الأحزاب الوسطية الليبرالية حائرة مع من تصطف بعد زلزال الدور الأول

  • 9/22/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تونس – لا تزال الأحزاب “الوسطية” في تونس في حالة تردد في دعم أحد مرشحي الرئاسة التونسية في الدور الثاني، قيس سعيّد أم نبيل القروي. وخسرت جل الأحزاب الممثلة في البرلمان، والتي تقدم نفسها كأحزاب الطيف “الوسطي والتقدمي والليبرالي” السباق الرئاسي، وجاءت نتائج بعض مرشحيها في الدور الأول محبطة وكارثية ولم تتجاوز في بعض الحالات نسبة واحد بالمئة من مجموع الأصوات. وحل أبرز مرشحي العائلة السياسية الوسطية في المركزين الرابع والخامس، وهما وزير الدفاع عبدالكريم الزبيدي بحصوله على 10.73 بالمئة من أصوات الناخبين ورئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد بنسبة 7.3 بالمئة. ومثل فوز المرشح المستقل وأستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد وقطب الإعلام الموقوف في السجن نبيل القروي في الدور الأول، زلزالا سياسيا للأحزاب الكبرى كما أشر على نهاية حقبة من الحكم امتدت منذ بداية الانتقال السياسي عام2011. ولكن عكس القروي وموقف الأحزاب الليبرالية وحتى اليسارية المتردد حتى الآن، فقد سارعت أحزاب محافظة بعد خسارة مرشحيها إلى الاصطفاف خلف قيس سعيّد بدعوى ضمانه الحد الأدنى من رؤيتها السياسية. ومن بين تلك الأحزاب حركة النهضة والتيار الديمقراطي وائتلاف الكرامة والمرشح المنصف المرزوقي والإسلامي المستقل حمادي الجبالي والمرشح المستقل الصافي سعيد، ويقدم هؤلاء أنفسهم كمحافظين أو من التيار القومي العربي. وعزز هذا الاصطفاف من موقف سعيّد وحظوظه في الدور الثاني بشكل أولي. وقال المنجي الحرباوي، النائب في البرلمان المنتهية ولايته والقيادي في حزب حركة نداء تونس الفائز بانتخابات 2014 لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، “سيجتمع المكتب السياسي (يوم الأحد) وسنناقش هذه المسألة”. وتابع الحرباوي “سنتخذ قرارنا إما بدعم أحد المرشحين أو التزام الحياد”. وفاز نداء تونس برئاسية 2014 عبر الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي الذي توفي قبل نهاية عهدته في يوليو الماضي، ودعم الحزب في الدور الأول عبدالكريم الزبيدي. كما تخلى حزب “حركة مشروع تونس” عن المنافسة في السباق الرئاسي حيث أعلن مرشحه محسن مرزوق قبل يوم واحد من الاقتراع الانسحاب لدعم حظوظ الزبيدي. وقال القيادي في الحزب والنائب في البرلمان حسونة الناصفي “لا يزال الوقت مبكرا لاتخاذ قرار بخصوص الدور الثاني، هناك آجال للطعون ونحن الآن منشغلون بحملة الانتخابات التشريعية”. وأضاف الناصفي “الخيارات واضحة إما أن ندعم مرشحا أو سنترك حرية الاقتراع لأنصارنا”. ولم يعلن حزب “حركة تحيا تونس” الداعم للحكومة عن موقف واضح من مرشحي الدور الثاني، لكن العداء قائم مع حملة المرشح نبيل القروي منذ إيقاف الأخير والزج به في السجن ضمن تحقيق قضائي في تهم ترتبط بالتهرب الضريبي وتبييض أموال. ويفضل الحزب التركيز في الوقت الحاضر على الانتخابات التشريعية بدل الاهتمام بمرشحي الدور الثاني، وكان يوسف الشاهد قد دعا الأحزاب الديمقراطية إلى توحيد الصف استعدادا للانتخابات التشريعية من “أجل التدارك ومنع انزلاق البلاد إلى المجهول”. وقالت العضو في مكتب الأمانة العامة لـ”حزب تحيا تونس” آمال بالخيرية “لا يمثل المرشحان الخط السياسي للحزب، هناك طرح شعبوي، لا يعبر عنا، تاجر بالأوضاع الاجتماعية كما تحوم حوله شبهات فساد مقابل طرح غامض مع المرشح قيس سعيّد، وصعوده يعبر عن حالة تململ عامة إزاء الطبقة السياسية، وعلينا نحن التقاط هذه الرسالة، لا نعرف سعيّد ولكن المجموعات الداعمة له تمثل خطرا على الجمهورية والانتقال السياسي في البلاد”. وستخوض أغلب أحزاب هذا الصف معركة حياة أو موت في الانتخابات التشريعية، لأن استطلاعات رأي كانت كشفت كما في الرئاسية، عن صعود قوى سياسية جديدة مثل “حزب قلب تونس” لرئيسه نبيل القروي والذي يقدم نفسه كحزب خارج التصنيف الأيديولوجي. وقال المؤرخ الجامعي والمحلل السياسي خالد عبيد “العائلة الوسطية اليوم منقسمة، ويعني هذا أن هناك من سيصوت للقروي، وآخرين لن يفعلوا عكس الأحزاب المؤيدة لقيس سعيّد، أتوقع أنه حتى مع مغادرة القروي للسجن قبل الحملة الانتخابية، فإن هذا لن يغير الوضع كثيرا”.

مشاركة :