النظام السوري يترنح.. - أيمـن الـحـمـاد

  • 5/1/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

ما إن سمع مندوب النظام السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري لغة الحزم والحسم في خطاب السفير السعودي عبدالله المعلمي حتى بدأ يرعد ويزبد ليخرج عن طوره في مشهد بائس يعكس مدى معاناة نظامه وشعوره بضغوط كبيرة يعكسها تردي الوضع على الأرض في سورية وفقدان جيش النظام مناطق عسكرية حيوية. على الأرض شكل سقوط عاصمة محافظة إدلب الإستراتيجية ضربة قاصمة لنظام الأسد الذي تراجع غرباً خشية الاقتراب من أهم المدن السورية وتحديداً اللاذقية، ما حدا به إلى القيام بما سماه "إعادة الانتشار" وهو في واقع الأمر انسحاب، رأيناه يتجلى بشكل واضح في هروب قوات الأسد بشكل جماعي تحت وطأة نيران المعارضة في ريف إدلب. وهو أمر كانت له انعكاسات معنوية إيجابية على مقاتلي المعارضة، الذين انخرطوا في تنظيم صفوفهم في مناطق أخرى مثل حلب من أجل الحفاظ على زخم الانتصارات، التي تتحقق هنا وهناك في انتظار ترتيب المواقف السياسية بين الفرقاء من المعارضة السورية الذين يبدو أنهم أمام تلك الانتصارات معنيون بالنظر بشكل جاد في تنظيم صفوفهم وعدم الظهور بشكل مهزوز يؤثر سلباً على الأوضاع المتقدمة لقوات المعارضة، التي يبدو أنها ترغب في محاكاة الطريقة التي تكونت بها القوات التي حررت إدلب، ويتضح من العمليات التي نفذت في حلب أن المدينة الواقعة على مقربة من الحدود التركية ستشهد تطورات عسكرية من شأنها أن تفقد النظام السيطرة على غرب البلاد حيث قاعدة "طرطوس" الروسية، هذه التطورات جاءت مع أنباء تتحدث عن انسحابات يقوم بها "حزب الله" المتورط في الحرب على الشعب السوري. في الإطار الإقليمي يبدو أن القوى في المنطقة معنية بإحداث تأثير ملموس على قوات المعارضة المعتدلة التي لطالما وُعِدت بالعتاد العسكري الذي من شأنه تحقيق التوازن العسكري بينها وقوات النظام، إلا ان ذلك لم يتأت بالشكل المطلوب، بالرغم من أن دولاً إقليمية بدأت في الانخراط من أجل إخضاع قوات المعارضة لبرامج تدريبية من أجل تأهيلها للمهمات القتالية، لكن تلك الخطوات بدأت متأخرة لكنها على المدى الاستراتيجي مطلوبة، حالياً من شأن دفع وتزويد القوات "الموثوقة" بالسلاح أن يسهم في ترجيح الكفة لصالح قوات المعارضة بشكل واضح مما يتيح لها تفوقاً أكبر على الأرض، خصوصاً أن تلك القوات ستواجه قوات الأسد و "داعش". دولياً فإننا اليوم بصدد ما أعلن عنه المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا حول مشاورات منفصلة سيقوم بها مع أطراف الصراع السوري، لكن التنبؤ بما قد يجري للنظام خلال القادم من الأيام واختلال موازين القوى في سورية ربما يعزز جانب المعارضة ويضعف النظام الذي سيبدو أكثر شراسة وتمسكاً بموقفه لتعويض ضعفه على الأرض، لكن النظام السوري يبدو هزيلاً اليوم والحرب التي يخوضها منذ أربعة أعوام مازالت مستعرة، في ظل عجز يواجهه على المستويين المادي والعسكري، إذ قام خلال الأيام الماضية بخطوة من أجل زيادة مداخيله عن طريق تجديد جوازات المغتربين السوريين كلاً في مقر اقامته، وبذلك يضمن دخلاً بالعملة الصعبة، كما أن الزيارة التي قام بها وزير دفاع الأسد فهد الفريج إلى طهران في هذا الوقت ما هي إلا دليل على مأزق يعيشه النظام على المستوى العسكري؛ لذا فإن المجتمع الدولي مطالب أكثر من أي وقت بالإعداد لليوم التالي للنظام السوري الذي ربما يسقط فجأة، تاركاً عاصمة الأمويين دمشق في يد "داعش" التي مُكنت مؤخراً من مخيم اليرموك الذي لا يبعد عن العاصمة إلا (8 كلم).

مشاركة :