إن خلف كل مجد عظيم جهد وعمل، وخلف كل دولةٍ ناميةٍ مزدهرة ذات تاريخٍ وكيان ولاة أمرٍ يبذلون الغالي والنفيس وشعبٍ مطيع يسعى نحو الهدف ذو همةٍ عالية. نعم إذا لم يكن لكل عملٍ همّةً تصبوا به نحو القمة فلا تقدم ولا نماء. مستهل هذا الكلام أمهد فيه للحديث عن أغلى بلد، معقل التوحيد و مأرز الإيمان ودوحة القرآن، ناشرة السنة، ومكارم الأخلاق، وناصرة قضايا المسلمين في جميع أسقاع الدنيا. بلادي المملكة العربية السعودية في يومها المجيد وتاريخها الحافل بالإنجازات والمكارم اليوم الوطني (89) الذي تحتفل فيه من كل عام على ذكرى توحيد كيانها وتأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزير بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه في 17 من شهر جمادى الأولى من عام 1351 للهجرة بصدور المرسوم الملكي لتوحيد المملكة العربية السعودية فكان هذا اليوم يوماً غالياً من أيام هذا الوطن المبارك. هذا الوطن الذي شُيد على أساسٍ متين، وربط قيامه بالقرآن والسنة، وصار مرجعاً له في حكه وتحكيمه، كان ذلك سبباً في نمائه وازدهاره، فكان هذا اليوم منطلق هذا المجد العظيم بتوفيق الله ومنته. يأتي هذا اليوم ويستوقفني فيه الكثير من الوقفات التي من أهمها : الأولى/ ذكرُ فضل الله علينا سبحانه وتعالى وأنه المتفضل بهذه النعم والخير العميم، فكل تقدمٍ وازدهارٍ ونعمةٍ مردها لكرم الله وجوده وفضله. الثانية/ شكر الله على هذه النعم، فبقى النعم ووفرتها مرتهن بالشكر للواهب سبحانه، أدام الله على بلادنا نعمه وكرمه. الثالثة/ الولاء والانتماء لهذا الوطن العظيم، فلا بلد أعظم منه، منّ الله عليه بالحرمين الشريفين، وجعله قبلة لعباده المؤمنين في أسقاع المعمورة، وكان منارة إشعاع للدين وعلومه، وأعلى أهل العلم وأكرمهم، تتجه إليه بعد الله أنظار المؤمنين في كل قضاياهم وشؤونهم. الرابعة/ السمع والطاعة والبيعة لولاة أمرنا الميامين، فمن عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله ومروراً بأبنائه البررة الكرام والوطن يعيش بعد توفيق الله في أمن وإيمان، والمواطن ينعم في أحسن حال، حكموا الشرع في جميع شؤون الحياة فكان مرجعها، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر و أوجدوا له جهازاً مستقلاً، وحكموا بالعدل في القضاء وجعلوا له مرفقاً، فلا بلد ولا ولاة أمر أفضل منهم، فواجبهم علينا الدعاء لهم بالحفظ والإعانة. الخامسة/ أن في الاستذكار لمنطلق هذا اليوم ربط لأذهان الناشئة بما قدمه الآباء من جهد و عمل و ما هذا المجد الذي نعيشه إلا امتداد للأصل العظيم والبناء الراسخ المتين الذي قدمه الرجال المخلصين وولاة الأمر رحمهم الله جميعاً. سادساً/ التقدم والنماء الذي نعيشه ظلاً وارفاً وخيراً عاماً من رؤية الخير والبناء التي ترتكز على ثلاثة محاور: مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح؛ فكان لها بعد فضل الله عظيم الأثر في النماء والتطور. سابعاً/ تزامن هذا اليوم مع الأحداث الخارجية التي مرت بها بلادنا وكأن فيه رسالة للأعداء بأن هذه البلاد منصورة بإذن الله، ثم بتلاحم المواطنين مع ولاة أمرهم. حفظ الله بلادي من كل سوء ومكروه وأدام عليها نعمة الأمن والإستقرار ورغد العيش. وحفظ الله ولاة أمرنا الميامين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان من كل شر ومكروه ووفقهما إلى ما فيه عز الإسلام وصلاح المسلمين. اللهم احفظ رجال أمننا واجعل النصر حليفهم. اللهم عليك بالحوثيين ومن عاونهم، إنك ولي ذلك والقادر عليه.
مشاركة :