رغم نجاح فيلمه «علاء الدين» عالمياً، الذي تخطت إيراداته المليار دولار، يرى الممثل الكندي المصري مينا مسعود أن التمييز العرقي ما زال يسيطر على هوليوود، وهو ما يسعى للتغلب عليه، سواء بشكل شخصي أو من خلال مؤسسة أنشأها خصيصاً لإتاحة فرص متساوية للجميع بالسينما.وقال مسعود، في مقابلة مع وكالة «رويترز» بمدينة الجونة في مصر: «بدأت مشواري الاحترافي منذ نحو 10 سنوات، وكانت غالبية أعمالي تلفزيونية، لكن جميع الأدوار التي عرضت علي كانت تنحصر في الفتى العربي أو الشرق أوسطي».وأضاف: «حتى دوري في (علاء الدين) الذي أفخر جداً به لم أكن لأحصل عليه لولا أن صناع العمل كانوا يبحثون عن وجه جديد بملامح شرق أوسطية. ورغم أنني أصبحت معروفاً بشكل أكبر، لم يُعرض علي أي عمل سينمائي طوال الأشهر الثلاثة الماضية».وتابع قائلاً: «حتى على مستوى الأجور، يختلف الأمر، وليس كما يتصور البعض، فأنا لم أحصل على أجر كبير في دور (علاء الدين)».وولد مسعود في القاهرة عام 1991، وهاجر مع أسرته إلى كندا، وكان شغوفاً بالتمثيل الذي أصر على دراسته، رغم تحفظ أسرته التي كانت تود لو أنه حصل على شهادة دراسية بأحد التخصصات العلمية. وجمع مسعود بين العمل والدراسة الجامعية من أجل تحقيق طموحه، وشارك في أعمال تلفزيونية، قبل أن تأتيه الفرصة لبطولة فيلم «علاء الدين»، من إنتاج شركة «ديزني»، أمام الممثل الأميركي ويل سميث.وقال: «في هوليوود، الهيمنة لذوي البشرة البيضاء أو السود من أصل أميركي، أما العرقيات الأخرى، سواء من أميركا الجنوبية أو الشرق الأوسط أو آسيا، فيخوضون طريقاً صعباً طويلاً».وأنشأ مسعود مؤسسة غير هادفة للربح باسم «إي دي إيه»، تهدف إلى مساعدة الموهوبين بمختلف مجالات الفنون، وإتاحة الفرص لهم لتحقيق حلمهم. وعن ذلك، يقول: «ستسعى المؤسسة لمساعدة الموهوبين في الرقص أو الرسم أو الموسيقى في تحقيق حلمهم. ففي بعض الأحيان، لم تكن لدي القدرة المالية على الذهاب أو الاستعداد بشكل لائق لتجارب الأداء السينمائي من أجل الحصول على دور في فيلم؛ أتمنى أن نساهم في تسهيل ذلك».وأضاف: «تعجب البعض من إنشاء هذه المؤسسة بعد نجاح فيلمي الأول فقط، لكني أصررت على أن أبدأها الآن، حتى ولو على مستوى صغير، وكلما كبرت ستكبر معي».ويوم الخميس الماضي، بدأ مينا مسعود صفحة جديدة مع وطنه الأم (مصر)، الذي عاد إليه في افتتاح مهرجان الجونة السينمائي بعد أن أصبح نجماً سينمائياً مشهوراً. وقال متحدثا باللغة العربية: «آخر زيارة إلى مصر كانت منذ 10 سنوات، وأنا سعيد جداً بالحفاوة التي وجدتها هنا، وسعيد أكثر برؤية فنانين كبار وجهاً لوجه كنت أشاهد أفلامهم وأنا صغير، مثل يسرا ومنى زكي وأحمد السقا، ويظل عادل إمام صاحب أكبر رصيد في قلبي».وأضاف خلال كلمته: «المهرجان أكبر مما كنت أتوقع، ومصر بها مقومات رائعة لصناعة السينما. وعندما أعود، سأحرص أكثر على متابعة الأعمال الجديدة، وربما يوماً ما أصنع فيلماً هنا».وقدم مسعود خلال افتتاح مهرجان الجونة أولى جوائز مؤسسته الحديثة، التي ذهبت إلى الممثلة المغربية نسرين الراضي، عن دورها في فيلم «آدم» الذي يعرض داخل المسابقة الرسمية للمهرجان، وقال: «هذه أول مرة نقدم الجائزة من خلال مهرجان الجونة الذي سيكون منصة سينمائية لتقديم جائزتنا سنوياً».وتقام الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي في الفترة من 19 إلى 27 سبتمبر (أيلول)، بحضور عدد كبير من نجوم وصناع ونقاد السينما، العرب والأجانب.
مشاركة :