حض نيكولاي ملادينوف، مبعوث الأمم المتحدة الجديد لعملية السلام في الشرق الأوسط، أمس، الفصائل الفلسطينية على الوحدة، ودعا إسرائيل إلى رفع حصارها عن غزة، وذلك خلال زيارته الأولى إلى القطاع. وفي مؤتمر صحافي في مدينة غزة قال ملادينوف، الذي جرى تعيينه في فبراير (شباط) الماضي: «أتمنى أن تكون الأمم المتحدة قادرة على دعم جهود الفصائل الفلسطينية لتحقيق الوحدة الوطنية التي يحتاج إليها الجميع»، معتبرا أن الانقسام «يضر بالقضية الفلسطينية.. لقد التقيت معظم الفصائل الفلسطينية وسمعت منهم أنهم يريدون الوحدة». وشدد ملادينوف على أهمية رفع إسرائيل للحصار الذي تفرضه على قطاع غزة، وإدخال مواد البناء الضرورية لمشاريع إعادة الإعمار، مشيرا إلى أنه بحث مع رئيس حكومة التوافق الفلسطينية رامي الحمد الله «سبل حل مشكلات الموظفين في غزة (في إشارة إلى موظفي حكومة حماس السابقة)، فضلا عن أزمة المعابر التي تعد من الأولويات». ويواجه قطاع غزة أزمة إنسانية بعد أشهر على حرب استمرت 50 يوما بين إسرائيل وحركة حماس، إلا أن المجتمع الدولي يحذر من اندلاع نزاعات أخرى في غياب المصالحة الفلسطينية، وعدم رفع إسرائيل للحصار الذي تفرضه على القطاع. وعبّر ملادينوف عن تأثره بحجم الدمار في قطاع غزة، وقال إن «ما يصدمنا ليس فقط الدمار الهائل في قطاع غزة، بل الدمار الذي يحصل للناس في القطاع»، مشيرا إلى أن «القضية ليست فقط إعادة إعمار ما تدمر.. لكن أيضا رفع الحصار الذي يمنع الوصول إلى مواد البناء، كما يمنع حرية حركة الأشخاص والبضائع». من جهة ثانية، قال ملادينوف إنه سيعمل من أجل «إيجاد الطرق المناسبة لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين للوصول إلى حل الدولتين»، لافتا إلى أنه «من الأفضل الانتظار قليلا حتى يتم تشكيل الحكومة الإسرائيلية، إذ يجب أن نناقش معها أي سياسات يجب أن تتبعها في هذا المجال». إلى ذلك، شدد المسؤول الأممي على أن «دعم الوضع الإنساني في قطاع غزة سيكون من إحدى أهم أولوياتنا، ونحن ملزمون بمساعدة الناس هنا وأيضا في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا». من جهة ثانية، انطلق أمس بتل أبيب مؤتمر شعبي يشارك فيه ممثلون عن حركات سلام إسرائيلية وفلسطينية، تحت عنوان «الشعب يريد السلام». وأفادت الإذاعة الإسرائيلية بأن المؤتمر يشمل لقاءات تجري خلالها محاكاة للعملية التفاوضية بين الطرفين، سعيا لإيجاد سبل لكسر الجمود الذي يكتنفها. وأفادت الإذاعة بأن الوفد الفلسطيني للمؤتمر يضم شخصيات سياسية وسجناء أمنيين سابقين، ونشطاء سلام وشخصيات من كل أطياف المجتمع الفلسطيني. أما الوفد الإسرائيلي فيشمل شخصيات تمثل تيارات ووجهات نظر مختلفة، من بينها ضباط كبار سابقون في الجيش ومستوطنون.
مشاركة :