سيدني، بانكوك - (رويترز): خرج عشرات الآلاف من الطلاب في أنحاء مختلفة من آسيا وأوروبا أمس الجمعة ضمن إضراب على مستوى العالم لمطالبة زعمائه المجتمعين في قمة الأمم المتحدة عن المناخ باتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب كارثة بيئية. وبدأت الاحتجاجات في جزر المحيط الهادي وهي بعض من الدول الأكثر تعرضا للخطر بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار وأستراليا حيث أظهرت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي مظاهرات حاشدة في أجزاء مختلفة من البلاد مثل ملبورن وسيدني. وبإلهام من الناشطة السويدية جريتا ثونبرج البالغة من العمر 16 عاما من المقرر تنظيم احتجاجات في نحو 150 دولة لدعوة الحكومات لاتخاذ إجراءات فورية بهدف الحد من الآثار الضارة لتغير المناخ الذي يسببه البشر. وسيصل الإضراب في نيويورك إلى ذروته حين تقود ثونبرج مسيرة عند مقر منظمة الأمم المتحدة. وتم ترشيح ثونبرج لجائزة نوبل لجهودها في مجال مكافحة تغير المناخ. وأشادت ثونبرج «بالحشد الهائل» في سيدني في تغريدة على موقع تويتر وقالت إنها مثال يحتذى به مع انطلاق الإضرابات في أنحاء آسيا وأوروبا وأفريقيا. ويقول علماء إن الاحتباس الحراري الذي تسببه انبعاثات الغازات الناتجة عن احتراق الوقود الاحفوري أدى الى موجات الجفاف والحرارة الشديدة وذوبان الأنهار الجليدية وارتفاع منسوب مياه البحار والفيضانات. وقفزت انبعاثات الكربون العام الماضي إلى مستوى قياسي على الرغم من تحذير أصدرته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في أكتوبر تشرين الأول وقالت فيه إنه يجب خفض الانبعاثات على مدار الأعوام الاثني عشر القادمة من أجل تحقيق استقرار المناخ. وقال منظمون إن المظاهرات ستأخذ أشكالا مختلفة حول العالم لكن جميعها تهدف إلى رفع الوعي بتغير المناخ والمطالبة بالقيام بعمل سياسي للحد من العوامل التي تسهم في الظاهرة. وتمثل الحركة الاحتجاجية مزيدا من الضغط على الحكومات والشركات للتحرك. وفي أوروبا من المقرر أن تكشف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن مجموعة إجراءات جديدة للتصدي لتغير المناخ توصلت إليها أحزاب ائتلافها الحاكم خلال محادثات استمرت أثناء الليل. ومن المقرر أن يتجمع محتجون في شوارع برلين عند بوابة براندنبورج. وتجمع قمة الأمم المتحدة زعماء العالم لبحث سياسات للتصدي لتغير المناخ مثل التحول من استخدام الوقود الاحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة. ولهذه القضية أهمية كبيرة بالنسبة إلى جزر المحيط الهادي المنخفضة التي طالبت الدول الغنية مرارا ببذل مزيد من الجهد لمنع ارتفاع منسوب المياه في البحار. وفي تايلاند اقتحم أكثر من 200 شخص مقر وزارة البيئة وسقطوا على الأرض ليتظاهروا بالموت. وقالت ناتيشا اوتشاروينتشاي (21 عاما) وهي من منظمي الإضراب «هذا ما سيحدث إذا لم نوقف تغير المناخ الآن». وفي مومباي العاصمة التجارية للهند التي شهدت هذا العام فيضانات نتيجة هطول أمطار موسمية بمعدل أكثر غزارة من المعتاد انضم أطفال من عشر مدارس على الأقل للاحتجاجات على مدار اليوم. ولا تسمح الصين أكبر مصدر لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري على مستوى العالم بتنظيم الاحتجاجات لكن تشنغ شياو وين من شبكة الشباب الصينية للعمل بشأن المناخ قالت إن الشباب سيقومون بتحركات بطريقة أو أخرى. وأضافت «الشباب الصينيون لهم أساليبهم. نهتم أيضا بالمناخ ونفكر بعمق ونتفاعل ونتخذ إجراءات وهناك كثيرون على وعي كبير بهذه القضية».
مشاركة :