أثار إعلان القضاة في تونس البدء في إضراب مفتوح مخاوف من أن ينعكس سلبًا على مسار الانتخابات، فالقضاء تنتظره قضايا عالقة، أبرزها موقف المرشح الرئاسي نبيل القروي، بالإضافة إلى نظر المحكمة الإدارية في طعون لمرشحين خاسرين، ما قد يؤخر موعد جولة الإعادة لما بعد الآجال الدستورية.أزمة السلك القضائي اندلعت بين فريق الدفاع في قضية اغتيال المعارضين السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وقضاة مكلفين بالنظر في القضية، خاصة الجزء المتعلق باتهام الجهاز السري لحركة «النهضة» بالتورّط في جريمتي الاغتيال.محامو عائلات بلعيد والبراهمي انتقدوا القضاء لما وصفوه بتأخره في حسم القضية رغم تقديم وثائق دامغة، معربين عن تخوّفهم من مزيد من العرقلة إذا حققت «النهضة» تقدمًا في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.وهي الانتقادات التي رفضها القضاة، واعتبروها انتهاكات لهيبة المؤسسة القضائية، معلنين البدء في إضراب مفتوح.القرار أثار مخاوف من أن ينعكس سلبًا على مسار الانتخابات الذي ينتظر قضايا عالقة، أبرزها موقف المرشح الرئاسي نبيل القروي الذي يقبع في السجن بتهمة غسيل أموال.كما يأتي هذا الإضراب متزامنًا مع نظر المحكمة الإدارية في الطعون المقدمة من مرشحين خاسرين في المرحلة الأولى من الانتخابات، ما قد يؤخر موعد جولة الإعادة لما بعد الآجال الدستورية، أي انتهاء فترة الرئيس المؤقت محمد الناصر يوم 25 من أكتوبر.من جانبه، قال قطب الإعلام التونسي المسجون نبيل القروي إنه «متفائل» بالفوز على أستاذ القانون المستقل قيس سعيّد، في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية.وتغلب القروي وسعيد على 24 مرشحًا في الجولة الأولى من الانتخابات التي عقدت يوم 15 سبتمبر.وحبست السلطات التونسية القروي (56 عامًا)، المالك المشارك لقناة «نسمة»، يوم 23 أغسطس في انتظار التحقيق في تهم بغسل الأموال والتهرب الضريبي، بيد أنه قال إنه ضحية لحملة تشويه.وسُمح له بخوض السباق الرئاسي لأنه لم يُدن، لكنه قال إنه يشعر بأن وجوده في السجن يكلفه الكثير من الأصوات.وأرسلت وكالة «أسوشيتد برس» أسئلة إلى محاميه، كامل بن مسعود، الذي رد بتعليقات القروي.في تلك الإجابات المكتوبة، أعرب القروي عن تفاؤله بالتقدم على سعيّد الذي حل أولاً في الجولة الأولى من الانتخابات. إذ كتب القروي «بالطبع لدينا فرصة؛ لأنها جولة ثانية وستعيد كلا المرشحين من نقطة الصفر».ولم يتم تحديد موعد حتى الآن لجولة الإعادة، لكن لجنة الانتخابية التونسية تقول إنها ستعقد بحلول 13 أكتوبر.وكشف القروي أنه احتفل بوصوله إلى جولة الإعادة الأسبوع الماضي مع رفاقه في السجن.وأضاف القروي، الذي وضع نفسه مدافعًا عن الفقراء، أنه يريد أن يطلق سراحه حتى يتمكن من القيام بحملة على قدم المساواة مع خصمه.وندد «بالمنع الخطير لتحقيق العدالة والديمقراطية»، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي «ضد إرادة» الأشخاص الذين صوتوا لصالحه.وكانت حركة «النهضة» -التي حلّ مرشحها إلى الانتخابات الرئاسية ثالثًا في الدورة الأولى- قد أعلنت الجمعة أنها ستدعم سعيّد في الدورة الثانية. وكان مرشّح حزب النهضة للانتخابات الرئاسية عبدالفتاح مورو حلّ في المركز الثالث في الجولة الأولى من الانتخابات بحصوله على 12.9% من الأصوات.وحصل سعيد أيضًا على دعم مرشح آخر، هو رئيس الجمهورية الأسبق المنصف المرزوقي.وحلّ سعيّد -المستقل والمعروف بمواقفه المحافظة- أولاً في الدورة الأولى التي أجريت الأحد بـ18.4% من الأصوات.ويواجه سعيّد المؤيد للامركزية جذرية، في الدورة الثانية قطب الإعلام نبيل القروي الموقوف الذي حصل على 15.6% من الأصوات.
مشاركة :