طرق جديدة لمحاربة الأخبار الزائفة

  • 9/23/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ديف لي * تمثل الفيديوهات والتسجيلات الصوتية المفبركة التي تعرف عادة باسم «التزييف المُحكم» أو العميق، واحداً من أخطر مظاهر التضليل، حيث تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لمزج الصور والأصوات بطريقة محترفة، فتبدو كأنها حقيقية، وغالباً ما تستخدم لنشر مشاهد مشوهة غير حقيقية تطال بعض المشاهير بتقطيع نماذج من صورهم ومقاطع صوتية سابقة لهم، بطريقة دقيقة بحيث تقطع المقاطع الصوتية الصغيرة من كلماتهم وتمزج لتشكيل كلمات جديدة.حيث طور باحثون طريقة جديدة في محاولة لمواجهة تزايد الاستخدام المشوه لهذه الظاهرة التكنولوجية المعقدة. واختُبرت واحدة من الأفكار المثيرة في هذا الصدد، حيث يعمل فريق بحثي على تدريب الفئران على تمييز الاختلالات في الكلام، وهي مهمة يمكن لهذه الحيوانات أداؤها بدقة كبيرة. الباحثون يأملون في أن يسهم البحث في النهاية في مساعدة مواقع مثل «فيسبوك» و«يوتيوب» لتحديد المقاطع المفبركة بطريقة «التزييف المُحكم» قبل أن تنتشر على منصاتهما. ولا تظن أن هذه الشركات ستستخدم فئراناً خاصة بها، بل ستستفيد من المبدأ الذي اعتمد عليه البحث.يقول أحد أعضاء فريق البحث: إنه وعلى الرغم من اعتقاده بأن فكرة غرفة ممتلئة بالفئران تميز المقاطع الصوتية المفبركة على «يوتيوب» في اللحظة تبدو بديعة حقاً، لكنه لا يعتقد أن ذلك سيكون عملياً لأسباب واضحة، حيث إن الهدف من البحث هو فهم الطريقة التي تتبعها الفئران في سبيل ذلك، ومن ثم تطبيق هذه الطريقة عبر الكومبيوتر.إن معظم المقاطع المفبركة بهذه الطريقة والتي تُتداول على الإنترنت اليوم تبدو غير حقيقية بشكل واضح تماماً، وتستخدم عادة كطريقة للسخرية من الشخص الذي فيها، وليس بقصد انتحال شخصيته، على سبيل المثال لا الحصر، المقطع المفبرك لمؤسس «فيسبوك» مارك زوكربيرغ الذي يتحدث فيه علناً عن سرقة بيانات المستخدمين لموقعه، بيد أن ذلك لا يعني أن عمليات انتحال الشخصية المُقنعة لن تكون مشكلة في المستقبل القريب.وطالما أن الناس لا ينظرون إلى الفيديو من زاوية التساؤل عن صحته، بل من منظور تأكيد وجهة نظرهم نحو العالم؟ ومن ثم فإنهم سينشرونه للمشاركة مع الآخرين، لأنه يمثلهم. وبالفعل، تنتشر وجهة نظر بين الخبراء هنا بأن المناقشات بشأن المحتويات المفبركة بالتزييف المحكم قد تنتهي إلى أن تكون أكثر إضراراً من الفبركات الفعلية نفسها، فوجود مثل هذه الفبركات والمخاوف بشأن التكنولوجيا قد تستخدم من قبل سياسيين معينين لإقناع الناخبين بأن شيئاً ما حقيقياً جداً هو مجرد شيء مفبرك بطريقة «التزييف المُحكم». * «بي بي سي»

مشاركة :