كتب - إبراهيم بدوي: يترأس حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفد دولة قطر للمشاركة في اجتماعات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تعقد في مقر المنظمة بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث سيلقي سموه خطاباً في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامّة للأمم المتحدة بعد غد الثلاثاء. ووصل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أمس الأول إلى نيويورك، للمشاركة في اجتماعات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامّة. ويطرح صاحب السمو أمير البلاد المفدى أمام قادة وزعماء وممثلي ١٩٣ دولة أعضاء الأمم المتحدة، مواقف ورؤية قطر تجاه مستجدات القضايا الإقليمية والدوليّة. وتتجه أنظار العالم صوب الأمم المتحدة لمتابعة قادة وزعماء العالم أثناء تقديم رؤيتهم لمواجهة التحديات الدولية المشتركة فيما يتميز الخطاب القطري بالحكمة والشمولية مع أولوية خاصة لقضايا الأمة العربية والإسلامية وتقديم تشخيص دقيق لجذور التحديات الدوليّة لا سيما مكافحة آفة الإرهاب العالميّة. وتتسم الرؤية القطرية بنزاهة المعالجة لمحاربة أسباب التطرف والإرهاب واقتلاع جذوره، بالتأكيد على رفض ازدواجية المعايير في التعامل مع هذه الآفة العالمية أو الربط الجائر بين الإرهاب والإسلام. ويبرز في جهود الدوحة استنادها إلى أسس ومعايير إنسانية وقيم ومبادئ عالمية لا تحيد عنها في مواجهة التطرف والإرهاب فيما تستغل بعض الدول الاتهامات بالإرهاب لخدمة أجندات سياسية للقضاء على الخصوم والمعارضين أو للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بدعوى مكافحة الإرهاب والتطرّف. وتتصدر القضية الفلسطينية أولويات قيادتنا الرشيدة في خطابها الأممي بالتاكيد على حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ورفض الممارسات الإسرائيلية التي تنتهك الأعراف الدوليّة. وأيضاً تقديم الرؤى القطرية لمختلف القضايا التي تستعر بها منطقتنا العربية والشرق أوسطية لا سيما الأزمة الخليجية والنزاعات الراهنة في سوريا واليمن وليبيا وغيرها، وترتكز الرؤية القطرية دائماً على سياسة الحوار والتفاوض لحل كافة النزاعات والخلافات سلمياً وهي الرؤية التي أثبتت نجاعتها بعد سنوات من الاقتتال والحرب العبثيّة في اليمن على سبيل المثال لا الحصر. ويبرز خطاب صاحب السمو أمام المنظمة الأممية الثلاثاء المقبل في ظل تطورات لافتة في تعميق الشراكة الاستراتيجية بين قطر والأمم المتحدة وأهمها إعلان دولة قطر خلال منتدى الدوحة في ديسمبر الماضي، عن دعم بقيمة ٥٠٠ مليون دولار على عدة سنوات لصالح وكالات الأمم المتحدة لتعزيز قدراتها في مواجهة سيل التحديات الإنسانية التي يفيض بها عالم اليوم خاصة أزمات اللاجئين والمهاجرين والنازحين الناجمة عن إكراهات الطبيعة من أعاصير وفيضانات وغيرها أو بفعل الإنسان من حروب ونزاعات. وتعدّ قطر الأولى عربياً والسادسة عالمياً بقائمة أكبر المساهمين في الصناديق متعدّدة الشركاء لعام ٢٠١٧. قطــر تدعـم المشـاريع التنمويـة والإنسـانية كشف تنامي وتقارب العلاقات الوثيقة بين قطر والأمم المتحدة عن نشاط وفاعلية الدعم القطري وأهميته للمنظمة الأمميّة وارتكازه على مبادئ أساسيّة للسياسة الخارجيّة لدولة قطر وأهمها لعب دور فعّال على الساحة الإقليمية والدوليّة ودعم الشعوب المنكوبة ومساعدتها على النهوض من جديد عبر قنوات دولية شرعيّة معترف بها مثل الأمم المتحدة ومن منطلق مسؤولية مشتركة مع المجتمع الدولي استطاعت دعم الخطط الأمميّة على عدة محاور وأهمها تعزيز السلم والأمن الدوليين، وأهداف التنمية المستدامة ومكافحة الإرهاب ومواجهة التحديات المشتركة. وتجسّد تطوّر العلاقات بين قطر والمنظمة الأممية بعد مساهمات قطر في مشاريع تنموية وإنسانية عديدة لخدمة شعوب العالم، في أن أصبحت شريكاً بنيوياً لا غنى عنه في تحقيق أهداف المنظمة الدوليّة.
مشاركة :