«الإرشاد الأكاديمي».. دليل الطلبة لدخول سوق العمل

  • 9/22/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق:عبد الرحمن سعيد هل التخصصات الجامعية المعتمدة في الجامعات، الحكومية والخاصة، بالدولة تلبي متطلبات واحتياجات سوق العمل، في ظل التطورات المتلاحقة بمختلف القطاعات، وإلى أي مدى وصلت التخصصات الموجودة إلى مرحلة التشبع؟ ولماذا لا يتم إلغاء تخصصات قديمة لا يحتاج إليها سوق العمل، وهل تسابق الجامعات، الحكومية والخاصة، في طرح التخصصات هدفه مادي في الدرجة الأولى، أم يراعي متطلبات سوق العمل؟ «الخليج» تتناول القضية، حيث التقت عدداً من أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، وأساتذة جامعيين، وطلاباً، أكدوا أن التخصصات المعتمدة في جامعات الدولة مطلوبة في سوق العمل، ولا يوجد تشبع في أي من التخصصات، وقالوا إن أغلبية الجامعات عززت توجهاتها بفتح تخصصات جديدة تتماشى مع متطلبات سوق العمل، موضحين أن كل التخصصات المطروحة خضعت لدراسات مستفيضة لاحتياجات سوق العمل على المدى الطويل، ووظائف المستقبل، بحيث تضمن مواصلة استيعاب السوق للخريجين، فيما طالب عدد من أعضاء المجلس الوطني الاتحادي بضرورة اهتمام الجامعات بالبحث والتعرف إلى احتياجات سوق العمل الحالية والمستقبلية، لكن قبول العمل في القطاع الخاص يشكل تحدياً كبيراً.أشار المتحدثون في التحقيق إلى أن وظائف المستقبل تشجع الطلبة على الالتحاق بتخصصات جديدة، في مقدمتها أمن المعلومات، والذكاء الاصطناعي، والبرمجة وعلوم الروبوتات، وعلوم الفضاء، والفيزياء النووية، وعلوم الأرض، والآثار والإرشاد السياحي. وذكروا أن الإرشاد الأكاديمي، يحتل حيزاً كبيراً باعتباره نقطة الوصل بين المرحلة الجامعية وسوق العمل، عبر ربط المعرفة النظرية بالخبرات، ومدى مساهمتها في تحقيق رؤية التعليم، بما يتماشى مع مؤشرات الأجندة الوطنية. احتياجات السوق ناعمة عبد الله الشرهان، عضو المجلس الوطني الاتحادي رئيسة لجنة شؤون التعليم والثقافة والشباب والرياضة والإعلام في المجلس، شددت على أهمية ربط وتوجيه التخصصات والبرامج الأكاديمية لتتلاءم مع متطلبات سوق العمل الفعلية، من خلال منظومة متكاملة توجّه القطاع التعليمي وفق احتياجات سوق العمل خلال السنوات الخمس المقبلة، وليس في عامين، أو ثلاثة، لاسيما في ظل تغير متطلبات السوق باستمرار، نظراً للتطور الحاصل. كوادر وطنية وقال سعيد صالح الرميثي عضو المجلس الوطني الاتحادي: لا أعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة التشبع بأي من التخصصات الجامعية، وأن سوق العمل في دولة الإمارات كبير جداً، وقال إن الخطط المستقبلية للدولة تحتاج إلى الكوادر الوطنية والتنوع والخروج عن المألوف في ما يتصل بالتخصصات المطروحة والبرامج التعليمية، كما يجب دعم البرامج في قطاع التعليم العالي الخاص، ومحاولة توجيه المواطنين للتخصصات التي لا تطرحها الجامعات الحكومية. الوظائف المطلوبة وقال أحمد النعيمي عضو المجلس الوطني الاتحادي، يجب على الجامعات مواكبة التطور عن طريق دراسة سوق العمل بشكل جيد لسد الوظائف المطلوبة، وعدم ترك الخريجين في رحلة بحث طويلة عن عمل، كما يجب على الجامعات التنسيق مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الموارد البشرية والتوطين في طرح التخصصات.الدكتور محسن أنسي نائب مدير جامعة زايد المشارك رئيس الشؤون الأكاديمية، قال إن جامعة زايد تقوم بالتحديث المستمر لبرامجها لمواكبة سوق العمل، وعلى سبيل المثال فقد تم تحديث برامج كلية الإدارة عام 2012، وتحديث برامج كلية الفنون والصناعات الإبداعية عام 2013، وكذلك تحديث برامج كلية الابتكار التقني عام 2017. وأضاف: لا توجد لدينا برامج وصلت لمرحلة التشبع من ناحية احتياجات سوق العمل لها، أو عدم إقبال الطلبة عليها. دراسة مستفيضة وقال البروفيسور وقار أحمد، مدير جامعة أبوظبي، إن الجامعة تحرص عند طرح أي برنامج جديد على إجراء دراسة مستفيضة لاحتياجات سوق العمل على المدى الطويل، ووظائف المستقبل، بحيث تضمن مواصلة استيعاب السوق لأفواج الخريجين من هذه البرامج. وأضاف: أسهمت هذه الدراسات المستفيضة والتقييم الشامل للسوق في تجنب إلغاء البرامج الأكاديمية بشكل تام، حيث تعمل الجامعة على الدوام على استشراف المستقبل والتعرف إلى احتياجات سوق العمل المتوقعة خلال مراحل زمنية مستقبلية طويلة. التحديث والتطوير وقال الدكتور غانم كشواني، باحث أكاديمي في جامعة نيويورك أبوظبي، إن عملية التحديث والتطوير للمناهج الدراسية بالجامعة تتم وفقاً لمتطلبات سوق العمل والمستجدات العلمية، من خلال إجراء دراسة ومسح ميداني لسوق العمل تقوم به جهات مختصة في الجامعة، الأمر الذي يجب أن يطبق على كل مؤسسات التعليم العالي لأجراء التعديلات التي تتطلبها احتياجات السوق.وأشار إلى أن الدراسات الحديثة المرتبطة بالتعليم والوظائف، تشير إلى ضرورة التحاق المواطنين بالبرامج التقنية والمهنية، لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة، التي ستحدث تغييرات واسعة في مختلف القطاعات، خصوصاً التصنيع، والتخزين، والنقل، مبيناً أن اختيار التخصص في الصف الثاني عشر خطأ كبير، وأن على الطالب أن يحسم هذا القرار من الصف العاشر. الشهادات العامة وقال الدكتور عاصم الحاج رئيس كلية الخوارزمي الدولية، تخطط كلية الخوارزمي لإطلاق حزمة من البرامج والتخصصات الدقيقة الأكثر طلباً في سوق العمل في الدولة والمنطقة، حيث طرحت الكلية مؤخراً برامج البكالوريوس في الرعاية الطبية الطارئة وبكالوريوس الرعاية التنفسية الذي يعد الأول من نوعه في الدولة، والتي تتماشى مع التخصصية المطلوبة، وتسعى كلية الخوارزمي إلى تحديث برنامج تقنيات المعلومات ليوفر تخصصات دقيقة، مثل تصميم وإدارة الشبكات، والأمن السيبراني. صعوبة المنهج ويرى هشام محمد علي خبير واستشاري موارد بشرية، أن عزوف الطلبة عن التخصصات العلمية خصوصاً الذكور، يرجع إلى صعوبة المنهج العلمي، وأنه تخصص يتطور بشكل مستمر، ويزداد صعوبة لمواكبته العصر والتقدم، وأنه يجب على خريجي الثانوية العامة مراعاة ميولهم المهنية في المقام الأول أثناء اختيار التخصص، ومن ثم قراءة سوق العمل في المقام الثاني، مؤكداً ضرورة اطلاع الطالب على خطط الشركات والمؤسسات في المستقبل، حتى يعرف ما يجب عليه تعلمه، ويضمن فرصة عمل مناسبة بعد سنوات دراسته التي قد تتغير فيها طبيعة المجتمع كلياً. رغبة الطلاب محمد علي البلوشي خريج جامعة زايد تخصص علاقات دولية قسم العلوم الإنسانية والآداب، قال وفرت جامعات الدولة الحكومية والخاصة كل التخصصات التي تغطي سوق العمل، وأن تخصص علوم سياحية «مرشد سياحي» في جامعة زايد كان على وشك أن يتم إلغاؤه نهائياً لأنه لا يحظى بأقبال من الطلاب، وبالفعل تم إغلاقه عاماً دراسياً كاملاً، ولكن إدارة الجامعة قررت أن تعيد فتح باب التسجيل مرة أخرى بناءً على رغبة المتقدمين. غير كافية واكد الطالب أحمد بانعيمون الحاصل على الترتيب التاسع مكرر على مستوى الدولة من المدرسة الثانوية الفنية في أبوظبي بمعدل 92.1% لهذا العام، أن التخصصات الجامعية المطروحة غير كافية، حيث إنه كان يطمح إلى دراسة هندسة الأحياء ولكنها لا تتوفر في أي من جامعات الدولة. وأضاف لقد اخترت علم الفضاء لدراسته والتخصص فيه بجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، مشيراً إلى أن هذا التخصص من التخصصات التي ستلعب دوراً كبيراً في مستقبل الدولة، خصوصاً أنها تسعى للوصول إلى المريخ. لا توجد خبرة وأوضح علاء عوض الدويلة، خريج جامعة زايد من قسم تقنية المعلومات أن التخصصات الجامعية المطروحة في الدولة كافية، وأن متطلبات سوق العمل، وليست الرغبة الشخصية، باتت أساس اختيار كثير من الطلبة المتقدمين للتسجيل في الجامعات.وأوضح الطالب محمد سعيد من جامعة العين للعلوم والتكنولوجيا، أنه عندما ينهي الطالب تعليمه المدرسي لا يكون قد امتلك الخبرة الكافية لاختيار التخصص المناسب، وإذا كانت لديه خلفية عن التخصص لا يجد من يعرّفه بمدى حاجة المجتمع لهذا التخصص. تخصص غير علمي وقالت رودينا حسام الحاصلة على شهادة الثانوية لهذا العام، إن سبب اختيارها لتخصص جامعي غير علمي جاء بناءً على رغبتها الشخصية، وحبها للمجال، وهناك عدد لا بأس به من صديقاتها يدرسن التخصصات العلمية، وأن من أسباب عزوف الطلبة عن المواد العلمية صعوبة المواد، وصعوبة تحصيل الدرجات فيها، وأن الجامعات المتواجدة بالدولة توفر العديد من التخصصات التي تتناسب مع متطلبات سوق العمل. أهمية التكنولوجيا وأوضحت ميار السيد الحاصلة على شهادة الثانوية هذا العام، أنها تنوي أن تتخصص في الجيولوجيا التطبيقية، حيث إن هناك الكثير من الطلبة يعتقدون أن المواد الدراسية للتخصصات العلمية صعبة، خصوصاً العلوم والرياضيات، ويبتعدون عن دراستها، وإن دراستها للتخصص العلمي في الجيولوجيا التطبيقية جاءت بعد اقتناعها بأهمية العلوم والتكنولوجيا والابتكار في العصر الحالي. التخصصات العلمية اكد الدكتور عبد الرحيم صابوني رئيس كلية الإمارات للتكنولوجيا، أنه تم إلغاء بعض التخصصات منها دبلوم التصاميم الجرافيكية، أضافة إلى برنامج دبلوم العلاقات العامة وتخصص بكالوريوس علوم البنوك والمصارف الإسلامية، كما سيتم طرح برامج هندسية وتكنولوجية وبرامج جديدة في العلوم الصحية والإدارة الصناعية. وأضاف من الطبيعي أن يرتبط طرح التخصصات العلمية في الجامعات بحاجة سوق العمل، وهذا ينطبق بشكل أكثر وضوحاً على البرامج الأكاديمية للجامعات الخاصة لكون إقبال الطلبة عليها سيكون بدافع الحصول على درجة علمية تؤهلهم للالتحاق بسوق العمل. وقال أصبحت دراسة الجدوى الاقتصادية وإثبات احتياج سوق العمل من أهم وأول المتطلبات للتقدم للموافقة المبدئية على إضافة تخصص علمي، أو برنامج جامعي جديد من قبل الجهات المعنية بالتراخيص والاعتماد الأكاديمي للبرامج الجامعية، لضمان نجاح واستمرارية البرنامج الجديد. وأوضح أنه في ظل التطورات المتسارعة للثروة الصناعية الرابعة وتأثيرها في سوق العمل ومهن المستقبل، فإن هناك تخصصات ومهن سوف يتقلص الطلب عليها، ويقل إقبال الطلبة على الالتحاق بها، وبشكل عام المهن التي يسهل القيام بها من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء.وأضاف أنه على سبيل المثال، مع انتشار الخدمات الإلكترونية لإنجاز المعاملات وصياغة التقارير والنصوص ستظل الحاجة إلى خريجي الجامعات للعمل في مجال العلاقات، والكتابة الصحفية التقليدية، والوساطة التجارية لإنجاز المعاملات، والعديد من الخدمات المصرفية والتسويق التجاري، والعديد من الخدمات اليدوية اللوجستية التي سوف تؤدي إلى انتشار التجارة الإلكترونية، والتي تحل تدريجياً محل المتاجر والشركات والأسواق، بل حتى المصارف. «أمريكية دبي» الأولى في استعداد طلبتها لسوق العمل حصلت الجامعة الأمريكية في دبي على المركز الأول باستعداد طلبتها لسوق العمل، وذلك ضمن تصنيف «كيو إس» العالمي للجامعات.كما حازت الجامعة المرتبة الأولى عالمياً من حيث تنوع جنسيات هيئتها التدريسية، والمرتبة الثالثة من حيث تنوع جنسيات طلابها، وذلك بفضل حرص الجامعة على تحقيق التميّز والتنوع الاجتماعي والأكاديمي على المستويات المحلية والإقليمية والدولية على حد سواء.وقال الدكتور عماد حب الله، عميد الجامعة ورئيس الهيئة الأكاديمية: «تعتبر معايير التميز الأكاديمي من أهم مبادئنا في الجامعة، والتي نحافظ عليها نتيجة جهود طاقمنا التدريسي المتنوع، انطلاقاً من إيماننا بأن التجربة التعليمية التي نقدمها لطلابنا تتعزز بانفتاحهم على مفاهيم ورؤى ووجهات نظر متنوعة من مختلف أنحاء العالم».ومن جهتها، قالت سارا إل. مونتيرو، عميدة شؤون الطلبة في الجامعة: «من موقعنا الريادي كأفضل جامعة في دبي، والتي تُعتبر من أكثر مدن العالم تنوعاً، يسعدنا تجسيد ما تتسم به المدينة من تنوع وتسامح وتعايش ضمن حرمنا الجامعي بين الطلاب وهيئة التدريس والموظفين».وأكّدت سينثيا سماحة، مدير وحدة الخدمات الوظيفية لدى الجامعة الأمريكية في دبي: «يأتي تأمين الفرص الوظيفية المجزية والقيّمة لطلابنا بعد التخرج على رأس أولوياتنا، ونحن فخورون اليوم لما نلمسه من تقدير لجهودنا في هذا الصدد».

مشاركة :