة الوزراء مع جانتس مستشهدا باتفاق في الثمانينيات بين رئيس الوزراء السابق شمعون بيريس اليساري، وإسحق شامير سلف نتنياهو في حزب ليكود، إذ تناوب الاثنان على رئاسة الوزراء في الفترة بين 1984 و1988. ومن شأن تقاسم السلطة أن يتيح لنتنياهو الحصول على ولاية خامسة قياسية ليضمن بقاءه السياسي. كما يسمح له بقول إن لديه تفويضا عاما للتصدي لتهم جنائية ربما تُوجه له قريبا. ويقود نتانياهو مجموعة من الأحزاب اليمينية والأحزاب الدينية المتشددة تملك حاليا 55 مقعدا. ومن المحتمل أن يحصد تكتل يساري وسطي بزعامة جانتس على 57 مقعدا. وقال جانتس إنه "يتصور تشكيل ائتلاف ليبرالي"، في إشارة إلى ائتلاف علماني يستثني حلفاء نتنياهو من المتدينين المتشددين. ويبقى أفيجدور ليبرمان أحد الأوراق الرئيسية في تشكيل ا~تلاف حكومي، حيث أقدم على خطوة كبيرة برفضه الانضمام إلى حكومة ائتلافية بقيادة نتانياهو بعد انتخابات أبريل/نيسان الماضي كمسألة مبدأ، مما أفضى إلى إجراء انتخابات ثانية حقق على إثرها مكاسب بزيادة عدد مقاعد حزبه. لكن بعدما تواصل نتانياهو مع جانتس اليوم وهو ما قد يبعد ليبرمان عن المشهد، رد الأخير بغضب قائلا إن "نتنياهو مجرد انتهازي يسعى إلى التحايل على خصومه لتهيئة الرأي العام لجولة ثالثة من الانتخابات". ويتبنى ليبرمان العلماني نهجا متشددا تجاه قضايا تتعلق بالأمن والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويعيش المهاجر اليميني المتطرف في مستوطنة بالضفة الغربية المحتلة. وقد ينتهي الحال بأن يكون ليبرمان صانع ملوك. ويمكن أن يبرم اتفاقا لدعم نتنياهو، لكن من الممكن أيضا استبعاده تماما. و يرجح أن يصل الأمر إلى أسابيع لتشكيل حكومة، فغالبا ما امتدت المفاوضات التي سبقت تشكيل حكومات إلى اللحظة الأخيرة. وأيا كان الذي سيطلب منه تشكيل الحكومة المقبلة فإنه سيتحتم عليه استيعاب أحزاب عديدة. وقد لا يستغرق الأمر مدة طويلة إذا قرر نتنياهو وجانتس العمل سويا سواء بمساعدة ليبرمان أو بدونه. وذكرت اللجنة الانتخابية في بيان إنه "ما زال يتعين فرز الأصوات في 14 مركزا أُفيد عن حصول تجاوزات فيها". وحلت القائمة العربية المشتركة في المرتبة الثالثة بحصولها على 13 مقعدا، متقدمة على حزب شاس الديني المتشدد (9 مقاعد). وحصل كل من حزب "إسرائيل بيتنا" القومي العلماني برئاسة وزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان وحزب "يهدوت هتوراة" (يهودية التوراة الموحدة) الديني المتشدد للأشكيناز على ثمانية مقاعد. وحلت بعد ذلك قائمة "يمينة" اليمينية المتطرفة (7 مقاعد) وحزب العمل (6 مقاعد) وقائمة المعسكر الديموقراطي اليسارية (5 مقاعد).

مشاركة :