أكد العلامة السيد محمد علي الحسيني، الأمين العام لـالمجلس الإسلامي العربي، ان الشيعة العرب لن يكونوا وسيلة تستخدمها إيران واتباعها، موضحا ان هجوم حزب الله على المملكة امتداد لدوره القتالي بالوكالة عن ايران، مشيرا الى أنّ تدخّل الحزب في اليمن وقبله في البحرين والعراق وسوريا لأنه قوة عسكرية تعمل لمصلحة إيران. مضيفا: انه كلما احتاجت طهران للتدخل بصورة غير مباشرة في إحدى الدول العربية تستدعي الحزب للقيام بهذه المهمة، والملاحظ أن إيران لا تُرسل حرسها الثوري أو قوّات أخرى للقتال في هذه الدول، كي لا تقع في الاحراج الاقليمي والدولي، وكي لا تُتّهم رسميّاً بأنها تتدخل، لذلك تستخدم حزب الله لتحقيق اهدافها من دون ان تتبنّى ذلك رسميا، واذا نجح الحزب في مهمّته فإن المسؤولين الإيرانيين هم الذين يفاوضون لتقاضي الثمن. ويضيف الحسيني: هذه اللعبة مكشوفة في الاوساط الدولية كافة، ولكن طهران تنجح بواسطتها في تمرير ما تريده؛ لأن النفاق هو السائد في السياسات الدولية، وعلى سبيل المثال يعرف المجتمع الدولي أن حزب الله يُقاتل بشكل علني في العراق وسوريا لمصلحة إيران، ولكن الدول المعنيّة مثل الولايات المتحدة تتجاهل ذلك وتتفاوض مع طهران بما خص هذين البلدين. وعن هجوم حسن نصرالله على المملكة العربية السعوديّة، قال الحسيني: إنه من الطبيعي أن يهاجم المملكة ودول الخليج كامتداد لدوره القتالي في الدول العربيّة التي تشهد ازمات. وهنا ايضا ينطق الحزب باسم الولي الفقيه ونيابة عنه، فيما لا تستطيع إيران الدولة ان تقوله علنا، لأنه مُناف لقواعد التعامل الدبلوماسي بين الدول. وبرأي الحسيني، فإن حزب الله يُمارس هذا الدور على أكمل وجه مُستخدما لغة التحريض الطائفي والمذهبي، لأن الدول التي يُهاجمها تضم في مكونات شعوبها مواطنين شيعة. لذلك يعتبر الحزب أن من حقّه التوجه لهؤلاء وتحريضهم على دولهم وحكّامهم بموجب ولاية الفقيه، وهذا الامر خاطئ كليّاً؛ لأن الشيعة العرب لم يكونوا في أي مرحلة من المراحل ولن يكونوا في أي يوم من الايام وسيلة تستخدمها إيران واتباعها، فهؤلاء الشيعة هم مواطنون عرب يتبعون مرجعياتهم السياسية والدينية العربية داخل بلادهم. ويلفت العلامة الحسيني إلى أن المصلحة التي تربط حزب الله بإيران هي مصلحة مادية بالدرجة الاولى، فرغم المزاعم عن اتباع ولاية الفقيه والانصياع لأوامره لاسباب دينية عقائدية، فإن الرابط الاساسي في هذه العلاقة مالي ومصلحي، والمعروف انه لولا المال الإيراني الذي يتدفّق بمئات ملايين الدولارات سنويّاً على حزب الله لما استطاع أن يستمر. وصحيح أن الحزب بدأ كحالة مقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي في الثمانينيات، لكنه كان واحداً من احزاب وحركات كثيرة قاومت ذلك الاحتلال. ويُشير الحسيني - لـالمستقبل اللبنانية - إلى أن المصالح التي تربط حزب الله بالقوى التي يدعمها في الدول العربية مماثلة لما يربطه بإيران، والاسباب المالية بالدرجة الاولى إضافة إلى تحريض بعض القوى للتحرك ضد انظمة الحكم داخل بلدانها.
مشاركة :